السبت، 26 كانونالثاني، 2013

توتر الوضع الامني في مخيم عين الحلوة على خلفية انقسام القوى الفلسطينية ازاء الاحداث الدامية الجارية في سوريا، وبعد مطالبة "ناشطين اسلاميين" باقفال مقري منظمة "الصاعقة" و"الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل في المخيم في اعقاب "استشهاد" عدد من انصارهم في سوريا.. اثناء القتال الى جانب ""جبهة النصرة" ضد النظام السوري وآخرهما محمود سليمان ومحمود عبد القادر واصابة عدد آخر بجروح.

هذا التوتر وضع القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية امام اختبار حقيقي في تحصين الوضع الامني لعدم الاطاحة بسياسة "الحياد" و"النأي بالنفس" التي انتهجتها على اعتبار ان الساحة الفلسطينية في لبنان استئنائية وتتطلب الوحدة والتنسيق والتشاور وتحييدها عن اتون الاحداث الدامية في سوريا والخلافات السياسية اللبنانية الداخلية.

وعلمت "صدى البلد"، ان اجتماعا طارئا عقد في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت لمتابعة الوضع الامني المستجد في عين الحلوة بمشاركة ممثلين عن حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"تحالف القوى الفسطينية"، حيث اكد المشاركون على اهمية تحصين الوضع الامني في المخيمات وعدم الانجرار الى اتون فتنة داخلية على خلفية ما يجري في سوريا.

بالمقابل، اثمرت اللقاءات والاتصالات بين القوى السياسية في عين الحلوة عن "اتفاق" مبدئي يقضي باغلاق "المقرين" طوعا، بحيث يتحول مقر "الصاعقة" الى مكتب لــ "لجنة المتابعة الفلسطينية" التي تدير الشؤون الحياتية والامنية في المخيم، بينما يتم اسكان عائلات فلسطينية نازحة من سوريا في مقر "القيادة العامة" المؤلف من ثلاث طوابق خلف سوق الخضار، بعدما قرأت مصادر فلسطينية الحوادث الامنية التي وقعت خلال اليومين الماضيين بانها بمثابة "رسائل من نار" بضرورة الاقفال الطوعي سريعا قبل السيطرة عليها بالقوة.

ميدانيا، هاجمت مجموعة من "الناشطين الاسلاميين" مقر "الصاعقة" على خلفية تلاسن واشكال وقع بين قريب محمود عبد القادر واحد ابناء المنتمين الى "الصاعقة" تطور الى اطلاق نار والسيطرة على المقر لبعض الوقت، في وقت كانت تجري فيه "ورشة طلاء" حيث تم ازالة صورتين للرئيسين الراحل حافظ الاسد والدكتور بشار الاسد.

كما هاجم "ناشط اسلامي" حاجزا عسكريا تابعا لـ "قوات الامن الوطني" لجهة درب السيم عند الطرف الجنوبي للمخيم، واطلق النار على احد الحراس فأصابه بجروج وقام بتجريده من سلاحه "كلاشينكوف"، فاستنفر عناصر "الامن الوطني"، قبل ان تجري اتصالات ويتم اعادة البندقية، فيما نقل الجريح "ابو العبد" الى مستشفى "النداء الانساني" للمعالجة وتبين ان اصابته طفيفة في يده.

ابو عماد رامز

سياسيا، قال مسؤول "القيادة العامة" في لبنان مصطفى رامز "ابو عماد" خلال جولة له في مدينة صيدا حيث التقى امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، العلامة الشيخ عفيف النابلسي وامام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود.. "أن الوجود الفلسطيني في لبنان مستهدف أكثر من أي وقت مضى على اعتبار أن المتغيرات التي تجري في المنطقة ستؤثر في تداعياتها على لبنان لذلك نحن مطالبون جميعاً بحماية هذا الواقع الفلسطيني حتى لا يوظف في غير مكانه.

واضاف: اننا في "القيادة العامة" كنا ولا زلنا حريصين جداً على ألا نكون جزءاً مما يجري في لبنان، وألا نستدرج للداخل اللبناني ونحن منضبطون في إطار الايقاع الفلسطيني العام للفصائل الفلسطينية الذي يقول بأن الفلسطيني لا يجب أن يتدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وألا يسمح في توظيفه، هناك محاولات كثيرة من قبل أطراف وجهات لا تريد للمخيمات الفلسطينية أن تبقى بعيدة عما يجري في لبنان.

الحريري والاسلاميين

هذا والتقت النائب بهية الحريري بوفد من القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة ضم "امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب ومسؤول عصبة الأنصار ابو طارق السعدي والناطق الرسمي والاعلامي الشيخ ابو الشريف عقل".

وثمنت الحريري حرص كافة الفصائل والقوى الفلسطينية في المخيم ولا سيما القوى الاسلامية على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني والفلسطيني والجهود التي تبذلها في هذا السياق، منوهة بدور واجماع مختلف الأفرقاء في المخيم على عدم السماح بتوتير الأوضاع فيه ولا بأن يكون ساحة او منطلقا لأية توترات تنال من امن واستقرار صيدا ولبنان.

بينما قال الشيخ خطاب حول ما اذا كان هناك توجس من انعكاس ما يجري في سوريا على مخيم عين الحلوة، لا اعتقد ان تكون هناك اية اثار سلبية ان شاء الله بالنسبة لمخيم عين الحلوة بالنسبة فيما يتعلق بالوضع في سوريا، قد يكون هناك بعض الحساسيات خاصة بعد استشهاد بعض الشباب ولكن الوضع ان شاء الله يكون مضبوطا.

واوضح الشيخ ابو الشريف ان الحيز الأكبر من الحوار كان في كيفية الاستمرار بالجهود من اجل ابعاد اي شبح للفتنة الطائفة او المذهبية عن صيدا وعن المخيمات وهي بالتالي اثنت على دور القوى الاسلامية في ما قامت به في الأشهر القليلة الماضية وان شاء الله سنستمر بهذه اللقاءات لما فيه مصلحة المخيم ومصلحة الجوار.

المصدر: البلد | محمد دهشة