«عين الحلوة»: سقطت
الهدنة.. فهل تسقط الخطوط الحمراء؟
قتيل وجرحى في تجدد الاشتباكات بين «فتح» وجند الشام

الثلاثاء، 25 آب، 2015
كما
كان متوقعاً، لم يصمد وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة أكثر من 32 ساعة منذ إعلانه
ظهر الأحد، حيث تجددت الاشتباكات بين حركة فتح وتنظيم جند الشام وبشكل أعنف مما كانت
عليه ليل السبت وصباح الأحد وتوسعت على مختلف محاور القتال في المخيم.
وبسقوط
هدنة عين الحلوة، يبدو الوضع في المخيم مشرعاً على المجهول وعلى الكثير من الأسئلة
لعل أهمها: هل تنجح حركة فتح في حسم المعركة لصالحها وصالح المخيم؟ وهل تبقى معارك
عين الحلوة محصورة داخل المخيم أم تتخطى الخطوط الحمراء والمقصود بها هنا محاور التماس
مع الجيش اللبناني عند مداخل المخيم ومحيطه؟. تبدو الإجابة في كلا الحالتين مكلفة،
وفي الحالة الأخيرة أكثر كلفة إذا لم تتدارك القوى الفلسطينية الأمر لإنقاذ ما يمكن
انقاذه من مخيمهم.. ومعه قضيتهم.
أصداء
انفجارات القذائف الصاروخية هزت بشكل قوي أرجاء مدينة صيدا ومحيطها وانفجر بعضها فوق
بعض أحياء المدينة التي طالها أيضاً رصاص الاشتباكات. وتركزت الاشتباكات بشكل أساسي
على محاور: حي الطورائ البركسات، حي الطوارئ بستان القدس، الطيري حطين جبل الحليب،
واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية واستمرت حتى ساعة متأخرة
من الليل.
وسجلت
على اثر تجدد الاشتباكات حركة نزوح كثيفة من المخيم ومنطقتي التعمير والفيلات اللبنانيتين
الملاصقتين له فيما حوصرت عائلات لبنانية وفلسطينية في التعمير التحتاني المتداخل مع
حي الطوارئ بسبب شدة المعارك في الحي المذكور. وشرّعت بلدية صيدا بتوجيهات من رئيسها
محمد السعودي أبوابها أمام مئات العائلات النازحة من المخيم ومحيطه وكلفت فرقها المختصة
تقديم المساعدة اللوجستية لهم لتمضية ليلتهم في باحة وأروقة وقاعات القصر البلدي.
وإثر
تجدد الاشتباكات اتخذت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة عند مداخل المخيم وفي محيطه تدابير
أمنية استثنائية وقطعت جميع الطرق المؤدية الى مخيم عين الحلوة حفاظاً على سلامة العابرين
وحصر العبور بالنازحين من المخيم باتجاه صيدا.
وأسفرت
الاشتباكات في حصيلة أولية عن مقتل ضابط في حركة فتح يدعى فادي خضير تم نقله الى مستشفى
الراعي ووقوع عدد من الجرحى توزعوا على عدد من مستشفيات صيدا.
وتزامناً
نشطت الاتصالات لبنانياً وفلسطينياً وعلى أكثر من مستوى وصعيد من أجل وقف إطلاق النار
لكن المعارك استمرت بوتيرة مرتفعة وعلى مختلف المحاور.
وعُلم
في هذا السياق أن حركة فتح أبدت في البداية استعدادها لوقف إطلاق النار في حال التزم
الطرف الآخر لكن مصادرها أكدت أنها لم تكن هي البادئة بتجدد الاشتباكات، وأن مراكزها
تعرضت لهجوم مباغت من قبل مجموعات جند الشام ما أضطر الحركة لصد الهجوم والاشتباك مع
تلك المجموعات.
مخيم
عين الحلوة كان شهد قبيل تجدد الاشتباكات حركة خجولة مستفيداً من فترة الهدنة التي
أتاحها وقف إطلاق النار في أعقاب اشتباكات السبت والأحد والتي أوقعت 3 قتلى و30 جريحاً.
وقام
عدد من الأهالي المتضريين من تلك الاشتباكات بقطع الطريق في الشارع التحتاني بالقرب
من نقطة للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بسيارات متضررة للمطالبة بالتعويض عن الخسائر
الفادحة الناتجة عن الاشتباكات الأخيرة. وطالب المحتجون المعنيين الكشف على الخسائر
والتعويض عليهم بأسرع وقت ممكن لأنهم هم من يدفعون ثمن ما وصفوه بـ»الحرب العبثية»
في المخيم.
وكانت
حركة فتح شيعت عنصريها اللذين قتلا في الاشتباكات الماضية «مصطفى الصالح وربيع مشعور»،
وانطلق موكب التشييع من مسجد صلاح الدين في «حي حطين» باتجاه مقبرة عين الحلوة الجديدة
في درب السيم، وفي ظل انتشار أمني واسع لعناصر فتح لمواكبة سير الجنازتين.
المصدر: المستقبل