صور- لاجئ نت|| الجمعة، 03 تشرين الأول، 2025

نظمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الجمعة أمسية وطنية حاشدة تحت شعار "على العهد باقون" في مخيم البرج الشمالي بلبنان، إحياءً للذكرى السنوية الثانية لمعركة طوفان الأقصى وتأكيداً على صمود الشعب الفلسطيني. شهدت الأمسية مشاركة واسعة من الفعاليات والجماهير، وتضمنت كلمات لكل من الشيخ علي عبد الله، عضو رابطة علماء فلسطين، ومسؤول العمل الجماهيري في حماس رأفت مرّة، بالإضافة إلى فقرة شعرية للشاعر عبد الله زمزم.

بدأت الأمسية بكلمة للشيخ علي عبد الله، عضو رابطة علماء فلسطين، حيث شدد على الشرعية المطلقة لقتال العدو الصهيوني، مستشهداً بآية الجاهزية والاستعداد الإلهية: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾. ووجه الشيخ عبد الله انتقاداً لاذعاً لـتقاعس الأمة العربية والإسلامية وغياب إرادة القتال، الأمر الذي شجع العدو على ارتكاب المزيد من المجازر وترك الفلسطيني يواجه الظلم وحيداً. ورغم وصفه لمشهد القتل والإجرام المتواصل بأنه مؤلم، فقد دعا إلى النظر إلى الفخر والاعتزاز بالمقاومة الباسلة التي تقاتل بشجاعة دون كلل أو ملل، مؤكداً أن الصراع ممتد منذ نحو مئة عام ولن ينتهي إلا بزوال الاحتلال. وتخللت الأمسية فقرة شعرية مؤثرة، حيث ألقى الشاعر الفلسطيني عبد الله زمزم قصيدة من وحي المناسبة، مجّدت بطولات المقاومين وعبرت عن ثبات اللاجئين وتمسكهم بحق العودة.

من جهته، أشار رأفت مرّة، مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس، إلى أن عملية "طوفان الأقصى" كانت "عملية ربانية" جاءت خارج التوقعات، وقد أثمرت هذا التضامن الهائل لفلسطين رغم التضحيات الجسيمة. وأكد مرّة أن حجم الصمود الفلسطيني ليس له مثيل في العالم، وفي المقابل، فإن الاحتلال الإسرائيلي، رغم الدعم العسكري والسياسي الأوروبي والأمريكي، قد فشل فشلاً هائلاً في تحقيق أي مكاسب على المستويين السياسي أو العسكري، فالمقاومة لا تزال موجودة في كل مكان وتستهدف المستوطنات، مؤكداً أن المعاناة كبيرة وفاتورة التضحيات عالية لكن النتيجة هي فشل الاحتلال.

واختتم مرّة كلمته بالتأكيد على أن هذا الفشل الإسرائيلي هو الدافع الحقيقي وراء خطة "ترامب" (أو الخطة الأمريكية) التي جاءت لإنقاذ حكومة الاحتلال. وأعلن الرفض القاطع لهذه الخطة التي تسعى لتسليم الأسرى، والانسحاب التدريجي المشروط، ومحاولة الفصل النهائي بين الضفة والقطاع، والمطالبة بـالقضاء على المقاومة وتسليم السلاح. وجدد مرّة التأكيد على شروط المقاومة الوطنية الخمسة التي لا يمكن التفريط بها، وهي: وقف العدوان الشامل، الانسحاب الإسرائيلي الكامِل من غزة، تنفيذ عملية تبادل واسعة ومجزية للأسرى، توفير إغاثة شاملة، والبدء بعملية إعمار كامل للقطاع. وتعهد بأن المقاومة مستمرة حتى التحرير الشامل وعودة اللاجئين إلى ديارهم.