
الخميس، 16 نيسان، 2020
وصف ممثل "حركة
الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا أوضاع المخيمات الفلسطينية بـ"الصعبة"
من النواحي كافّة، مؤكدًا أنه تقع على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)
مسؤولية مباشرة تجاههم، بما في ذلك الحماية الصحية، من وباء كورونا.
وقال عطايا لصحيفة
"الاستقلال": "إن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تعيش ضعفًا
شديدًا في البنية التحتية، وأوضاعًا معيشية واجتماعية واقتصادية صعبة وبائسة، منذ ما
قبل جائحة كورونا العالمية، التي فاقمت من تلك الأوضاع".
وأشار إلى أن وكالة
"الأونروا” في ضوء الجائحة، لم تقدم مساعدات حقيقية للاجئين الفلسطينيين، ترفع من مستوى
تصديهم للوباء، بذريعة الأزمة المالية التي تعصف بها.
وأوضح عطايا، أن
المساعدات الحالية التي تصل للفلسطينيين في المخيمات، هي بمبادرات فردية ومؤسسات وجمعيات
إنسانية وخيرية فلسطينية، مستدركًا: "لكن هذا كله لا يغطي الحاجيات الأساسية الضرورية
للاجئين، في ظل تحديات الواقع الصعبة أساسًا".
وأشار إلى أن الوكالة
الأممية تواجه مخططات "أمريكية – إسرائيلية"؛ تستهدف تصفيتها وشطب مبرّر
تأسيسها، ألا وهو قضية اللاجئين وحق عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها بفعل المجازر
الصهيونية. وقد بدا ذلك من خلال قطع إدارة دونالد ترمب التمويل عن "الأونروا”، منذ
العام 2018.
ورغم فشل تلك المحاولات،
ما يزال التحالف الصهيو - أمريكي ماضيا في مساعيه، مستظلا بالانشغال العالمي بجائحة
"كورونا".
وعن دور حركة الجهاد
الإسلامي في مواجهة فيروس كورونا، قال عطايا: إن الحركة ومنذ بداية انتشار كورونا،
لم تتوقف عن إطلاق حملات وقائية وتوعوية وإغاثية، في إطار الحد من مخاطر وآثار الفيروس
على اللاجئين الفلسطينيين، في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان..
وفي هذا الإطار،
أطلقت "الجهاد" حملة "آمنون"، لمواجهة فيروس كورونا، شمل عمل فرقها
التطوعية، تعقيم المساجد والأماكن العامة والشوارع والمحلات التجارية والسيارات الداخلة
والخارجة الى ومن المخيمات، ناهيك عن المكاتب والعيادات وأسواق الخضار والفاكهة وغيرها...
هذا إضافة لحملات التوعية الصحية، ومتابعة أوضاع المرضى والمسنين في منازلهم.
وقد استنفرت لأجل
إنجاح هذه المهمة واستمرارها كافة كوادرها وأصدقائها، وهو ما لاقى استحسان وثناء أبناء
شعبنا الفلسطيني..
وأضاف عطايا، كما
أطلقت الحركة بالتعاون مع فضائية "فلسطين اليوم" والمؤتمر الشعبي لفلسطينيي
الخارج حملة "تكافلوا" الإغاثية؛ للمساهمة في التخفيف من انعكاسات جائحة
كورونا على أوضاع لاجئينا المعيشية بالمخيمات. وشدد على ضرورة تعزيز معاني التكافل
الاجتماعي بين الفلسطينيين، في ضوء الأوضاع الصعبة الراهنة.
ولفت إلى أنه يتعيّن
على المجتمع الدولي تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، لا سيما اللاجئين
الفلسطينيين، لخصوصية أوضاعهم الإنسانية والاقتصادية.
ودعا عطايا السلطات
اللبنانية لشمول مخططاتها المواجهة لكورونا
المخيمات والتجمعات الفلسطينية. وقال: إن
"إن الكل مطالب بتحمل مسؤولياته بشكل جديّ وحقيقي؛ للتخفيف من العبء الكبير الملقى
على كاهل شعبنا، بعد انتشار كورونا".
وأكّد أن الجزء الأكبر
من المسؤولية منوطة بوكالة "الأونروا”، ثم السلطة الفلسطينية، إضافة إلى الدولة اللبنانية
التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الجانب.
وذكر أن هناك تواصلا
وتنسيقا بين الفصائل الفلسطينية في لبنان، وأحزاب وطنية لبنانية، وبعض الوزارات المختصة
للوقوف على هذه الأزمة، والحد من تداعياتها على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.
وحتى مساء الإثنين،
لم تسجل الجهات الصحية في لبنان، أية حالة إصابة بكورونا بين اللاجئين الفلسطينيين
في المخيمات، فيما بلغ إجمالي عدد المصابين بالفيروس في البلاد 632 مصابًا، و20 حالة
وفاة.