«عين
الحلوة»: «الشباب المسلم» يحلّ نفسه.. ويرفع الغطاء عن بلال بدر

الأربعاء، 17
آب، 2016
شكّل إعلان «تجمع
الشباب المسلم» في عين الحلوة عن حلّ نفسه، مساء أمس، رسالة لكل الكيانات السلفية المتشددة
أو الوليدة في المخيم.
وبحسب المعلومات
المتوافرة فإن من بين الأسباب التي ساهمت بفرط «التجمع» الاستنفار الذي قاده السلفي
المتشدد بلال بدر باسم «الشباب المسلم» قبل ثلاثة ايام بوجه «حركة فتح» احتجاجا على
شطب اسماء ثمانية عناصر محسوبين عليه من قيود المحاسبة التابعة لـ«فتح» وهم من افراد
عائلته ومسجلين على اسم جبهة حليفة لـ «فتح».
وكاد الاستنفار
يتسبب بمعركة بين «فتح» و«الشباب المسلم» لولا تدخل «امير التجمع» الشيخ اسامة الشهابي
و«عصبة الأنصار» و«الحركة الاسلامية المجاهدة» لسحب المسلحين من الطرق.
وتبين أن بلال
بدر اتخذ قرار الاستنفار بنفسه من دون العودة إلى الشيخ الشهابي. وشكّل هذا القرار
عود الثقاب الذي اشعل فتيل خلافات حادة بين الرجلين افضت الى قرار اتخذه الشهابي بحل
التجمع وصدر البيان بهذا الخصوص.
وقد وجهت اتهامات
الى «التجمع» في السنوات الماضية بتنفيذ عمليات اغتيال في المخيم وفرض نفسه كلاعب أساسي
على الأرض في مواجهة «فتح» وتشكيلات فلسطينية أخرى محسوبة على خط المقاومة.
وبحسب المعلومات
فإن المجموعات المسلّحة المنتمية الى «الشباب المسلم» وعديدها لا يتجاوز الـ 200 عنصر
يتوقع أن تنضم إما إلى «عصبة الأنصار» او «الحركة الاسلامية المجاهدة» لحماية نفسها
من أي انتقام محتمل، وقررت مجموعات أخرى أن تستمر بولائها إلى الشيخ أسامة الشهابي
الذي يلعب هذه الأيام دور الإطفائي في المخيم.
واعتبر قرار حل
التجمع بمثابة رفع غطاء عن بلال بدر الذي كان يتخذ من «التجمع» مظلة تحميه.
من جهة اخرى، تتسارع
عمليات استسلام المسلحين المتهمين بأعمال إرهابية أو المشاركة في أعمال قتالية إلى
جانب الشيخ أحمد الأسير أو «جند الشام» و «فتح الإسلام»، إلى الجيش اللبناني.
وتشير مصادر أمنية
إلى أن هذه العمليات تتم بوتيرة غير مسبوقة، في ظل ما يمكن وصفه باختبار نيات بين الجيش
اللبناني من جهة والمسلحين من جهة أخرى، خصوصا بعد الإفراج عن زياد علوكي (أحد قادة
المحاور في طرابلس)، الأمر الذي شجع المسلحين على تسليم أنفسهم بهدف تسوية أوضاعهم
أمنياً وقضائياً، بدلاً من أن يظلوا فارين من وجه العدالة.
وعلمت «السفير»
أن «الجيش اللبناني، من خلال رئيس فرع مخابراته في الجنوب العميد خضر حمود، قدم تسهيلات
لكل شخص يرغب بتسليم نفسه. وقام بتفكيك الكثير من الألغام في وجههم، وذلك ما ساهم ببناء
نوع من الثقة مع المؤثرين والفاعلين من الأمنيين والسياسيين في مخيم عين الحلوة ومن
فصائل وقوى إسلامية ووطنية بهدف وصول هذا الملف إلى النتيجة التي وصل إليها».
وعلى هذا الأساس
بلغ عدد الذين سلموا أنفسهم من أنصار الشيخ أحمد الأسير وحده أكثر من 14 شخصاً معظمهم
من اللبنانيين، عدا العناصر من «جند الشام» و «فتح الإسلام» أو من السلفيين المتشددين
عامة. إضافة إلى الذين اعتقلوا أو سلموا أنفسهم لـ «الأمن العام» و «قوى الأمن الداخلي».
وسجل أمس، إقدام
كل من فادي رازيان (أنصار الشيخ الأسير) ودرويش الرز (فتح الإسلام) على تسليم نفسيهما
إلى مخابرات الجيش اللبناني عند حاجز تعمير التحتاني في مخيم عين الحلوة. وقد عُدَّ
ذلك من العلامات الأمنية الفارقة نظرا لتأثير الرجلين الإيجابي في البيئة التي ينتميان
إليها وفي الأوساط السلفية المتشددة في منطقة التعمير.
وقالت مصادر معنية
لـ«السفير» أن «الجيش اللبناني نجح في إقناع العناصر المطلوبة التي تقيم في مناطق مواجهته
في تعمير عين الحلوة بتسليم أنفسهم الى الجيش ومعظمهم من أهالي التعمير ويقيمون فيه
ومنهم من خاض اشتباكات ومواجهة مع الجيش في هذه المنطقة»، مشيرة إلى «أن الجيش بهذه
المسألة يقوم بإفراغ المناطق المواجهة لوجوده في التعمير من المسلحين المصنفين بالخطيرين
بعدما أصابهم حال من اليأس وفشل ما كانوا قد وعدوا به من مشاريع؟».
وكانت عناصر من
«الأمن العام اللبناني» في الجنوب قد تمكنت من توقيف الفلسطيني (محمد. أ) المنتمي لإحدى
الجماعات الإرهابية ويعمل لمصلحتها داخل عين الحلوة وذلك خلال عملية أمنية بعد استدراجه
إلى خارج المخيم.
وكانت مخابرات
الجيش اللبناني في الجنوب قد تسلمت من «القوة الأمنية الفلسطينية» في مخيم المية ومية
الفلسطيني أ. ع. المتهم بالقيام بأعمال النصب والاحتيال وإثارة الفتن والابتزاز وإطلاق
نار.
المصدر: السفير