أوساط
فلسطينية: المشنوق وضع الأصبع على الجرح
«عين الحلوة»..
من يحاول اغتيال المبادرة؟

الأربعاء، 23
نيسان، 2014
لم يكد مخيم
عين الحلوة يجتاز قطوع جريمة اغتيال مسؤول جمعية المشاريع الشيخ عرسان سليمان
بهدوء ساهم في توفيره تعاطي كافة القوى الفلسطينية، ومعها المشاريع، بمسؤولية
عالية لقطع الطريق على محاولات تفجير الوضع الأمني في المخيم، حتى دخل عين الحلوة
دائرة قطوع أمني جديد تمثل باغتيال الفلسطيني علي نضال خليل، قريب احد المسؤولين
الإسلاميين البارزين، اسامة الشهابي، في حادث هو الثاني من نوعه في المخيم في غضون
اسبوعين.
وفي التفاصيل،
أن خليل تعرض قرابة الثانية من فجر الاثنين، لاطلاق نار من قبل مسلح مجهول في حي
الصفصاف في المخيم، ونقل في حال الخطر الى مستشفى الاقصى في المخيم ومنه الى مركز
لبيب الطبي حيث ما لبث ان فارق الحياة. وسادت حال من التوتر منطقة الصفصاف وبعض
احياء المخيم تخلله اطلاق نار كثيف. وقد نشطت الاتصالات والمساعي على صعيد القوى
الفلسطينية لاحتواء تداعيات هذا الحادث الأمني ونزع فتيل التوتر. واثمرت هذه
الاتصالات اتفاقاً على تشييع جثمان خليل بعد صلاة عصر الاثنين في مقبرة صيدا
الجديدة في سيروب.
ترابط بين
اغتيالين
والمفارقة ان
خليل هو احد الفارين الستة الذين اصدر قاضي التحقيق العسكري قبل أيام قراراً
اتهامياً طلب فيه الإعدام لهم، بجرم تشكيل عصابة مسلحة والقيام بأعمال ارهابية
وحيازة أسلحة ومتفجرات. بينما كان اللافت في ردة الفعل على هذه الجريمة انها جاءت
مشابهة لردة الفعل على اغتيال سليمان من حيث عدم تفاعلها أمنياً، فحافظ المخيم على
هدوئه مشوباً ببعض التوتر والحذر وساهم في تبريد الأجواء مسارعة المعنيين في
المخيم الى إقناع عائلة المغدور وقريبه الشهابي بدفن جثمانه في اليوم نفسه خارج
المخيم.
تجدد عمليات
الاغتيال في عين الحلوة، بحسب مصادر فلسطينية، يضع من جديد المبادرة الفلسطينية
امام امتحان التطبيق ان لم يزد في صعوبته خاصة وان الجرائم والاحداث التي سجلت
مؤخراً احيلت على لجان تحقيق تعمل ببطء كون القضايا التي تقاربها حساسة ودقيقة.
وفي هذا السياق، رأت المصادر ان لجنة التحقيق التي شكلت على اثر جريمة اغتيال
سليمان توصلت الى خيوط تقود الى تورط اشخاص يقيمون في منطقة خاضعة لنفوذ بعض القوى
الاسلامية وانه عندما طرحت هذه الاسماء مع هذه القوى، طلبت الأخيرة تقديم ادلة
دامغة على تورط اي من اصحاب هذه الأسماء مبدية استعدادها الكامل للتعاون ولو اقتضى
الامر ان تأخذ المبادرة بنفسها بتوقيف وتسليم من يثبت تورطه. لكن المفاجأة بحسب
المصادر نفسها ان علي نضال خليل كان من بين الاسماء التي طرحت، ما قد يعزز فرضية
الترابط بين الاغتيالين.
محاولة اغتيال
المبادرة
وتخوفت اوساط
فلسطينية من ان يكون المخيم مقبلاً على جولة جديدة من الاغتيالات في اكثر من
اتجاه، معتبرة انه بات من الواضح ان الهدف أولاً اغتيال المبادرة الفلسطينية
الموحدة، وثانياً ضرب نسيج المخيم بعضه ببعض لتفجير الوضع فيه. وان هذا الأمر تضعه
مختلف القوى الفلسطينية بالحسبان. لذلك تعاطى بهدوء وحكمة مع كل حدث امني يستجد
بالمسارعة الى احتواء تداعياته واتخاذ خطوات سريعة تساهم في تبريد الاجواء وتخفيف
التوتر.
وتستنتج
الاوساط نفسها ان هناك قراراً ضمنياً لدى كافة القوى الفلسطينية بعدم السماح
بانفلات الوضع الامني في المخيم لأسباب عدة، منها: ان اي تفجير امني واسع لن يكون
فيه رابح وانما سيحمل الخراب والمآسي على المخيم ككل، وان هناك فرصة ذهبية لدى
الفلسطينيين في لبنان تتمثل بالمبادرة الموحدة التي تم التوصل اليها مع السلطات
اللبنانية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان وترتيب العلاقة الفلسطينية اللبنانية
من خلال اول مقاربة شاملة للوجود الفلسطيني بمختلف جوانبه الامنية والانسانية
والاجتماعية ومعالجة ما يمكن معالجته من ملفات عالقة لا سيما في موضوع المطلوبين.
لكن - تساءلت الأوساط - الى اي مدى يمكن ابقاء الوضع مضبوطاً او بمعنى ادق ممسوكاً
في عين الحلوة ؟
الأصبع على
الجرح
وتوقفت الأوساط
نفسها عند كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق من صيدا عن السلاح الفلسطيني فرأت ان
الوزير المشنوق وضع الأصبع على الجرح، لأن السلاح في المخيمات تحول الى مشكلة
للفلسطينيين أنفسهم قبل أن يكون مشكلة لغيرهم. وبالتالي فان هذا الأمر يستحق مقاربة
جدية وواقعية فلسطينية - لبنانية لهذا السلاح تأخذ في الاعتبار قبل كل شيء مصلحة
الشعبين وحق العودة. لكن هذه الأوساط اكدت في الوقت نفسه انه عند مقاربة الوجود
الفلسطيني لا بد من السير بموضوع الحقوق المدنية والانسانية للفلسطينيين بشكل مواز
مع الجانب الأمني، لأن المشكلة اساساً ليست امنية بل هي مشكلة اجتماعية وانسانية
لها ارتدادات امنية.
المصدر: رأفت
نعيم - المستقبل