القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عين الحلوة: الجيش يتريث في بناء «الجدار».. الأمن والشبكات الإرهابية في ملعب «الفصائل»

عين الحلوة: الجيش يتريث في بناء «الجدار».. الأمن والشبكات الإرهابية في ملعب «الفصائل»


السبت، 26 تشرين الثاني، 2016

اتخذت «أزمة» بناء ما بات يعرف بـ «جدار عين الحلوة» منحى سياسيا هادئا، لتصبح الكرة في ملعب الفصائل الفلسطينية التي يقع على عاتقها وضع حد للشبكات الإرهابية، والتي ترتبط بطريقة أو بأخرى بعمليات الإخلال بالأمن في الداخل اللبناني.

تبدّى ذلك مع إعلان الجيش «التريث» في استكمال أعمال بناء الجدار، في حين ترددت معلومات أمس حول احتمال وصول المشرف على الساحة اللبنانية عضو اللجنة المركزية لـ «حركة فتح» عزام الأحمد إلى بيروت، وقد ربطت مصادر فلسطينية مجيء الأحمد بالأحداث المرتبطة ببناء الجدار.

وبحسب مصادر متابعة، فإن الجيش ينتظر الآن تعهد «الفصائل» بحفظ الأمن في مخيم عين الحلوة وإلقاء القبض على الشبكات الإرهابية ومنع تسلل أي إرهابي من المخيم باتجاه الجوار اللبناني للقيام بأعمال أمنية وكذلك تعهد القوى الفلسطينية بالإمساك بالملف الأمني في المخيم من كافة جوانبه، وذلك خلال مهلة عشرة أيام تم التوافق عليها أمس الأول بين قيادة الجيش وقيادة الفصائل في مكتب رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد خضر حمود.

وتم تسريب تفاصيل إضافية عن اللقاء الذي جمع قيادة الفصائل الفلسطينية مع العميد حمود، إذ كشفت المصادر «أن حمود كان واضحا خلال اللقاء بتأكيده أن الجيش اللبناني قد يقدم في أية لحظة على عملية أمنية داخل مخيم عين الحلوة على غرار إلقاء القبض على أمير «داعش» عماد ياسين، وان الجيش قادر على تنفيذ ذلك مرات إذا استدعى الأمر ذلك، وانه ليس بوارد التساهل مع الشبكات الإرهابية في أية منطقة لبنانية»، وتوجه إلى قادة الفصائل بالقول: «نحن طلبنا منكم مساعدتنا وزودناكم بأسماء الإرهابيين وشبكاتهم في المخيم وأماكن تواجدهم وتنقلاتهم لكنكم تقاعستم وتجاهلتم ذلك».

أضاف حمود: «لماذا لم نقم ببناء أي سور حول أي مخيم آخر في لبنان لا في المية ومية جار عين الحلوة، ولا في الرشيدية في عمق الجنوب اللبناني ولا في غيرها من المناطق؟ هذا لأن عين الحلوة بات يشكل ملاذا للإرهابيين الذين يهددون امن المخيم والأمن اللبناني، ونحن من جهتنا لسنا بوارد التقاعس عن حفظ امن كل المناطق اللبنانية ولا بوارد السماح بوجود أنفاق تهدد الأمن وتأوي إرهابيين».

وأوضح أن «قرار إنشاء هذا السور ليس من اليوم، بل منذ 2014 وبوشر ببنائه شرق المخيم وانتهت تلك المرحلة ولم نسمع أي ضجيج، ثم أنجزت المرحلة الثانية منه غرب المخيم ولم نسمع أي ضجيج أيضا»، متسائلا: «لماذا كل هذا الضجيج اليوم خلال تنفيذ المرحلة الثالثة والتي قطعت شوطا في البناء، هل لان السور وصل إلى المنطقة الموازية لحي حطين في المخيم؟ ولماذا لم نشهد أي تحرك قبل ذلك».

وختم حمود: «نحن في الجيش اللبناني وفي مطلق الأحوال مع الشعب الفلسطيني ولسنا بوارد حصار أي مخيم لا نفسيا ولا امنيا ولا اقتصاديا، لكن الظروف الأمنية هي التي حتمت علينا هذه الخطوة مرغمين عليها، وبات عليكم انتم تقديم البديل الأمني المقنع لحفظ الأمن وإلقاء القبض على الشبكات الإرهابية ومنع تسللهم إلى الجوار اللبناني من اجل أن نتخذ خطوة أخرى مثل وقف العمل ببناء السور ونحن بانتظار ورقتكم».

في المقابل، أصدرت قيادة «الفصائل الفلسطينية» بيانا، أكدت فيه أن «القيادة الفلسطينية ستعمل خلال الأسبوعين القادمين على إعداد تصور شامل للتعامل مع الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، بما يحقق الأمن والاستقرار في المخيمات والجوار». وشددت في الوقت نفسه، على «أننا نتطلع إلى علاقة لبنانية فلسطينية تقارب الملف الفلسطيني من جميع الجوانب السياسية والإنسانية والاجتماعية والقانونية وليس فقط الجانب الأمني»، معتبرة أن «الأمن والاستقرار في لبنان مصلحة فلسطينية عليا».

وما زاد في تبريد الأجواء البيان «التوضيحي» الصادر عن «قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه» حول الجدار، إذ أكّدت قيادة الجيش «عدم وجود أي قرار بإقامة هذا الجدار بين المخيم ومحيطه، وأن ما يجري تنفيذه حالياً هو سور حماية في بعض القطاعات التي لا تشرف على التجمعات السكنية والمنازل في داخله، ويهدف إلى الحفاظ على سلامة المخيم ومنع تسلّل الإرهابيين إليه أو الخروج منه، بالإضافة إلى إغلاق الأنفاق المؤدية إلى بساتين المواطنين».

وأشار البيان إلى «أن هذا الموضوع قد جرى الاتفاق عليه خلال اجتماعات عقدت مسبقا بين مسؤولي الفصائل الفلسطينية ومديرية المخابرات».

المصدر: محمد صالح - السفير