القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عين الحلوة: اشتباكات بين «فتح» وإسلاميين.. رفض استخدام المخيمات كصندوق بريد

عين الحلوة: اشتباكات بين «فتح» وإسلاميين.. رفض استخدام المخيمات كصندوق بريد


الإثنين، 02 كانون الأول، 2013

اندلعت اشتباكات عصر أمس بين «حركة فتح» من جهة، وإسلاميين متشددين تابعين لبلال بدر، و«جند الشام» من جهة ثانية، في مخيم عين الحلوة، ما أدى إلى سقوط قتيلين، أحدهما من «فتح»، وجريح من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وأضرار مادية. وكانت الاشتباكات قد بدأت بعد إقدام مسلحين على اغتيال الكادر في «فتح» محمد السعدي بإطلاق النار عليه داخل أحد المحال قرب «النداء الإنساني» في الشارع الفوقاني من المخيم، ثم ما لبث أن فارق الحياة متاثراً. وأصيب كذلك أحد عناصر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عبد الناصر اليوسف في قدمه، ونقل إلى «مركز لبيب الطبي» في صيدا للمعالجة. واتهمت مصادر «فتح» إسلاميين تابعين لبلال بدر، و«جند الشام» باغتيال السعدي. وعلى الفور انتشر المسلحون التابعون لـ«فتح» وآل السعدي في المخيم، بين «النداء الإنساني» وسوق الخضار. واندلعت النيران وحصل إطلاق نار كثيف تخلله إطلاق قذيفة صاروخية. وأدى إطلاق النار إلى مقتل الفلسطيني إبراهيم عبد الغني، وهو سائق سيارة إجرة، بعد إصابته في رأسه.

وسجلت حالات نزوح إلى خارج المخيم. وأفيد عن اتصالات مكثفة بين فتح ولجنة المتابعة والقوى الإسلامية وعائلة السعدي لوقف إطلاق النار.

ذلك لا يغيب مخيم عين الحلوة عن واجهة الأحداث وتداعياتها وتجاذباتها، إذ تؤكد مصادر فلسطينية مطلعة على وجود محاولات، لتحويل المخيم إلى «صندوق بريد» مرتبط بالأزمة السورية، وذلك عبر «الرسائل الأمنية» السريعة والاشتباكات، وآخرها بين «جند الشام» و«فتح الاسلام» من جهة، و«حركة فتح» من جهة ثانية، والاستنفارات المتبادلة بين مكونات القوى العسكرية والفصائلية كما حصل خلال اليومين الماضيين في حي الطوارئ في المخيم.

وتلفت المصادر إلى «توجيه الأنظار إلى المخيم عقب أي تفجير يحمل بصمات إرهابية تحصل في لبنان، والاتهام المباشر لإسلاميين سلفيين متشددين مرتبطين إما بالقاعدة، أو بفتح الإسلام، بالضلوع بها على غرار استهداف السفارة الإيرانية، وغيرها من التفجيرات، وإطلاق الصواريخ وحتى السيارات المفخخة. وترى المصادر أن الوضع «أربك القوى والفصائل الفلسطينية وتحديدا القوى الإسلامية، وحماس، وفتح، لما لها من تأثير مادي ومعنوي في الشارع الفلسطيني».

وتشير المصادر إلى أن القوى الإسلامية و«حماس» في عين الحلوة، سارعتا إلى عقد لقاء موسع في مقر «عصبة الأنصار» على مستوى القيادة المركزية لها، خصص للبحث في «المستجدات والتطورات في لبنان والمنطقة وتداعياتها على المخيمات». مثل «حماس» علي بركة، ونائب المسؤول السياسي في لبنان أحمد عبد الهادي، ومسؤولها السياسي في منطقة صيدا أبو أحمد فضل. وعن القوى الإسلامية أمين سرها، أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب، والقياديان في الحركة أبو محمد بلاطة وأبو اسحاق المقدح، وعن «عصبة الأنصار» أعضاء القيادة المركزية الشيخ أبو عبيدة مصطفى، والشيخ ابو طارق السعدي والشيخ أبو شريف عقل.

وأصدر اللقاء بيانا جدد تأكيد القوى الإسلامية وحماس على «الحرص والمحافظة على الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية وجوارها»، و«دعم مسيرة السلم الأهلي في لبنان باعتبارها مصلحة لبنانية فلسطينية مشتركة». واستنكر «التحريض السياسي والإعلامي على الوجود الفلسطيني في لبنان من بعض السياسيين التي توجه الاتهامات جزافاً للمخيمات الفلسطينية عند حدوث تفجيرات أو أحداث أمنية في لبنان»، مع التشديد على «رفض زج الوجود الفلسطيني في لبنان بالشأن اللبناني الداخلي ورفض استخدام المخيمات كساحة لتصفية الحسابات أو كصندوق بريد لأحد». وحذر البيان «من الخطاب المذهبي في لبنان»، معلنا رفض الفتنة المذهبية. وخلال اللقاء، علم أن اتصالاً تم من قبل كل من بركة والشيخ أبو طارق السعدي، باسم المجتمعين برئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية.

وكان الاشتباك المفاجئ والسريع، الذي اندلع في حي الطوارئ وتعمير عين الحلوة في المخيم، قبل يومين، حظي بمتابعة جدية من القيادات السياسية والأمنية اللبنانية والفلسطينية. وتلفت المصادر إلى خطورة توقيت الاشتباك وما تلاه من استنفارات، استمرت تداعياتها في منطقة تعتبر حساسة، لقربها من منطقة التعمير اللبناني حيث توجد مواقع للجيش اللبناني.

المصدر: السفير