
الجمعة، 25 تموز، 2025
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت صباح اول
أمس الأربعاء اعتصامًا حاشدًا أمام السفارة المصرية، نفذه عشرات الشبان
الفلسطينيين من أبناء المخيمات وعدد من المواطنين اللبنانيين. جاء هذا التحرك
الغاضب احتجاجًا على استمرار إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح البري ومنع دخول
المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل تفاقم كارثة المجاعة التي تهدد حياة أكثر
من مليوني فلسطيني محاصرين.
ردد المعتصمون هتافات منددة بالموقف
المصري الرسمي، مستنكرين ما وصفوه بـ"تواطؤ" الرئيس عبد الفتاح السيسي
مع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. واعتبر المحتجون أن إغلاق المعبر في هذه
الظروف يمثل "جريمة مكتملة الأركان" تسهم في تعميق المجاعة وتفاقم
الإبادة الجماعية الجارية.
تصعيد وتداعيات الاحتجاج
شهد محيط السفارة استنفارًا أمنيًا
مكثفًا، خاصة بعد محاولة عدد من المحتجين التقدم باتجاه بوابة السفارة في خطوة
رمزية. إلا أن القوى الأمنية اللبنانية طوقت المكان بسرعة، مانعةً تطور التحرك إلى
مواجهات.
رفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب
بفتح معبر رفح فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والمواد الطبية والإغاثية
الضرورية إلى غزة. كما قاموا بإغلاق مداخل السفارة لبعض الوقت، محملين السلطات
المصرية "المسؤولية الكاملة عن كل طفل يموت جوعًا، وكل مريض يُمنع من تلقي
العلاج". دعا منظمو الاعتصام إلى تصعيد التحرك الشعبي، واقترحوا نصب خيام
أمام السفارة تمهيدًا لاعتصام مفتوح، بهدف الضغط على النظام المصري وكشف ما أسموه
"التواطؤ الرسمي العربي في استمرار الحصار".
يأتي هذا الاعتصام في ظل تصاعد
"مجزرة الجوع" التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، وسط تقارير موثقة تؤكد
وفاة أكثر من ألف فلسطيني في غزة بسبب الجوع، نتيجة الإغلاق الكامل للمعابر ومنع
إدخال الغذاء والدواء، رغم المناشدات الإنسانية المتواصلة من مؤسسات دولية
وحقوقية.