«عين الحلوة» يعيش على وقع القلق.. «عبوة
التشييع» فُجرِّت لاسلكياً.. واتصالات لتسليم شيخ

الخميس، 12 كانونالأول، 2013
يعيش «عين الحلوة» هذه الأيام على وقع
الاشتباكات والاغتيالات والحوادث الامنية التي تشهدها أزقة المخيم بين الحين
والآخر، وتطال ارتداداتها مدينة صيدا.
وتؤكد مصادر أمنية متابعة ان الوضع في
المخيم لم يعد يقتصر على اليوميات الامنية فقط، إنما تعداه الى الشائعات التي
تتحدث عن وجود خلايا نائمة متشددة تنتظر ساعة الصفر لعمل امني ما داخل المخيم او
خارجه.
واعربت المصادر عن خشيتها من نجاح
المؤامرة التي تهدف الى جر مخيم عين الحلوة الى اشتباكات داخلية على غرار ما حل
بمخيم نهر البارد، ولكن هذه المرة بنيران فلسطينية فلسطينية.
ويؤكد مصدر فلسطيني أن ما يحصل في المخيم
مقلق جداً، متوقفاً عند حادثة العبوة التي انفجرت قبل نحو عشرة ايام خلال مسيرة
تشييع احد كوادر «فتح» الذي سبق أن اغتيل.
وكشف المصدر ان التحقيقات الامنية التي
اجريت توصلت الى ان العبوة كانت من النوع المتطور جدا ومزروعة في الجدار المؤدي
الى المقبرة، وهي عبارة عن قذيفة «هاون 80» محشوة بالمواد المتفجرة لايقاع أكبر
عدد من الاصابات بين المشيعين. كما نفى أن يكون أي شخص قد نقلها، كما تردد سابقا،
مشيرا الى ان تفجيرها تم لاسلكيا، وهذا يحصل للمرة الاولى في المخيم.
ونبّه المصدر إلى أن إيقاف إحدى السيارات
بجانب الجدار في لحظة انفجار العبوة ادى الى حماية المسيرة والمخيم من مجزرة حتمية
لان وهج انفجارها وقوتها اصطدمت بالسيارة، بحيث ادت الى استشهاد الفتى ابراهيم
البيومي الذي توفي قبل يومين وشيع امس الاول في المخيم بموكب حاشد.
وحذرت المصادر من انه «إذا وقعت فتنة
الاشتباكات في المخيم فان وضع صيدا لن يكون في مأمن نظرا للتداخل السكاني
والجغرافي ما بين المدينة والمخيم».
الى ذلك، برزت في الساعات الماضية
محاولات حثيثة كي يقوم الشيخ ب. ح.، المقيم في مخيم عين الحلوة، بتسليم نفسه الى
مخابرات الجيش اللبناني، بعد ان بينت التحقيقات في تفجير السفارة الإيرانية وجود
علاقة ما واتصالات بين الشيخ المطلوب والانتحاري الصيداوي.
وتشير مصادر متابعة الى ان اكثر من مسؤول
فلسطيني، اضافة الى والد الشيخ ب. ح. قد تدخلوا لاقناعه بتسليم نفسه كمتهم للإدلاء
بإفادته، حتى لا يصبح مطلوبا وهاربا من العدالة ولا يعود بمقدوره الخروج من المخيم
لا الى المسجد في جدرا (الشوف) ولا الى المدرسة الدينية التي يلقي فيها الدروس في
صيدا. كما ركزت الوساطات على إقناعه أنه في حال أثبتت التحقيقات عدم وجود اية
علاقة له بالأمر فانه سيفرج عنه لاحقا، خاصة أنه اكد لوالده ولكل من التقاه أنه
«غير متورط».
وكانت «انفجارات الفجر» قد عادت الى عين
الحلوة وباتت تسمع مع كل فجر تقريبا وتتركز في الشارع الفوقاني من المخيم، حيث
يعمد مجهولون الى القاء قنبلة يدوية في المخيم تقتصر أضرارها على الماديات، وهو ما
فسر على أنه سعي لاستمرار حالة القلق والتوتر في المخيم.
المصدر: محمد صالح - السفير