عين الحلوة: متى تتحول نكبة فلسطين.. الا مجرد ذكرى
الأربعاء، 16 أيار، 2012
يكفكف الحاج علي عبد الرحمن ابو شقرا دموعه على مضض، ففي قلبه غصة وعلى جسده تستقر جروح النكبة آهات، يقف متأملا صورة حفيده الشهيد عماد ابو شقرا الذي سقط في مواجهات مارون الراس العام الماضي حين خرج الاف اللاجئين لاحياء الذكرى على الحدود اللبنانية، المكان الاقرب الى الارض الاحب: فلسطين ولكنه عاد مستشهدا. يقول ابو شقرا النكبة تحولت الى نكبات متلاحقة، منذ احتلال فلسطين عام 1948 بالخيانة، والشعب الفلسطيني يعيش مرارة اللجوء وعذابات التشريد، ولا احد يسأل، العام الماضي سقط حفيدي عماد على الشريط الشائك عند فلسطين ليغسل بدمائه العار، لعل الربيع العربي يزهر قريبا تحريرا لفلسطين وعودة، قبل ان يضيف متأففا "اليوم منعنا من التوجه مجددا الى الحدود وها نحن نعتصم في عين الحلوة لنرفع الصوت عاليا ونقول ما أخذ بالقوة لا يستردالا بالقوة".
في عين الحلوة حيث عاصمة الشتات الفلسطيني والقرار السياسي، يحرص اللاجئون على احياء ذكرى النكبة كل عام، يوجهون رسالة الى العالم مؤداها "اننا متمسكون بحق العودة ورفض التوطين"، وتقول الحاجة ام محمد سلامة لن ننسى فلسطين ابدا.. سنبقى نزرع حبها في الاحفاد جيلا بعد الاجيال، لقد هزمنا مقولة غولدمائير "الكبار يموتون والصغار ينسون، حب فلسطين هو حليب الاطفال نرضعه اياه منذ الصغر ولن نتراجع".
حياة الناس في المخيم اليوم على غير العادة، اذ اقفلت مدارس "الاونروا" ابوابها، وحرص كثير من الطلاب على المشاركة في الاعتصام الذي نظمته القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية عند مدخل المخيم الفوقاني، نصبت الخيام كتعبير عن اللجوء، رفعت الاعلام الفلسطينية واللبنانية وقفت في المقدمة مجموعة من الاطفال وقد عصبت عيونها وكبلت ايديها تضامنا مع الاسرى، والى جانبهم حمل الطفلان محمد وفاطمة متاع اللجوء ومفتاح العودة الخشبي.
واكدت الناشطة تغريد الصديق وهي ترفع مفتاحا عملاقا يرمز الى العودة وقد كتب عليه "عائدون" ان حق العودة مقدس ولا تنازل او تراجع عنه، لا يزول لا بتقادم الزمن ولا بالبعد الجغرافي، نحن نرى فلسطين كل يوم في عيوننا اينما كنا في هذا العالم وسنرجع اليها يوما.
اننا عائدون
ويقول امين سر اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في منطقة صيدا ـ اشد عاصف موسى ان امنيتنا كانت ان نحي الذكرى على الحدود كما حال العام الماضي ولكن اوضاع لبنان المتوترة حالت دون ذلك وعلةكل الاحوال، اينما كنا رسالتنا في هذا اليوم اننا عائدون".
واوضح قائد قوات الامن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب اننا لن ننسى فلسطين ابدا، فالاسرى الذين يصنعون الانتصار ويتحدون ارادة الاحتلال والجلاد, والشعب الذي يقاوم للتحرير والعودة.. حتما سينتصر سنعود ولو بعد حين، بينما اكد الناطق الرسمي باسم عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو شريف عقل "ان ربيع فلسطين سيزهر انتصارا وستبقى بوصلتنا نحو ارض الجهاد والرباط لن نحييد عنها ابدا مهما اسشتدت الفتن والمؤامرات هدفناتحرير الارض وغايتنا العودة".
في الاعتصام اتفقت كلمات ممثلي حركتي "فتح" و"حماس" على اهمية الوحدة لانها الاساس لصنع الانتصار ووأد مشاريع الفتنة، بينما اكد المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود، الحاج عطا الله حمود باسم حزب الله، عبد الله الدنان باسم منظمة التحرير الفلسطينية، عبد مقدح باسم تحالف القوى الفلسطيني، الشيخ جمال خطاب باسم القوى الاسلامية والشيخ غسان حميد باسم انصار الله على اهمية صون امن المخيمات واستقرارها ريثما تتم العودة.
كما نظمت جبهة التحرير الفلسطينية لقاء في الذكرى في مركز سعيد اليوسف تحدث فيه مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الاسلامي شكيب العينا عضو المكتب السياسي للجبهة عضو المجلس الوطني الفلسطين يصلاح اليوسف فاملا ان تتحول لنكبة الا مجرد ذكرى بعد تحرير الارض والعودة.
المصدر: البلد | محمد دهشة