هل أنقذ العام
الدراسي المخيم.. وما خطة «الأونروا» البديلة؟
«عين الحلوة»
يزيل المتاريس ودعوة النازحين للعودة

السبت، 29 آب، 2015
يوم آخر من الهدوء شهده
مخيم عين الحلوة على وقع ارتفاع منسوب التهدئة لتشمل معظم احيائه، فاقتصر الخرق الأمني
على إلقاء قنبلتين يدويتين فجر الجمعة في الشارع الفوقاني من دون تسجيل وقوع اصابات.
في هذا الوقت، توزع الاهتمام
الفلسطيني على مستويين:
ميداني، وتمثل في البدء
بازالة الدشم والمتاريس التي استخدمت ابان المعارك الأخيرة من بعض محاور القتال التي
تحولت الى خطوط تماس، وتمهيدا لإعادة الحياة في المخيم الى طبيعتها خاصة مع قرب بدء
العام الدراسي في مدارس الأونروا.
وسياسي شعبي، من خلال استمرار
اللقاءات بين مكونات المخيم الفصائلية والاسلامية والمدنية، بهدف انشاء ما يشبه نواة
لشبكة أمان تحول دون تكرار ما شهده المخيم سواء من اشتباكات ومعارك واحداث كبيرة او
حتى ما يشهده عادة من اشكالات امنية وحوادث اطلاق نار والقاء قنابل . وترتكز شبكة الأمان
في جزء منها على دور طلبت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا من لجان الأحياء والقواطع
القيام به عند اي حادثة اطلاق نار او اشكال فردي في اي من احياء المخيم ، بمنع تفاعله
وذلك عن طريق الابلاغ عن الشخص المفتعل للحادث وعدم ايوائه او حمايته ، بل والعمل على
طرده من الحي اذا امكن .
وعلم في هذا الاطار ان رئيس
الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب كان صارح وفدا من اللجان الأهلية ومؤسسات
المجتمع المدني التقى ممثلي اللجنة الأمنية العليا بضرورة العمل على عزل ولفظ اي شخص
يطلق النار ويختبئ في اي من الأحياء وان مسؤولية هذا الحي في هكذا حالة ان يعتبر هذا
الشخص مشبوها وعدم التستر او السكوت عليه. وقال لهم : «بسبب هذا التستر وهذا السكوت
للأسف وصلت الأمور الى اننا تصادمنا مع بعضنا البعض واطلقنا النار على بعضنا البعض
(في اشارة الى ما حصل بين فتح وعصبة الأنصار ابان الاشتباكات الأخيرة)». واضاف: «هذا
السلاح ليس موجودا ليقتل شعبنا وانما ليحمينا، واذا كان السلاح معنا ليقتلنا فلا نريد
سلاحا ولا نريد عسكراً».
من جهة ثانية، علمت المستقبل
ان القوى الاسلامية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة تبلغت رسالة شفهية من مسؤول امني
لبناني كبير بضرورة العمل على تهدئة الأمور في عين الحلوة لأن وضع لبنان لا يحتمل خاصة
في ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة التي يمر بها سواء على الصعيد الداخلي او على صعيد
تأثره سلبا بتطورات المنطقة من حوله . وعلم ان هذه الرسالة نقلها مسؤول لأحد التنظميات
الاسلامية في المخيم اثر مشاركته في اجتماع مركزي هام عقد في بيروت مؤخرا وخصص للتداول
بالوضع في المخيم.
العام الدراسي
ينقذ المخيم !
وافيد ان احد اهم اسباب
الحرص على تثبيت التهدئة في عين الحلوة هو بدء العام الدراسي في مدارس الأونروا الأسبوع
المقبل اذ كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ان الوكالة ابلغت قيادات فلسطينية عليا انه في
حال لم يستتب الوضع في عين الحلوة فإن الوكالة لن تفتتح العام الدراسي في مدارسها في
المخيم حرصا على سلامة وامن طلابها واساتذتها وموظفيها. كما ان استمرار الوضع على هذه
الحال من التوتر سيبقي مؤسسات الوكالة الصحية والانسانية مغلقة حتى اشعار آخر.
وبحسب اوساط فلسطينية معنية
بهذا الملف، فإن سبب هذا التحذير هو تبلغ الوكالة باستمرار تواجد مسلحين من بعض الأطراف
الفلسطينية في عدد من مدارس الوكالة ومكاتب الشؤون التابعة لها التي كانت ساحة حرب
داخل المخيم ابان الاشتباكات الأخيرة، علما ان العام الدراسي في مدارس المخيم يبدأ
في 3 ايلول المقبل ببدء دوام المعلمين والموظفين، وفي 8 منه ببدء الدراسة للطلاب.
وتضيف هذه الأوساط ان وكالة
الأونروا كانت اعدت خطة بديلة لتأمين انطلاقة العام الدراسي لطلاب المخيم فيما لو بقي
الوضع الأمني على حاله من التوتر وبقيت المدارس مشغولة من قبل المسلحين، وتقضي هذه
الخطة بالاستعانة بمدارس الوكالة في مدينة صيدا ولا سيما مدارس نابلس ورفيديا والشهداء
واعتماد نظام الدوام المسائي فيها لطلاب المخيم، على ان يبقى الدوام النهاري للطلاب
الفلسطينيين المقيمين في صيدا، لكن بحسب مصادر مطلعة، فان هذه الخطة اعتبرت بمثابة
تكريس لاستمرار الوضع المتوتر في المخيم وواقع النزوح الناجم عنه، وان القوى الفلسطينية
ارادت بتأكيدها عمليا تثبيت وقف اطلاق النار والبدء بسحب المسلحين وازالة الدشم نزع
اية مبررات لدى الأونروا لتغيير خطة بدء العام الدراسي او للتخلي عن مسؤولياتها تجاه
الشعب الفلسطيني في المخيم.
وكان المخيم شهد الجمعة
حركة خجولة مع فتح بعض المحال التجارية لأبوابها ومباشرة فرق الصيانة انجاز اصلاح اعطال
شبكتي المياه والكهرباء. وجرى عصرا إزالة المتاريس والدشم التي استخدمت ابان الاشتباكات
الأخيرة وذلك بعد اجتماع عقد في مقر القوة الامنية في المخيم وبهدف إزالة كل اسباب
التوتر فيه. ووجه المجتمعون نداء الى جميع النازحين بضرورة العودة بشكل كلي إلى منازلهم
في المخيم.
المصدر: المستقبل