«فتح» بين معادلة قرارين: ملاحقة القتلة في عين الحلوة
والحرص على أمنه والجوار

الأربعاء، 12 آب، 2015
فرضت الاحداث الأمنية المتسارعة
في عين الحلوة، على ضوء جريمة إغتيال قائد كتيبة "شهداء شاتيلا" العميد طلال
بلاونة (الاردني)، زيارة طارئة لعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف
على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الاحمد الى لبنان، يرافقه القائد العام للأمن
الوطني الفلسطيني اللواء نضال ابو دخان، لمتابعة التطورات على المستويين السياسي والعسكري
بغية وضع خطة لكيفية التعامل معها على قاعدة عدم اضعاف حركة "فتح" عبر المزيد
من استهدافها وفي الوقت نفسه عدم الانجرار الى اقتتال داخلي يفجر المخيم ويعيد خلط
الاوراق في ظل ما يجري في لبنان والمنطقة وصولا الى شطب قضية اللاجئين وحق العودة.
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر
فلسطينية لـ"النشرة" أنّ الأحمد يحمل في جعبته ثلاثة ملفات أساسية يناقشها
مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء، أولها التطورات في فلسطين على ضوء
التصعيد الاسرائيلي، ثانيها "الأونروا" وتقليص خدماتها ومحاولاتها بتأجيل
إفتتاح العام الدراسي وتهديد الالاف من الطلبة الفلسطينيين ومستقبلهم، وثالثها الأوضاع
الأمنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان وخاصة مخيم عين الحلوة والمحاولات الجارية
لتفجير أوضاعها الأمنية، وآخرها إغتيال الاردني والتأكيد على الأمن والإستقرار في المخيمات
وعدم إستغلالها لتهديد الأمن اللبناني وصولا الى ملاحقة القتلة ومثيري الفتن والفوضى.
الأحمد الذي حفل جدول أعماله
بلقاءات لبنانية وفلسطينية، أبرزها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور السفير الفلسطيني
اشرف دبور، عكف على ترتيب البيت الفتحاوي، فعقد اجتماعين سياسي وعسكري، الاول مع اعضاء
قيادة الساحة في حركة "فتح" بحضور امين السر فتحي ابو العردات، والثاني لاعضاء
القيادة العليا وقادة الكتائب العسكرية للامن الوطني الفلسطيني في كل المخيمات والمناطق،
بحضور "قائد الامن الوطني" في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ونائبه مسؤول
"القوة الامنية المشتركة" في لبنان اللواء منير المقدح.
وذكرت المصادر ان
"فتح" ليست بصدد إتخاذ قرار بعمل عسكري ما، لكنها في الوقت نفسه لن تسمح
بمرور جريمة اغتيال الاردني مرور الكرام، وهي تتأرجح بين معادلة قرارين: ملاحقة القتلة
في عين الحلوة والحرص على أمنه والجوار دون اي تفجير كبير، خاصة وان لديها قناعة بان
ما يجري يهدف الى تدمير المخيم على غرار "نهر البارد" في شمال لبنان واليرموك
في سوريا، وبالتالي التهجير وشطب عنوان اللجوء وحق العودة، وهي تمد يدها للقوى والفصائل
الوطينة والاسلامية الفلسطينية لاستكمال التحقيقات وكشف الجناة وتسليمهم الى القضاء
اللبناني، وقد أبلغ الاحمد هذا الموقف الى ممثلي القوى والفصائل الفلسطينية التي التقاها
في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، داعيًا الجميع الى تحمل المسؤولية في هذه المرحلة
الدقيقة ورفع الغطاء عن اي مسيء، كما التقى أعضاء قيادة إقليم حركة "فتح".
مقابل الحركة السياسية،
خطت "فتح" اولى الخطوات في اعادة هيكلتها العسكرية، حيث اصدر اللواء ابو
عرب، قرارين الاول قضى بتعيين العميد ابو اشرف العرموشي، قائدا للامن الوطني في منطقة
صيدا، اضافة الى منصبه كقائد لكتيبة "ابو حسن سلامة" التي تتولى مهمة حفظ
الامن عند المدخل التحتاني لمخيم عين الحلوة لجهة التعمير، والثاني تعيين العميد احمد
النصر قائدا لكتيبة "شهداء شاتيلا" خلفا للعميد بلاونة وهي تتمركز في منطقة
جبل الحليب الكنايات لجهة درب السيم.
وبين السياسي والعسكري،
ثمة من يغمز من قناة انفتاح "فتحاوي" بحذر على العميد محمود عبد الحميد عيسى
اللينو" على قاعدة "التقاء المصالح وليس المصالحة"، امتدادا الى الخلاف
القائم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" وعضو اللجنة المركزية
لحركة "فتح" المفصول العميد محمد دحلان، وهو التقاء الضرورة في مواجهة
"المجموعات الاسلامية" المتشددة، لان الوقائع أثبتت ان كل طرف يبقى ضعيفا
في المواجهة اذا لم يتمّ التضامن أمام التكتل الذي أبرمه "الاسلاميون المتشددون"
تحت عنوان "الشباب المسلم" والاتفاق على "المناصرة" فيما بينهم،
ما يجعل من أي اشكال قابلا للاشتعال ويؤدّي الى إشتباك في أي لحظة وفي كل المناطق التي
بدت محاور وخطوط تماس حتى إشعار آخر.
ووسط كل هذا تبقى قرارات
وكالة "الاونروا" بتقليص خدماتها هاجسًا يؤرق المسؤولين وابناء الشعب الفلسطيني
الذي اتخذ قرار إستمرار الإعتصامات والتحركات الشعبية، وتصعيدها على كافة المستويات
وفي كل المخيمات، مع التأكيد على الحرص الشديد على مؤسسة الأونروا والتمسك بها باعتبارها
الشاهد الحي على الجريمة التي ارتكبها الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وأن الإعتصامات
وكل اشكال الإحتجاج التي ستنفذ أمام مقراتها ومنشآتها ستكون سليمة بهدف رفع الصوت بوجه
المجتمع الدولي للإستمرار في تقديم الدعم المالي لها لتتمكن من القيام بمسؤولياتها
وواجباتها في رعاية اللاجئين الفلسطينيين ريثما تتحقق عودتهم إلى أرضهم التي طردوا
منها في العام 1948.
المصدر: النشرة