عين الحلوة: «غضب
شعبي» يوقف الاشتباكات

الإثنين، 20
أيار، 2013
«بدنا نحكي عالمكشوف، مسلح ما بدنا نشوف»،
تحت هذا الشعار تمكن عشرات من أهالي مخيم عين الحلوة من فرض وقف الاشتباكات بين «حركة
فتح» وعناصر تابعة للإسلامي بلال بدر ومعه عناصر من «فتح الإسلام» و«جند الشام»...
فقد نُظّمت مسيرة عفوية رافضة ومستنكرة للاقتتال. وتمكن المشاركون فيها من بلوغ خط
التماس المستجد في المخيم، في الشارع الفوقاني، واجبار المسلحين على وقف الاقتتال،
بالرغم من إطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المسيرة.
وأكد الناطق باسم
«المبادرة الشعبية» عاصف موسى، أنه «بالرغم من اطلاق النار تمكنا من وقف اطلاق النار
والفصل بين العناصر المسلحة بفضل المبادرة الشعبية، وليس بفضل قوة الفصائل واجهزتها
الامنية والعسكرية... ولا بمبادرة من لجنة المتابعة. وانطلاقا من منتصف أمس الاحد عاد
الهدوء الحذر يلف منطقة خط التماس، وسجل توار للمسلحين بعد تهديدات بإعلان العصيان
المدني الشامل إلى حين وضع حد نهائي لكل الاشتباكات في المخيم وتحديد وجهة استخدام
السلاح».
وأدت الاشتباكات
إلى سقوط قتيل من «فتح»، يدعى معاوية مظلوم، وجرح سبعة آخرين معظمهم من الاهالي، بينهم
نازح فلسطيني من سوريا، اضافة إلى اضرار مادية جسيمة في المنازل والمحال والسيارات
وحالة احتجاج شعبي غير مسبوق. وقد نزحت عشرات الأسر الفلسطينية النازحة من سوريا قاصدة
مساجد صيدا وأحياءها. في المقابل، سجل استنفار للجيش في محيط المخيم.
«آر.بي.جي»
وهاون
ووصفت مصادر أمنية
فلسطينية الاشتباكات بأنها الأعنف التي يشهدها المخيم منذ مدة طويلة، فقد استمرت على
ضراوتها من منتصف ليل السبت حتى السادسة من صباح أمس الاحد. وتخللتها هجمات متقابلة
و«احتلال» مقار عسكرية... ثم اعادت السيطرة عليها، مثلما حصل عندما اقتحمت مجموعات
بلال بدر مكتبا امنيا لـ«فتح» في الشارع الفوقاني، ثم شنت «فتح» هجوماً مضاداً واستعادت
المكتب... لتتحول الاشتباكات بعد ذلك إلى متقطعة. وعند الساعة الثامنة من صباح الاحد
توقف اطلاق القذائف الصاروخية ليسود اطلاق نار متفرق مع قنص محدود عطّل حركة المخيم.
وتشير المصادر إلى أن الاشتباكات اندلعت فجأة ومن دون أي مقدمات، إذ تم استخدام القذائف
الصاورخية (ار.بي.جي) على نطاق واسع وغير مسبوق ترددت اصداؤها خارج المخيم. وترددت
شائعات لم تتأكد عن استخدام هاون 60. ووصل الرصاص إلى مغدوشة وأحياء التعمير والبركسات
ومنطقة الحسبة وبوليفار معروف سعد في صيدا.
اتصالات
إلى ذلك، عقدت الفصائل
واللجان الشعبية ولجنة المتابعة في المخيم اجتماعاً ناقشت فيه موضوع الامن، واصدرت
بياناً دعت فيه إلى الإضراب العام في المخيم استنكاراً للحوادث الأمنية التي تهدد حياة
الناس وأمنهم واستقرارهم في المخيم.
وأكد الأمين العام
لـ«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد أنه أجرى اتصالات بالفصائل الفلسطينية في المخيم
بهدف وضع حد نهائي للاشتباكات. واعتبر أن «الأمن في عين الحلوة، وفي صيدا والجنوب وسائر
المناطق اللبنانية، هو أمن واحد». وإذ شجب الاشتباكات، أبدى تقديره لـ«الحراك الشعبي
الرافض للاقتتال».
وتابعت النائبة بهية
الحريري الوضع الأمني في عين الحلوة وأجرت اتصالات بعدد من القيادات الفلسطينية متمنية
عليهم تكثيف جهودهم من أجل نزع فتيل التوتر. واستنكر الدكتور عبد الرحمن البزري الحوادث
وأجرى اتصالات مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية للعمل على تهدئة الوضع.
ومساء أمس، وقع إشكال
بين عنصرين من «فتح» في شارع الفوقاني في المخيم، أحدهما تابع للمسؤول الفلسطيني منير
المقدح، والآخر لقائد الكفاح المسلح السابق محمد عبد الحميد عيسى (اللينو)، ما أدى
إلى إصابتهما بجروح، إضافة إلى جرح ثلاثة مارة. وقد نقل الجرحى إلى «مركز لبيب الطبي»
في صيدا.
المصدر: السفير