عمـل الفلسـطينيين إعلاميّـاً
الأربعاء، 27 حزيران، 2012
أحياناً، يغنّي «الإعلام» في واد، ومنظمات المجتمع المدني في وادٍ آخر. يسأل الأول عن مادة دسمة، تستدعيه لتغطية مشروع بلورته إحدى تلك المنظمات. في حين تسأل الأخيرة عن سبب التعتيم الإعلامي الذي تواجهه أحياناً.
استدعت تلك الحالة، عقد لقاء تشاوري بين صحافيين وممثلين لعدد من منظمات المجتمع المدني، وكان عنوانه «التغطية الإعلامية لعمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان»، ويأتي ضمن المرحلة الثانية من البرنامج التدريبي الذي أطلقته «منظمة العمل الدولية»، بالتعاون مع «لجنة عمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان»، ضمن إطار مشروع «تحسين فرص العمل والحماية الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان»، والمموّل من «الاتحاد الأوروبي».
بدوره، أكد رئيس لجنة عمل اللاجئين السفير سمير خوري على أهمية تعزيز التعاون مع الوسائل الإعلامية لعرض وجهات النظر الداعمة لحق اللاجئين الفلسطينيين في العمل، لما يحقق مصلحة لبنانية - فلسطينية.
أما المستشار الإعلامي محمد مرسال الذي تولى تدريب الإعلاميين في المرحلة الأولى، فتوقف عند أهمية ارتباط عمل الإعلام بمنظومة حقوق الإنسان، وبالتركيز على النواحي الايجابية في قضية حق العمل للاجئين الفلسطينيين، وتوخي الحرص على انتقاء الرسالة والمصطلحات التي ستصل إلى الرأي العام.
ورأى المشاركون أن المسألة لا ترتبط بحماسة الصحافي واهتمامه بالقضية الفلسطينية وحسب، وإنما تحكمها بالدرجة الأولى سياسة الوسيلة الإعلامية وموقفها من هذه القضية، ما يتطلب بناء علاقات متينة بين هيئات المجتمع المدني والوسائل الإعلامية، وتوفير المواد والمعلومات اللازمة والموثــوقة التــي تدحض المفاهيم المغلوطة والصور النمطية السلبية التي تطبع صورة اللاجئ الفلسطيني.
وأعرب المشاركون عن أسفهم لحصر صورة الفلسطيني في معظم وسائل الإعلام اللبنانية، بالعنف والسلاح والارهاب، والخروج عن القانون وبوجود دويلة ضمن دولة، إذ تعمل تلك الوسائل ومعها بعض الأحزاب على تغذية الذاكرة اللبنانية بالأحقاد وهواجس التوطين وعدم الثقة والخوف من اللاجئ الفلسطيني، في حين تغيب معاناة اللاجئ وانجازاته وطموحاته.
وفي نهاية اللقاء، توصل المشاركون إلى التحضير لتصميم عمل صحافي مشترك بين الإعلام والمجتمع المدني في شأن «حق الفلسطيني في العمل»، تحت عناوين عدة تم الاتفاق عليها خلال اللقاء، ومنها «الحق بالعمل مش حبر على ورق».
المصدر: السفير