علي فيصل: البرنامج الوطني هو من صان القضية الفلسطينية من
الاندثار، ونحذر من اوسلو جديد

الجمعة، 06 أيلول، 2013
استضاف مخيم عائدون الشبابي العاشر
في مركز اصدقاء المعوقين في منطقة المشرف على ساحل الشوف عضو المكتب السياسي
للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الرفيق علي فيصل الذي شارك في الحوار الشبابي الذي
نظمة التجمع حول "المشروع الوطني الفلسطيني المعاصر", والذي شارك فيه
شباب وشابات ومن مناطق: الضفة الغربية، لبنان، الاردن وسوريا.
واستعرض فيصل لمقدمات نشوء
المشروع الصهيوني والظروف التي رافت ولادته قائلا: منذ العام 1948، تمكن المشروع
الصهيوني من تحقيق انجازات استراتيجية هامة تمثلت باحتلال الجزء الاكبر من فلسطين
ثم بقية الاراضي عام 1967 اضافة الى اخراج مصر من دائرة الصراع واحتلال العاصمة اللبنانية
بيروت وانتهاء العمل العسكري بصيغته التقليدية ..
هذه الانجازات التي بدأت
بالانحسار تحققت بفعل العديد من الاسباب منها النجاح في التعامل مع المعطيات
الموضوعية الدولية والاقليمية وتوفر العامل الذاتي
على صعيد درجة التنظيم والتنسيق العالية داخل اطر الحركة الصهيونية وصياغة التحالفات مع البلدان الغربية.
ان نهوض المشروع الوطني الفلسطيني
مكن منظمة التحرير من اعادة بناء وحدة الشعب وبلورة حقه بتقرير المصير والدولة وعودة اللاجئين. وباقرار البرنامج
الوطني بدءا من العام 1973 اصبح للشعب الفلسطيني هيئة تمثيلة تمتلك برنامجا سياسيا
ومشروعا وطنيا يخاطب به العالم بعد سنوات غابت القضية الفلسطينية وتم تغييبها منذ
النكبة في مقابل المشروع الصهيوني.
لقد اعطى المشروع الوطني
الفلسطيني ثماره باعادة بناء الهوية الوطنية وصيانتها من الاندثار. وعادت القضية
الفلسطينية الى البروز مجددا على مسرح الحياة الدولية واصدرت الامم المتحدة اهم
قراراتها لصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.. وازداد نفوذ المنظمة واصبحت عضوا
كاملا في العديد من المنظمات الدولية ومنحت عضوية مراقبة في الجمعية العامة للامم
المتحدة لدرجة انها اصبحت طرفا رئيسيا ومقرار في بعض الاحيان في منطقة الشرق
الاوسط.
جاء اتفاق اوسلو ليشكل انقلابا حقيقيا
ويتنكر للبرامج الوطنية المشتركة بما أوصلنا إلى كوارث
لا زلنا نعيش نتائجها، بالإضافة إلى مصادرة هامش الديمقراطية في صنع القرار الوطني، وحلول التفرد مكان القيادة الجماعية. ان
المشروع ما زال حتى هذه اللحظة موضوعا في الاداراج، والشعب الفلسطيني
اليوم وحده من يعاني غياب المشروع الوطني ، بينما إسرائيل لديها مشروعها، وكذلك أميركا والاتحاد الأوروبي والعواصم العربية كل منها لديه مشروعه، وحده الشعب الفلسطيني
يفتقد إلى المشروع الوطني الفلسطيني الموحد
منذ أوسلو 1993 حتى الآن.
بعد مضي
كل هذه السنوات لا زالت هناك مراهنات من الشريحة ذاتها التي حملت اتفاق اوسلو
وروجت له، نظرا للمكاسب العديدة التي حصلت عليها. واليوم تعود ذات الشريحة
الاجتماعية لتكرار سياستها البائسة بالعودة للمفاوضات متخلية عن كافة الاشتراطات
لصالح الشروط الامريكية والاسرائيلية بحيث استمر الاستيطان وتحول موضوع الاسرى الى
حالة ابتزاز وضربت الكيانية الفلسطينية بالموافقة على تبادل الاراضي في حدود 67
ووضع القدس والحدود والمياه والاستيطان في آخر سلم العملية التفاوضية في ظل حال
الانقسام الفلسطيني والانحياز الدولي والانقسام والاحتراب العربي الذي وصل لحد
تغطية العدوان على عديد من الاقطار العربية بما فيها سوريا مؤخرا الى جانب الاطاحة
بكل عناصر القوة خاصة المقاومة الشعبية. الأمر الذي سيؤدي لانجاز اتفاق جزئي جديد
ارقاه دولة بحدود مؤقتة.. لاننا نخشى ان ينزلق المفاوض الفلسطيني على خلفية
تداعيات الصراع كما حصل بعد حرب الخليج الثانية في مدريد في المنطقة الى حل اوسلوي
جديد. وهو ما سيعتبر ضربا للمشروع الوطني المرحلي الفلسطيني ووضع استعصاء كبير
امام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران بعاصمتها القدس وعودة
اللاجئين.
ان حركتنا الوطنية لا زالت حركة
تحرر وطني تمر في مرحلة النضال الذي
يستوجب حشد كل الطاقات وكل مكونات الشعب للخلاص من الاحتلال.. والمطلوب
اليوم من الجميع العودة الى صيغة الائتلاف الوطني العريض بين جميع مكونات الشعب
الفلسطيني في اطار منظمة التحرير ككيان فلسطيني يحتاج الى الكثير من الجهود
لمواكبة ما استجد من متغيرات على الساحة الفلسطينية والاقليمية والدولية وذلك
بالاستناد الى برنامج القواسم المشتركة المعبر عن تطلعات كل الشعب وليس جزءا منه.
ان
الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني المرحلي وفي امتداده الحل الجذري للقضية
الفلسطينية بات يحتاج اكثر من اي وقت مضى توحيد نضال الشعب الفلسطيني وانهاء
الانقسام واطلاق المقاومة الشعبية بكافة اشكالها ومتابعة المعركة الدبلوماسية والقانونية
على المستوى الدولي بانتزاع الاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية وبعاصمتها القدس
والانضمام لمؤسسات الدولة لمحاسبة اسرائيل وعزلها وتطوير نضال حركة اللاجئين في
الوطن والشتات لانتزاع حق العودة وبناء جبهة مقاومة موحدة في قطاع غزة ودعم نضال
شعبنا في مناطق الاراضي المحتلة عام 48 ضد التهجير والتمييز العنصري والحفاظ على
الهوية الوطنية.
بذلك
نوحد الديمغرافيا الفلسطينية في اطار تحقيق وحدة الجغرافيا الفلسطينية بحيث يشكل
انجازالمشروع الوطني المرحلي والدولة المستقلة وعودة اللاجئين نقطة الارتكاز
لانجاز التحرر الوطني الكامل بدولة فلسطينية ديمقراطية على ارض فلسطين التاريخية..