عين الحلوة: النازحون الفلسطينييون
من سوريا... خيام مهترئة يزيدها المطر بؤساً

الإثنين، 22 نيسان،
2013
الشتاء نعمة الله على الناس،
ففي الماء الحياة، إلا أن هذه النعمة قد زادت من معاناة النازحين الفلسطينيين من سوريا
إلى مخيمات لبنان بشكل عام، وهناك أكثر من أربعين عائلة تعيش في ظروف صعبة جدا، الخيام
مأواها وأي خيام، خيام بالية جمعت من هنا وهناك لتقيها حرارة الشمس وفيضانات الشتاء،
تحاول منظمة التحرير الفلسطينية التخفيف من معاناتهم، رغم اعترافها بالتقصير وسط هول
المأساة الإنسانية.
تحت أمطار الشتاء كان لشبكة
الترتيب العربي الإخبارية يوم السبت 20/4/2013 زيارة لتجمع النازحين الفلسطينيين القادمين
من مخيمات سوريا والذين يتخذون من باحة (مجمع الشيخ زايد أل نهايان) الخارجية مكاناً
لإقامة خيامهم البالية والمتهرئة، بعد أن عاشوا أياماً على قارعة الطريق، ففي الزيارات
الماضية التي قمنا بها، كان النازحون يشكون من عدم وجود حمامات، ومن الحشرات والقوارض
والزواحف والأفاعي التي بدأت تنتشر وتدخل إلى خيامهم، حيث أصيب العديد من الأطفال بأمراض
جلدية وارتفاع في الحرارة, وعندما زرناهم هذه المرة كانت معاناتهم من نوع أخر، شكوا من خيامهم التي خذلتهم ولم تقيهم مطر الشتاء
والتي تحولت إلى برك ماء مما اضطر بعضهم لمغادرتها
والمبيت على قارعة الطريق بجانب جدران المنازل المجاورة.
وفود تروح ووفود تأتي للاطلاع
على معانات نازحو " مجمع الكرامة " كما أطلق عليه ساكنوه من النازحين للوقوف على احتياجاتهم، منهم من بادر في تقديم حلولا
ومساعدات ولو جزئية، وجهات أخرى مازالت تدرس هذه الاحتياجات حسب زعمها.
يقول أبو سمرة (أحد النازحين)،
بأن متبرعاً قام ببناء أربع حمامات، كما قامت منظمة التحرير الفلسطينية ببناء أربع
حمامات أخرى، ولكننا ننتظر الآن من يقوم بحل
مشكلة الخيام.
ففي جولتنا وجدنا الخيام
التي يعيش فيها النازحون لا تصلح للسكن فهي ممزقة وبالية فمعظمها قد جمع من خرق وجدت
في مستوعبات القمامة، فمياه الأمطار قد أغرقت ما يمتلكون من فراش متواضعة جداً، ولم
يستطع الأطفال النوم، بعد أن تحولت الخيام إلى برك ماء.
و صادفنا في جولتنا زيارة
وفد من منظمة التحرير الفلسطينية الذي ضم كل من عضو قيادة المنظمة في لبنان غسان أيوب
وعضو لجنة المتابعة العليا للجنة الشعبية في لبنان احمد مراد، حمل الوفد معه قرار تكفل
(منظمة التحرير الفلسطينية) بصب أرضية الخيام وإنشاء جدار بارتفاع متر حول كل خيمة،
ووضع (بسكورس) بين الخيام للحماية من توحلها في أوقات الشتاء، وللحد من انتشار الحشرات
والقوارض والزواحف في الصيف، كما وعد وفد المنظمة بالبحث عن حلول لاستبدال الخيام القديمة
البالية بخيام جديدة لائقة و تحفظ كرامة الإنسان.
وأكد عضو وفد المنظمة غسان
أيوب أن منظمة التحرير الفلسطينية وعلى الرغم من إمكانياتها القليلة إلا أنها لن تتخلى
عن واجباتها تجاه أهلنا النازحين من مخيمات
سوريا، وسوف تقدم لهم ما تستطيع تقديمه.
وطالب أيوب المجتمع الدولي
بعدم التخلي عن واجباته تجاه النازحين من مخيمات سوريا إلى مخيمات لبنان، وخاصة وكالة
" الأونروا"، فالنازحون هم من مسؤولية المجتمع الدولي ووكالة " الأونروا".
وأوضح مدير مجمع الشيخ
زايد (أبو صالح المقدح) أن هناك موافقة من وكالة " الأونروا" لاستكمال بناء
8 غرف في مجمع الشيخ زايد على نفقة " الأونروا" و4 غرف على نفقة احد المتبرعين
تتسع لثلاثين عائلة، ولكن هذا لا يكفي فالضغط وأعداد النازحين في تزايد كبير، فالذين
يأتون إلينا بحثا عن مأوى أعدادهم في تزايد ويقولون لنا نريد أن نجد أي بقعة من الأرض
تأوينا، نريد سقفا نستظل تحته، ولو من القماش أو النايلون، نريد فقط ما يحفظ كرامتنا.
المصدر: الترتيب العربي