عين الحلوة يتجاوز قطوع تشييع السعدي.. وتشكيل لجنتي تحقيق لكشف الفاعلين
الإثنين، 05 تشرين الثاني، 2012
تجاوز مخيم عين الحلوة قطوعا سياسيا وأمنيا.. ومر بسلام تشييع الكادر في قوات الامن الوطني الفلسطيني النقيب عماد السعدي الذي توفي متأثرا بجراحه بعدما كان يرقد في غرفة العناية الفائقة في مركز لبيب الطبي في صيدا اثر محاولة إغتياله على يد مجهول أطلق النار عليه في الشارع الفوقاني. سياسيا، رأت اوساط فلسطينية بارزة جريمة الاغتيال بانها محاولة لتوتير الوضع الامني في عين الحلوة بعد مرحلة من الهدوء والاستقرار وضرب الثقة التي بدأت تتزايد بين حركة "فتح" وتحديدا "قوات الأمن الوطني" و"القوى الاسلامية" وصولا الى ايقاع الفتنة، ورد مباشر على اللقاء الاخير الذي عقد بين الطرفين حيث جرى خلاله التأكيد على الحفاظ على أمن المخيم والجوار اللبناني وعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وأبعد من ذلك محاولة "توريط" الاسلاميين بعد الانفتاح اللافت على "حزب الله" والنجاح في بناء قواسم مشترك تشكل ضمانة في منع اي فتنة مذهبية في ظل الواقع السياسي المشحون لبنانيا، والاهم محاولة ان يبقى المخيم "بؤرة" امنية قابل للانفجار في اي لحظة.
ميدانيا، رصدت "صدى البلد" أربع تطورات في قضية اغتيال السعدي اولها عودة عضو قيادة الامن الوطني الفلسطيني قائد الكفاح المسلح الفلسطيني السابق العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" الى لبنان بعدما غادره في اجازة، حيث ذكرت مصادر مقربة منه ان قطع الاجازة وعاد لمتابعة الوضع الميداني على اعتبار ان السعدي احد المقربين منه، ثانيها تشكيل "لجنة تحقيق" من "لجنة المتابعة الفلسطينية" مؤلفة من أمين سر حركة "فتح" في عين الحلوة العميد ماهر شبايطة، وابو توفيق (منظمة التحرير الفلسطينية)، الشيخ طه شريدي (القوى الاسلامية)، عمار حوران (تحالف القوى الفلسطيني) وابراهيم الجشي (انصار الله) وباشرت الاستماع الى افادة شهود عيان بعد التدقيق في جميع اشرطة كاميرات المراقبة في منطقتي الجريمة والطوارىء، ثالثها تشكيل حركة "فتح" لجنة تحقيق داخلية برئاسة العميد شبايطة وتضم اليه المسؤولين "سعيد علاء الدين ومناور أبو توفيق" وبدأت بتحقيقات أمنية والاستماع الى شهود عيان كانوا يتواجدون في المنطقة لحظة وقوع الجريمة وسط معلومات عن الاشتباه بأحد الاشخاص في عملية المراقبة، ورابعها مسارعة "القوى الاسلامية" الى تقديم واجب التعزية الى مسؤولي "فتح" وال السعدي وامتصاص اي ردة فعل غاضبة وسط تأكيد "أنها لن نسمح بأن يذهب دمه هدرا، ولا بد لمن قام بهذه الجريمة البشعة أن ينال العقاب".
تشييع حزين
فقد شيعت حركة "فتح" وعائلة السعدي المغدور عماد وسط حزن وحداد وذلك في موكب مهيب انطلق بعد صلاة عصر الاحد من مسجد الشيخ عمر الموعد "الجميزة" الى مثواة الاخير في مقبرة درب السيم بمشاركة ممثلي مختلف القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية، تقدمهم سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، امين سر حركة "فتح" وفصائل "المنظمة" في لبنان فتحي ابو العردات، قائد قوات الامن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب اللواء منير المقدح والعميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، امين سر حركة "فتح" و"المنظمة" في صيدا محمود العجري، امين سر حركة "فتح" في عين الحلوة العميد ماهر شبايطة وشخصيات.
وقد جاء اتفاق التشييع عقب اجتماع ليلي عقد في دارة مسؤول الوحدة الخاصة في حركة فتح في عين الحلوة وشقيق المغدور فادي السعدي وجمع كل من قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب والعميد محمود عيسى الملقب "اللينو" وعائلة الشهيد عماد السعدي حيث تداول المشاركون في معطيات عملية الاغتيال التي تعرض لها عماد والأدله المتوفرة حول الجناة وأجمعوا على ضرورة سوق هؤلاء الى العدالة لمحاسبتهم على الجريمة التي اقترفوه.
واكد المجتمعون حرصهم على أمن ولإستقرار مخيم عين الحلوة، مطالبين جميع القوى الوطنية والاسلامية في المخيم بأخذ دورهم في الضرب بيد من حديد على يد كل مخل بالامن وعلى من تسول له نفسه القيام باي جريمة قتل او اغتيال في المخيم، منوهين بمواقف كافة القوى الوطنية والاسلامية والفعاليات التي ادانت هذه الجريمة النكراء .
تعازي اسلامية
وكان وفد من القوى الإسلامية ضم أمين سرها أمير الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، القيادي في عصبة الأنصار الإسلامية الشيخ أبو طارق السعدي، مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا، المسؤول الإعلامي في حركة "حماس" الحاج خالد زعيتر وممثل القوى الإسلامية في "لجنة المتابعة الفلسطينية" أبو محمد بلاطة قد زار منزل شقيق المغدور فادي السعدي وقدم واجب العزاء إلى أفراد العائلة وإلى قيادة "فتح" وعلى رأسهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب الذي كان يواسي العائلة بدوره حيث عقد لقاء جانبي ضم ايضا والد الشهيد وشقيقه فادي ومحمد السعدي (أبو علاء) بالإضافة إلى الكادرين في الامن الوطني العقيد عبد السبربري (أبو شادي) والعقيد محمود العرموشي حيث جرى البحث في كيفية التعاون والتنسيق من أجل كشف الجناة.
واكد الشيخ خطاب أن استهداف عماد هو استهداف لأمن المخيم واستهداف لنا جميعا، قائلا "أننا لن نسمح بأن يذهب دمه هدراً ودون عقاب، ولا بد لمن قام بهذه الجريمة البشعة بأن ينال العقاب"، واضعاً كافة إمكانات القوى الإسلامية من أجل كشف الحقيقة ومعرفة المجرم الذي اقترفها والجهة التي تقف خلفه.
بينما شدد الشيخ أبو طارق السعدي على كشف المجرم مهما كلف الأمر من جهد، قائلا "نحن بدورنا نعمل بكل جد للوصول إلى الحقيقة"، مؤكداً "أن إمكانات القوى الإسلامية وكذلك إمكانات عصبة الأنصار تم تسخيرها من أجل معرف المجرم والجهة التي تقف وراءه".
بدوره اللواء أبو عرب طالب القوى الإسلامية بضرورة التعاون والمساعدة في كشف ملابسات عملية الإغتيال الجبانة، قائلا إن حركة فتح لن تنجر إلى المخطط الذي رسمه من يريد إشعال الفتنة في المخيم"، واصفاً إياهم بأعداء المخيم وأعداء الشعب الفلسطيني"، مضيفا "هذا لا يعني أننا سوف نتنازل عن حقنا في محاسبة من قام بالجريمة دون المس بأمن المخيم واستهداف استقراره".
وأكد أبو علاء السعدي باسم آل السعدي على ضرورة مشاركة القوى الإسلامية بالتحقيقات الجارية لما لها من خبرات في هذا المجال، وكذلك الإستعانة بكاميرات المراقبة لدى عصبة الأنصار الموجودة على مقربة من مسرح الجريمة وهذا ما أكدت عليه القوى الإسلامية بأنها تقوم به منذ اليوم الأول لحصول عملية الإغتيال.
المصدر: البلد