«عين الحلوة» بعد تشييع «الأردني».. ولكل حادث حديث!

الثلاثاء،
28 تموز، 2015
من المتوقع ان يبقى مخيم عين الحلوة خلال
الأيام وربما الأسابيع القليلة المقبلة في عين الحدث الأمني على خلفية تداعيات جريمة
اغتيال العقيد الفتحاوي طلال الأردني وابن شقيقه برصاص مسلحين في المخيم ظهر السبت
الماضي وما كشفته كاميرات المراقبة من هويات منفذي الاغتيال الذين باتوا معروفين بالأسماء
لجميع القوى والفصائل الفلسطينية بمن فيها القوى الاسلامية وهم مجموعة الفلسطيني «ب.ب.«
احد مسؤولي ما كان يسمى تنظيم فتح الاسلام، وبالتالي أصبحت هذه القوى ولا سيما فتح
مطالبة من ابناء المخيم بخطوات امنية حازمة رداً على هذه الجريمة ولوضع حد لمسلسل الاغتيالات
الذي يستنزف امن المخيم وقضية اللاجئين منذ نهاية العام الماضي. ولم يعرف حتى الآن
شكل وطبيعة ومكان الرد المتوقع على هذه الجريمة من قبل فتح وما اذا كان سيتخذ شكل رد
واسع النطاق أم عمليات أمنية موضعية لاستئصال المجموعات التي تقف وراء هذه الاغتيالات.
لكن اللافت في الأمر هو هذا التناغم في
التصريحات بين قيادة فتح الحالية وبين القيادي الفتحاوي العميد محمود عيسى «اللينو«
- والذي كان العقيد الشهيد طلال الأردني مقرباً منه ورأس حربته في مواجهة بعض المجموعات
الإسلامية المسلّحة التي تقف وراء اغتيالات نفذت في فترات سابقة رغم التباين بين القيادة
الفتحاوية واللينو في العديد من القضايا. وهو ما فسرته بعض الأوساط الفلسطينية على
انه امر طبيعي ان تتوحد فتح بكل رموزها في مواجهة الخطر المحدق بها وبالمخيم وبالقضية
الفلسطينية عندما تتعرض لضربة قوية كاغتيال الأردني لأنه عندما لا يجد من ينفذون الاغتيالات
من يقف بوجههم سيتمادون بها!
تشييع الأردني
«اليوم دفن الشهيد.. ولاحقاً لكل حادث
حديث«.. بهذه العبارة أجاب قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب على سؤالنا
له عما ستقوم به فتح رداً على اغتيال العقيد طلال الأردني ومرافقه السبت برصاص مسلحين
في مخيم عين الحلوة..
هادئاً مر تشييع العقيد الأردني.. موكب
جثمانه كان عسكرياً بامتياز، فأكثر من نصف المشيعين هم من عناصر وضباط فتح ورفاق السلاح،
ومثلهم ومعهم عناصر من القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة زنروا الطرقات والشوارع المؤدية
الى مقبرة الشهداء في درب السيم حيث ووري الجثمان في الثرى.
يتقدمه قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء
صبحي أبو عرب والقيادي محمود عبدالحميد عيسى «اللينو« وعدد من كبار ضباط فتح وممثلون
عن الفصائل انطلق موكب تشييع الأردني من مسجد صلاح الدين بعدما صلي على الجثمان الذي
حمل ملفوفاً بالعلم الفلسطيني ومكشوف الوجه على أكف عدد من رفاق الأردني وعناصر كتيبته،
وتوجهوا به سيراً على الأقدام الى مقبرة الشهداء في درب السيم جنوب المخيم، حيث مر
الموكب بالمكان الذي اغتيل فيه في منطقة الكنايات..
أبو عرب
وفي تصريح له خلال التشييع قال اللواء
أبو عرب: نقول للأخ الشهيد القائد طلال (الأردني) إن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام،
وان القتلة والمجرمين معروفون لدينا بالأسماء فنم قرير العين يا أخي أبو محمد.. هذه
الجريمة لن تمر مرور الكرام.. ونقول من هنا لا يوجد عزاء.. اليوم سندفن الشهيد ولاحقاً
لكل حادث حديث».
اللينو
من جهته قال العميد اللينو: نحن الآن
في موقف لا يستدعي لا استنكارات ولا بيانات هزيلة، بل يستدعي موقفاً فلسطينيا موحداً
لنواجه هذه العصابات التي تستهدف حق العودة، وهي عصابات متصهينة أصبح مشروعها معروفاً
ومكشوفاً للجميع. لذلك ندعو جميع فصائلنا وأبناء شعبنا الغيورين الشرفاء أن لا يسمحوا
لهذه العصابات أن تتغلغل داخل مجتمعنا لذلك يجب مواجهتها بكل ما اوتينا من إمكانيات.
المصدر: المستقبل