«عين الحلوة».. التهدئة
تلجم لغة الرصاص

الجمعة، 28 آب، 2015
رغم
سقوط قتيلين في خروقات امنية لوقف اطلاق النار الصامد حتى الآن في مخيم عين الحلوة،
تقدمت لغة الحوار والمبادرات امس الخميس، على لغة الرصاص والقذائف. وتقاطعت المساعي
الهادفة للوصول الى تثبيت نهائي لوقف النار وتحصينه بخطوات ميدانية بين اكثر من فصيل
وطرف فلسطيني انطلاقا من الحرص المشترك على عدم انزلاق المخيم الى تفجير واسع يطيح
به كرمز للقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين ويضع مصير اكثر من 85 الف لاجئ ونازح فلسطيني
هم سكان المخيم، في مهب الريح ويشكل خطرا مباشرا على امن واستقرار البلد المضيف لبنان،
انطلاقا من عاصمة جنوبه صيدا الحاضنة للقضية والشعب الفلسطيني.
فتح تعض على الجراح
وفي
هذا السياق سجل الخميس، اكثر من تحرك فلسطيني على اكثر من مستوى وصعيد. فمن جهة تابعت
اللجان والأطر الفلسطينية المشتركة عملها لتثبيت اجواء التهدئة في المخيم وازالة تداعيات
خروقات ليل الأربعاء الخميس التي اودت بحياة عنصر في القوة الأمنية الفلسطينية وناشط
في لجان الأحياء، فيما تفرغت حركة فتح وقيادة الأمن الوطني التابعة لها والتي رغم الخسائر
البشرية التي منيت بها، حرصت على العض على الجراح وتغليب مصلحة المخيم واهله وحماية
قرار وقف اطلاق النار، وهي اي الحركة تفرغت امس لبعض اجتماعات العمل الداخلية الهادفة
الى تقييم اداء الحركة ابان الاشتباكات الأخيرة وردود فعل بعض العناصر على قرار وقف
اطلاق النار، وانعكاس الأحداث الأخيرة على علاقة فتح ببعض مكونات الاجماع الفلسطيني
لا سيما عصبة الأنصار، والمباشرة بوضع تصور جدي لإعادة تنظيم وترتيب صفوف الحركة ووحداتها
بما يخدم اهداف ومصلحة القضية والشعب الفلسطيني.
ابو عرب
وقال
قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب: نحن نعمل جميعا على التهدئة،
ان كان القوى الموجودة داخل هذا المخيم، ولكن يوجد طابور خامس يحاول ان يجر هذا المخيم
الى الهلاك والى الفتنة والتدمير والى تهجير اهلنا وشعبنا لانهاء حق العودة. ونحن منذ
بداية الامر نقول ان هناك قوى متشددة في المخيم لديها اجندات ولا يمكن لها ان تتعامل
لمصلحة هذا المخيم. وبالتالي كما خطف نهر البارد وكما ضرب اليرموك هناك محاولة لضرب
باقي المخيمات الفلسطينية لشطب حق العودة ولتهجير شعبنا واهلنا. لكننا لن نسمح بهذا
الأمر. وقد اتخذنا قرارا بالتهدئة وسحبنا المسلحين والدشم وتفاجأنا بعد ذلك انهم شنوا
هجوما على منطقة البركسات ونحن نعمل على تهدئة الوضع.
حراك «الجهاد» ومبادرة «حماس»
فيما
كان لافتا الحراك الذي بدأته حركة الجهاد الاسلامي ممثلة بمسؤولها في لبنان ابو عماد
الرفاعي ومسؤول العلاقات السياسية شكيب العينا باتجاه فاعليات صيدا، وما اعلنه الرفاعي
عن ان الحسم العسكري لن يؤدي الى نتيجة في المخيم الأمر الذي عكس اجواء تنفيس ولو نسبي
للوضع في المخيم. كما ساهمت في تعزيز اجواء التهدئة هذه، المبادرة التي اطلقتها حركة
حماس والمؤلفة من 8 بنود، وهي بحسب المسؤول الإعلامي للحركة في لبنان رأفت مرة: ضرورة
التزام جميع القوى بوقف إطلاق النار، التمسك بالمبادرة الفلسطينية لحماية المخيمات
ورفض الإقتتال، حل المشاكل لا يكون بالعنف والقتال، وقف سياسة التفجير والإغتيال والخطف،
من أي جهة صدرت وضد أي طرف كان، إلتزام الأطر القيادية السياسية والأمنية المشتركة
بحل الإشكالات، وضرورة دعم القوى الأمنية وتعزيز انتشارها خاصة عند النقاط الساخنة،
عدم أخذ مخيم عين الحلوة إلى نكبة جديدة، توفير أجواء من الهدوء والأمن والاستقرار
لتوفير حياة آمنة وهادئة للأهالي، واستئناف الأعمال والدراسة وفتح الطرقات وإزالة آثار
المعركة، وإغاثة المتضررين، وقوف حركة حماس وباقي القوى الفلسطينية إلى جانب الأهالي
ومصلحة المخيم، وليس إلى جانب أي طرف من أطراف الصراع.
وهنا
تؤكد حماس أنها تقوم بهذا الدور لحماية الوجود الفلسطيني وحماية المخيمات وتجنيب الفلسطينيين
واللبنانيين نتائج الصراعات المأسوية.
«الجبهة الديموقراطية»
وفي
اطار الجهود المبذولة، جال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها
في لبنان علي فيصل على مسؤولين فلسطينيين وقيادة القوة الامنية للوقوف عند اخر التطورات
التي آلت اليها الاوضاع الامنية المتفاقمة. واكد فيصل ضرورة صيانة السلم الاهلي في
مخيم عين الحلوة والجوار اللبناني، مشيرا الى اهمية تغليب لغة العقل والمنطق والحوار
وضرورة انهاء كافة اشكال التوتر الامني والولوج في حوار وطني شامل وتفعيل دور الحراك
الشعبي للخروج من دوامة اللاسلم واللاحرب، مؤكدا ضرورة عودة الاهالي الى منازلهم وارساء
الامان والامن والانتباه الى حجم المخاطر المحدقة بقضية اللاجئين.
القوى الاسلامية
وعلى
خط مواز، تواصل القوى الاسلامية الفلسطينية في المخيم ولا سيما عصبة الأنصار مساعيها
الهادفة للتهدئة من جهة وضغطها على المجموعات التي اشتبكت مع فتح مؤخرا ولا سيما جند
الشام، من اجل الزامها باحترام قرار وقف اطلاق النار في المخيم رغم الخروقات التي تسجل
من قبل تلك المجموعات.
وكان
الوضع الأمني في المخيم سجل ليل الأربعاء الخميس حالة من التوتر على خلفية خرقين امنيين
لقرار وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه ظهر الثلاثاء اتخذت شكل اطلاق نار واعمال
قنص اسفرت عن مقتل العنصر في القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة رضوان ابراهيم عند
مفترق سوق الخضار وعضو لجنة حي طيطبا فادي خليل داخل الحي المذكور، واللذين شيعا عصر
الخميس من المخيم، فووري الأول الثرى في مقبرة درب السيم جنوبي المخيم والثاني في مقبرة
صيدا الجديدة في سيروب .
وميدانيا
تمت ازالة دشمة عند مدخل حي حطين قامت بها لجنة الحي المذكور كبادرة حسن نية لتعزيز
اجواء التهدئة .
المصدر: المستقبل