القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 31 كانون الأول 2025

«عين الحلوة» بين التوتير.. واحتمالات التفجير

«عين الحلوة» بين التوتير.. واحتمالات التفجير


الثلاثاء، 13 أيار، 2014

كما كان متوقعاً، دخل مخيم عين الحلوة فعلياً مرحلة «المحظور الأمني» بمناوشات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية هي اشبه ببروفة لما تخوف منه ابناء المخيم طويلاً، ولما حاولت فصائله وقواه مراراً وتكراراً تجنب الانزلاق فيه وعدم تجرع كأس الأمن المرة من جديد.. وهي اي هذه القوى وامام ما حصل الاثنين، بدت لأول مرة منذ سنوات عاجزة عن فرض وقف نهائي لإطلاق نار كانت اسبابه وظروفه محضرة وجاهزة واسلحته مذخرة بما راكمته الأحداث الأمنية الأخيرة من اجواء توتر وفتائل تفجير قابلة للإشتعال في اية لحظة.

إثنين «عين الحلوة» الذي حمل انتكاسة امنية محدودة، حمل بموازاتها تساؤلات عدة طرحت نفسها في الأوساط الفلسطينية. منها: لماذا اريد لهذه المناوشات ان تحافظ على وتيرة محددة فلم تتوسع لتحسم ولم تتوقف لتعالج، ولماذا عجزت القوى الاسلامية عن لجم بلال بدر ومجموعته وهي التي استنفرت المئات من عناصرها قبل ايام في مواجهة بدر ومن يقف وراءه!.. واين اصبح ما طمأنت اليه معظم هذه القوى في بيانات وتصريحات من انه لن يسمح لأحد بجر المخيم الى اقتتال داخلي او فتنة..؟..

هذه الأسئلة وغيرها ارتسمت ظهر الاثنين على وجوه مئات الأطفال والتلامذة الفلسطينيين الذين حاصرهم الخوف قبل الرصاص داخل صفوفهم ومدارسهم وروضاتهم، وعلى وجوه اهاليهم الذين اصابهم الذعر خوفا على ابنائهم فهرعوا تحت الرصاص لاصطحابهم الى مكان آمن.. وعلى وجوه اصحاب المؤسسات التجارية التي اقفلت ابوابها قسرا او بعد اصابة بعضها جراء اطلاق النار... هذا الواقع الضاغط امنيا ونفسيا واقتصاديا واجتماعيا على ابناء المخيم دفع المئات منهم للتجمع عصرا والتوجه في تظاهرة نحو المتقاتلين معلنين رفض هذا الواقع الذين يحاول هؤلاء فرضه عليهم ومطالبين اياهم بوقف فوري لإطلاق النار حقنا للدماء ومنعا لتكرار مأساة مخيم نهر البارد وحفظا لقضية الشعب الفلسطيني.

اهتز الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة امس على اثر تبادل محدود لإطلاق النار بين مسلحين من مجموعة بلال بدر (احد مسؤولي ما كان يسمى تنظيم فتح الاسلام في المخيم) في الشارع الفوقاني للمخيم وبين مجموعة طلال الأردني التابعة لحركة فتح، وسجل اطلاق بعض القذائف الصاروخية في الهواء، وتعرض موقع الأردني عند مدخل جبل الحليب شرق المخيم لإطلاق نار رد عناصره بالمثل على مصدره. واستمر الوضع متوترا مع تسجيل مناوشات متقطعة خلال فترة ما بعد الظهر ولم تنجح المساعي والاتصالات التي بذلتها القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية حتى الآن في نزع فتيل التوتر.

وكانت حصيلة احداث أمس خمسة جرحى، اثنان منهم من اعضاء القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة وهما ابو مصطفى الداوودي وهو احد ضباط الحركة الاسلامية المجاهدة والثاني ابو عرسان حجير وينتمي الى حركة فتح. اضافة الى ثلاثة مدنيين وهم الفلسطينيون علي عويد وعلي امين الشهابي ومحمود علي موسى ونقل الأخيران الى مركز لبيب الطبي في صيدا فيما توزع الآخرون على مستشفيات المخيم.

وتسببت الأحداث التي شهدها المخيم في حالة من الهلع والذعر في صفوف المواطنين داخله ولا سيما تلامذة المدارس ورياض الأطفال الذين حوصر عدد كبير منهم في مدارسهم خلال اطلاق النار، كما سجلت حركة نزوح جزئية من المخيم تخوفاً من انفجار امني واسع فيه.

مصادر فلسطينية ربطت بين ما جرى امس وبين ما وصفته تداعيات محاولة اغتيال احد عناصر مجموعة بلال بدر الفلسطيني علاء حجير قبل نحو عشرة ايام حيث لا يزال الأخير يرقد في المستشفى، وان بلال بدر يتهم مجموعة الأردني بمحاولة تصفية حجير الأمر الذي نفته اوساط فتح.

وحول ما جرى قال رئيس الحركة الاسلامية المجاهدة والناطق بإسم القوى الاسلامية الشيخ جمال خطاب اثر ترؤسه اجتماعا لكبار كوادر الحركة :«ما حصل هو حادث مؤسف نتيجة اخبار غير صادقة، جرى بسببها اطلاق نار ورد على اطلاق النار، واضاف: «تقديري هذا الحادث منفرد وبمعنى ليس له اسباب للاستمرارية اي انها مسألة اخذت طابعا عائليا فرديا اكثر منها قضية اشتباك بين فصائل التنظيمات. الاجتماعات متواصلة.

وعصرا تجمع العشرات من ابناءالمخيم امام مسجد النور وانطلقوا باتجاه منطقة التوتر للضغط على الطرفين من اجل وقف اطلاق النار.

ومساء نقل الى مركز لبيب الطبي الجريح الفلسطيني محمد جمال شريدي وهو ينتمي الى مجموعة بلال بدر بعد اصابته في الاشتباكات ، ما رفع عدد الجرحى الى ستة ، وعلمت المستقبل ان شريدي القى بقناع كان يغطي به وجهه قبيل وصوله الى نقطة الجيش عند مدخل المخيم وان مخابرات الجيش اللبناني اتخذت تدابير امنية عند مدخل المستشفى بعد وصوله اليها.

وليلاً، توصلت القوى والفصائل الفلسطينية الى اتفاق لوقف إطلاق النار من الجانبين، بعد جهود بذلتها عصبة الأنصار والحركة الاسلامية المجاهدة ونص الاتفاق على بنود ثلاثة تم البدء فورا بتطبيقها :وقف اطلاق النار، سحب المسلحين من الشوارع ونشر قوة امنية مشتركة من كل من عصبة الأنصار والحركة الاسلامية المجاهدة، حيث اشرف على هذه الخطوة مسؤولا العصبة ابو طارق السعدي والحركة المجاهدة الشيخ جمال خطاب. على ان تستكمل هذه الخطوات لاحقا باجتماعات مكثفة لتثبيت التهدئة ومعالجة ذيول ما جرى.

المصدرك المستقبل - رأفت نعيم