القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"عين الحلوة" في مرمى الفتنة.. عبوة تنفجر خلال مرور موكب تشييع السعدي

"عين الحلوة" في مرمى الفتنة.. عبوة تنفجر خلال مرور موكب تشييع السعدي

الأربعاء، 04 كانون الأول، 2013

من ينفخ بنار الفتنة في "عين الحلوة"؟ ومن الذي يريد لهذا المخيم ان يتحول كتلة نار تحرق اهله ومحيطه وقد تحرق لبنان كله؟

وكأن من وضع عبوة "عين الحلوة" في طريق موكب تشييع عنصر "فتح" محمد السعدي الذي اغتيل بدم بارد مساء الأحد، أراد أن يعوض بها عما كان يهدف اليه او ينتظره او يتوقعه من تفاعلات أمنية لعملية الاغتيال.. فلم يصل الى هدفه هذه المرة ايضا، وأنقذ عين الحلوة ومعه صيدا مرة جديدة من مجزرة محققة كانت ستتسبب بها عبوة ناسفة.

ورغم ان بعض المصادر الفلسطينية، رجحت ان يكون مسؤولا فلسطينيا بعينه هو المستهدف وانه قد يكون العميد محمود عيسى - اللينو الذي أصيب أحد مرافقيه في الانفجار، الا ان وجود عدد من القيادات من كل التنوع الفلسطيني الوطني والاسلامي على السواء ضمن هذا الموكب لحظة وقوع الانفجار(من بينهم اللواء صبحي ابو عرب والعميد ماهرشبايطة من حركة فتح وابو الشريف عقل وابو محمد بلاطة وخالد السعدي من القوى الاسلامية) وضع الجميع في دائرة استهدافاتها، لكن رد المخيم على هذه الرسالة الأمنية المتفجرة كان مزيدا من التماسك وعدم الانجرار الى ردات فعل تجره الى أتون فتنة يراد له الوقع فيها بأي طريقة.

وتساءلت أوساط فلسطينية مطلعة عما اذا كان من قبيل الصدفة تزامن الأحداث الأمنية المتلاحقة في مخيم عين الحلوة مع حملة غير مسبوقة على المخيم من قبل بعض وسائل الاعلام من خلال تسليط الضوء عليه وتضخيم المعلومات عن وجود مجموعات متشددة بداخله تستعد لتنفيذ عمليات أمنية في الداخل اللبناني! اذاً، نجا مخيم عين الحلوة من قطوع أمني آخر كاد هذه المرة ان يتسبب بكارثة وان يفتح جرحا متفجرا جديدا في خاصرة صيدا ومن خلالها لبنان. وفي التفاصيل ان عبوة ناسفة انفجرت قرب مدحل مقبرة درب السيم جنوبي المخيم لحظة مرور موكب تشييع العنصر الفتحاوي محمد السعدي، ما تسبب في إصابة الفلسطيني صالح ديب أحد مرافقي العميد اللينو وفتى في الرابعة عشرة من عمره يدعى ابراهيم سرحان بترت إحدى ساقيه وأفيد ان حالته حرجة وكانت تضاربت المعلومات في البداية حول ما اذا كانت له علاقة بوضع العبوة، فتردد للوهلة الأولى انها انفجرت به أثناء وضعه لها، لكن تبين لاحقا انه كان يمر هناك صدفة في طريقه لإستبدال قارورة غاز صغيرة، وتعثر بالعبوة فانفجرت بعدما تجاوزها بخطوتين او أقل.

شبايطة

وقال امين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، الذي كان مشاركا في التشييع، لـ"المستقبل": "ان ما أنقذ موكب التشييع من الانفجار هو ان الموكب انقسم الى قسمين بعدما سمع صوت اطلاق نار قبيل انفجار العبوة بثوان قليلة، فمر القسم الأول من الموكب وكان في عداده العميد اللينو ومرافقوه، فيما تريث القسم الآخر من الموكب في التقدم لحين استطلاع مصدر الرصاص وسببه، فوقع الانفجار في المساحة الفاصلة بين الموكبين. وأوقع الانفجار ايضا ثلاث إصابات اخرى طفيفة لم تستدع نقلها الى المستشفى. كما ألحق اضرارا بسيارة كانت متوقفة في المكان تعود لأحد المشاركين في التشييع.

ونقل الجريحان الى مركز لبيب الطبي في صيدا. فيما شهد مخيم عين الحلوة على اثر الانفجار حالة من الاستنفار القصوى في صفوف عناصر ومراكز حركة فتح، وتأثرت الحركة في شوارعه وسط مخاوف من تدهور الوضع الأمني في المخيم على خلفية هذا الانفجار. ونشطت الاتصالات على اكثر من مستوى وصعيد من اجل لجم التوتر.

عثمان

ودان مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في صيدا فؤاد عثمان الانفجار، داعيا كافه القوى السياسية الفلسطينية "الى وضع خارطة تفاهم جديدة تعيد النظر في الوضع الأمني في المخيم لما له من انعكاسات سلبية على شعبنا وقضيته وحياته الاقتصادية والاجتماعية"، معتبرا ان "الخروج من هذا النفق المظلم يتطلب موقفا جديا من الجميع قبل فوات الاوان".

وكان الفلسطيني ابراهيم عبد الغني الذي اصيب في اطلاق نار أعقب اغتيال العنصر الفتحاوي محمد السعدي مساء الأحد قد فارق الحياة متأثرا بجراحه، علما ان القوة الأمنية الفلسطينية في عين الحلوة كانت أوقفت مطلق النار على عبد الغني وجرى تسليمه الى السلطات اللبنانية.

المصدر: رأفت نعيم - المستقبل