«عين الحلوة»: الهاجس الأمني يخيّم على ذكرى النكبة

الإثنين، 18
أيار،2015
لم يحجب انشغال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة بأنشطة إحياء
ذكرى النكبة لهذا العام، الهاجس الأمني الذي يعيشونه على خلفية الحوادث الأمنية المتمثّلة
بمسلسل الاغتيالات التي شهدها المخيم على مدى الأشهر الأخيرة ، بل إن هذا الهاجس نفسه
حوّل معظم الأنشطة والتحركات التي أعدت لإحياء الذكرى هذا العام من داخل المخيم إلى
خارجه.
وإذا كان إصرار اللاجئين الفلسطينيين كل سنة على إحياء ذكرى النكبة لأنها
أساس وسبب كل معاناتهم المستمرة منذ 67 عاماً، ولتجديد تمسّكهم بقضيتهم وهويتهم وتراثهم
وبحق العودة إلى أرضهم ووطنهم والتي أصبحت إرثاً متناقلاً من جد لأب لابن لحفيد، فإن
هذا الإصرار يوازيه حرص منهم ولا سيما في عين الحلوة، على أمن واستقرار ساحتهم وعدم
استخدامها أو جرها إلى توترات أو أوضاع أمنية متفجرة من شأنها أن تحرف البوصلة الفلسطينية
عن وجهتها الطبيعية وهي القضية الفلسطينية.
ويرى فؤاد عثمان، مسؤول منطقة صيدا في الجبهة الديموقراطية التي توزّعت
أنشطتها بذكرى النكبة بين شاطئ صيدا والحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، أن الشعب
الفلسطيني في لبنان والشتات وعاماً بعد عام، أكثر إصراراً على حق العودة. ويقول: في
ظلّ استهداف قضية حق العودة وفي مقدمها المخيمات في الشتات، كما يحصل اليوم في مخيم
اليرموك من تدمير ممنهج ووضع مخيم عين الحلوة في عين العاصفة، كل ذلك شكّل حافزاً إضافياً
لنا لأن يكون إحياء ذكرى النكبة مميزاً هذا العام تأكيدًا لتمسّكنا بحق العودة، ودحضا
لمقولة «غولدا مائير» قبلأ من ستة عقود إن «الكبار يموتون والصغار ينسون». فها نحن
بعد كل هذه السنوات الطويلة لم ننسَ وما زلنا مصرّين على العودة.
وكان اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني «أشد» نظّم نشاطاً تراثياً على
الكورنيش البحري لمدينة صيدا حضره مسؤل الجبهة الديموقراطية في لبنان علي فيصل. وتخلّلته
لوحات فنية من التراث قدمتها فرقة «العائدون»، كما قدمت فرقة «وطن» باقة من الأغنيات
الوطنية. وأقيم معرض لوحات زيتية للرسام أسامه زيدان ونصبت خيمة على شاطئ البحر عرضت
فيها مقتنيات تراثية. وتخلل النشاط كلمة لرئيس «أشد» يوسف أحمد ولعضو قيادة الجبهة
فتحي كليب.
وميزت حركة حماس أنشطتها برفع علم فلسطيني عملاق على واجهة قلعة صيدا البحرية
في احتفال شاركت فيه فعاليات لبنانية وفلسطينية. وقال مسؤول إعلام حماس في منطقة صيدا
وليد الكيلاني إن اختيار مكان هذه الوقفة في صيدا بساحلها وقلعتها لكونها تشبه عكا
بساحلها وقلعتها. وكما جمعنا التاريخ تجمعنا الجغرافيا، ورغم مرور 67عاماً ما زالت
فلسطين تنبض في عروقنا ولا يزال الأمل معقوداً على العودة والتحرير وفي الوقت نفسه
نجدّد احترامنا والتزامنا سيادة واستقلال لبنان واستقراره وحرصنا على العلاقة الأخوية
بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، ونطالب بتحصين أمن واستقرار مخيم عين الحلوة وإعادة
إعمار مخيم نهر البارد.
وأقامت حركة فتح مهرجاناً سياسياً وفنياً في «مركز معروف سعد الثقافي»
في صيدا استهل بكلمة لإبراهيم الشايب، ثم ألقى كلمة منظمة التحرير وحركة فتح أمين سرها
في لبنان فتحي أبو العردات الذي قال إن «الأمل يتجدّد والإرادة قوية ومستمرة نحو تحرير
فلسطين»، متوجهاً بالتحية إلى شهداء صيدا والثورة الفلسطينية وإلى الأسرى في سجون الاحتلال،
وإلى مدينة القدس والضفة وغزة، وإلى الشتات الفلسطيني، وإلى مخيم اليرموك الحزين الجريح.
كما تطرّق إلى الوضع الداخلي للمخيمات في لبنان حيث أكد أن الوحدة بين الفصائل والقوى
الوطنية والإسلامية جنّبت المخيمات نكبة كنكبة البارد». كما كانت كلمة لأمين عام التنظيم
الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد. وتخلل المهرجان لوحات فلوكورية قدمتها فرقتا الكوفية
والقدس.
وبالمناسبة أقامت فصائل منظمة التحرير وقوى التحالف الفلسطيني اعتصاماً
أمام مقر شعبة مخيم عين الحلوة حضرته قيادات وهيئات فتحاوية وفلسطينية وممثلون لأحزاب
لبنانية. وتخللته كلمة محمد ضاهر باسم الأحزاب، وكلمة قوى التحالف ألقاها مسؤول حركة
الجهاد الإسلامي في منطقة صيدا عمار حوران، وكلمة الفصائل ألقاها مسؤول حزب الشعب عمر
النداف.
المصدر: المستقبل