عين الحلوة: اللينو يعود لسحق النصرة!
الأربعاء، 20 شباط، 2013
يراقب نائب قائد الكفاح المسلح محمود عيسى ما يجري في مخيم عين الحلوة بصمت. ففي الفترة الماضية، ابتعد «اللينو» عن الاضواء. هناك من يقول إن حركة «فتح» أبعدته، وذلك بعد خلافه مع المشرف على عمل فتح في «الساحة اللبنانية»، عزام الأحمد، بشأن توحيد الأذرع العسكرية لـ«فتح». وبحسب مسؤول أمني في عين الحلوة، فإن سوء العلاقة بين «اللينو» والحركة التي ينتمي إليها انعكس.
على الواقع الأمني في المخيم، إذ كثرت في الأشهر الماضية الاعتداءات على عناصر فتح الذين يتعرض بعضهم لإطلاق نار بين الحين والآخر من دون محاسبة المعتدين المعروفي الهوية. ضعف الحضور الأمني لـ«فتح» ساهم في تعزيز دور الاسلاميين غير المنضوين في الحركات الرئيسية (عصبة الأنصار وأنصار الله والحركة الإسلامية المجاهدة)، الذين وحّدوا صفوفهم بانتظار إعلان ولادة «جبهة النصرة» في المخيم. لكن برغم الخلافات الفتحاوية، يبدو أن «اللينو» يستعد للحظة التي سينفجر فيها الوضع الأمني في المخيم. فالتقارير الأمنية التي يرفعها إليه مخبروه، في ما يتعلق بتحركات الاسلاميين، زادته اقتناعاً بأن الوضع في المخيم «وسخ». ويرى المسؤول الأمني أن «الأوضاع الوسخة بحاجة الى حلول أوسخ». وعلى هذا الأساس، يقول مسؤولون فلسطينيون إن «اللينو» وضع خطة عسكرية للحظة التي ستتبع إعلان ولادة جبهة النصرة، وفحواها توجيه ضربة عسكرية سريعة للأماكن التي يسيطر عليها هؤلاء الاسلاميون.
في المعركة لن يعتمد الاخير على عناصر فتح فقط في القتال، بل ستشاركه مجموعة من أبناء المخيم المنتمين الى فصائل أخرى. الهدف الأساس لما يُعدّ له اللينو هو «القضاء على جماعة النصرة وعدم خروج المقاتلين من المخيم الى محيطه، وسنمنع حصول ذلك حتى لو اضطررنا الى تقديم مئتي شهيد»، يقول مسؤول أمني كبير في المخيم. يعرف واضعو الخطة العسكرية أن المواجهة المقبلة واقعة لا محالة، خصوصاً مع تسارع وتيرة التدريبات العسكرية التي تجري بقيادة «الشيخ أبو مالك» في «استاد الطيار» عند أطراف المخيم. كل هذه المعطيات يحتفظ بها «اللينو» ويتشارك فيها مع الجديين فقط في «حفظ أمن المخيم»، كما يقول مقرّبون منه.
كل ذلك يعني أن عزوف «اللينو» حالياً عن الظهور في المشهد الفلسطيني، لم يبعده عن العمل الأمني في المخيم. يعرف الرجل أن عناصر فتح مصابون بـ«هزيمة نفسية» جراء استهدافهم المتكرر. ويقول مقرّبون منه إن المسؤول عمّا وصلت إليه حال فتح في المخيم هو «عزام الأحمد ومن لفّ لفّه في السفارة». ففي هذه الظروف الأمنية الاستثنائية التي يمر فيها المخيم، ازدادت حدة الخلافات داخل فتح بدل أن تتوحد في وجه ما يُعّد للمخيم.
وأحدثت زيارة جليلة دحلان، زوجة القيادي الفتحاوي محمد دحلان، لمخيم عين الحلوة واستقبال «اللينو» لها، أزمة بين الأخير والسفارة الفلسطينية. فقد راجت شائعة تحدثت عن أن زوجة دحلان سلّمت «اللينو» مبلغاً كبيراً من المال، أرسله زوجها. لكن اللينو ينفي ذلك. ويقول مقرّبون منه إن «المساعدات والأموال التي قدمتها دحلان كانت للجان الشعبية في المخيم وذلك لمساعدة النازحين الفلسطينيين من سوريا». ويؤكد هؤلاء أن «الاجتماع الذي عقدته دحلان كان بحضور كل الفصائل الفلسطينية، بمن فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي». استقبال «اللينو» لدحلان «دفع البعض في السفارة إلى تقديم شكوى الى الأحمد الذي رفعها بدوره الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس»، كما يقول أحد مسؤولي فتح. وكانت توصية الأحمد لعباس بتنحية «اللينو». لكن، بسبب الضغوط التي مارستها بعض القيادات الأمنية اللبنانية والتوصيات التي رفعت الى الرئاسة الفلسطينية، لم يؤخذ بتوصية الاحمد.
هكذا، سيبقى «اللينو» بعيداً عن الضوء في هذه المرحلة، في انتظار اللحظة التي سيظهر فيها مرتدياً بزّته العسكرية ومشاركاً عناصره القتال تنفيذاً للخطة التي وضعها. لكنّ دون ذلك أمرين: الأول، قرار أمني لبناني بعدم تفجير المخيمات، ومظلة أمنية توفرها القوى الإسلامية الرئيسية (عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة) لبقايا تنظيمَي فتح الإسلام وجند الشام، وللإسلاميين الذين ينوون تشكيل فرع لبناني لـ«جبهة النصرة».
المصدر: قاسم قاسم - الأخبار