القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عين الحلوة: تجربة في تعليم الكبار

عين الحلوة: تجربة في تعليم الكبار


الثلاثاء، 09 نيسان، 2013

تسيل دمعة على خدّ نورهان وهي تتكلم. فتاة في السابعة عشرة من عمرها، تركت المدرسة وهي في الصف الخامس الأساسي، ولا تجيد القراءة والكتابة. لم تكن تحب الذهاب إلى المدرسة، وكانت تتغيب دائماً. وقد ترافق ذلك مع مرض أمها، فأخرجها أهلها من المدرسة. لكنها عندما كبرت، أدركت أهمية أن تكون الفتاة متعلمة. تتألم كثيراً عندما ترى فتاة أخرى متعلمة، وهي حتى لا تستطيع التمييز بين الحروف. وعندما وجدت الفرصة متاحة أمامها للتعلم من خلال «دورة في محو الأمية» بمنطقة البركسات التابعة لمخيم عين الحلوة، تسجلت فيها وهي تملك الرغبة بالمتابعة.

أما آمنة التي تماثل نورهان عمراً، فقد تركت المدرسة وهي في الصف الثالث الأساسي، لأنه «في المدرسة لم يكونوا يقومون بتعليمنا بشكل جيد». ولأنها لم تكن تعرف القراءة والكتابة. فقد أصيبت بأزمة نفسية لأن غيرها يستطيع القراءة والكتابة وهي لا. تركت المدرسة، وعندما وجدت فرصة أن تتعلم التحقت بالدورة، وصارت تعرف الحروف الأبجدية ما عزز ثقتها بنفسها. تقول بدر، وهي في العمر نفسه: «تركت المدرسة من الصف الثاني الأساسي، لأننا لم نكن نستفيد من شرح المعلمة، حيث إنها لم تكن تشرح بشكل جيد، وعندما كنا نخطئ كانت تضربنا، واليوم عندما كبرت ووجدت نفسي لا أعرف الكتابة والقراءة قررت أن أدخل المعهد لأتعلم».

دورة محو الأمية، أتاحت الفرصة لهن في منطقة البركسات، المستتبعة لمخيم عين الحلوة، في مركز «اللقاء الشبابي الفلسطيني» الذي يعنى بأمور الشعب الفلسطيني داخل المخيمات. وتقوم ديما شعراوي، وهي طالبة في «الجامعة اللبنانية» ـ كلية الآداب، بالمساعدة في تعليم الطلاب المنتسبين إلى الدورة، تقول: «فكرة الدورة قدمتها الزميلة هبة، لأنها شعرت بأن هناك عدداً كبيراً من أبناء المخيم بدون تعليم. والدورة ليست محددة بوقت معين، فنحن مع الطلاب طالما يحققون الاستفادة، ومستمرون ومن يطلب منهم وقتاً أكثر سنحقق له هدفه». أما هبة، صاحبة الاقتراح، وهي متخرجة من الجامعة وتدرس مادتي الرياضيات والفيزياء، تقول: «وجدنا أن أكثر فئة من أبناء المخيم مهمشة هي المتواجدة في منطقة البركسات، وهي منطقة تابعة للمخيم، ولكن لا تشملها خدمات الأونروا، لأن هذه البقعة من الأرض ليست من الأراضي التابعة للأونروا وغير معترف بها من قبلها». وتلفت إلى أنه «في مجتمعاتنا خوف وخجل من أن يكون الشخص غير متعلم ويتسجل في الدورة، ونحن شباب اللقاء حتى ننجح الفكرة تبرعنا بمبلغ من المال، وكلّ حسب إمكانياته المادية لشراء ما نحتاج إليه». أما بالنسبة إلى المسجلين «نستقبل جميع الأعمار، والمسجلون حالياً تتراوح أعمارهم ما بين ستة عشرعاماً حتى ثلاثين عاماً، والملاحظ أن أكثرية المسجلين أعمارهم صغيرة، ويعود ذلك للنمط المعيشي في منطقة البركسات».

وحول ترك الفتيات للمدرسة، ركزت على أن المشكلة الأساسية هي في طريقة التعليم في بعض المدارس، وهي «تبدأ من المعلم الذي باعتقادها أن كبره في السن لا يتيح له التماشي مع الطلاب، ولا يعطيهم حقهم، كذلك فإن المدرسين لا يهتمون إلا بالتلميذ المتفوق ويهمشون التلميذ المتأخر عن رفاقه دراسياً».

المصدر: السفير