"فتح"
تتّجه لتجميد مهام "اللينو" ومساعٍ لبنانية لمنع
انعكاس الأزمة على المخيمات

السبت، 28 أيلول، 2013
تتجه قيادة حركة "فتح"
الى تجميد مهمات القيادي في الحركة العميد محمود عبد الحميد عيسى
"اللينو" الذي يتولى حالياً مهمات قيادة قوات القسطل، احدى القوات
العسكرية في فتح، وذلك على خلفية تفاعلات البيان الذي اصدره "اللينو" مع
مجموعة من ضباط فتح قبل نحو اسبوع تحت عنوان ما سمي بالحركة الاصلاحية داخل فتح
وتحدثوا فيه عما وصفوه فساداً في بعض مواقع فتح القيادية وسفارة فلسطين في لبنان،
مطالبين بكف يد من يشغل هذه المواقع.
وعلم في الاطار نفسه، ان قرارات
ستتخذ بحق ضباط آخرين في فتح على خلفية هذا البيان، خاصة بعدما ربطت اوساط
فلسطينية هذا البيان بعلاقة توطدت مؤخراً بين "اللينو" ومحمد دحلان
(قائد الأمن الوقائي السابق المفصول من حركة فتح ) ومسؤول المالية السابق المفصول
أيضاً ادوار كتورة، وطرحت حينها تساؤلات عما قام ويقوم به اللينو من عملية توزيع
لأموال في المخيمات على شكل مساعدات للنازحين الفلسطينيين مقدمة من مؤسسة اماراتية
تتولى مسؤوليتها عقيلة دحلان، جليلة، التي زارت المخيمات مراراً وجالت على نازحين
برفقة "اللينو".
قرار تجميد مهمات
"اللينو" والذي يتوقع ان يحمل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام
الأحمد توصية بشأنه الى القيادة الفلسطينية التي فوضته ملف الساحة الفلسطينية في
لبنان، يأتي بعد سلسلة اجتماعات ولقاءات واتصالات اجراها الأحمد منذ وصوله الى
لبنان قبل ثلاثة ايام لمعالجة الأزمة المستجدة داخل البيت الفتحاوي على اثر الحركة
الاعتراضية الاعلامية لضباط فتح وفي مقدمهم اللينو. وتوج الأحمد هذه اللقاءات
بجولة على فاعليات صيدا قبل مغادرته الى رام الله.
وقد بدا واضحاً من السقف المرتفع
اللهجة لكلام الأحمد وهو يجيب على اسئلة الصحافيين، ان الأمور مع اللينو بلغت نقطة
اللاعودة، وان اللاءات التي اطلقها الأحمد في تصريحاته التي اعقبت لقاءاته فاعليات
صيدا تعبيراً عن رفض اي كادر او قائد يغرد خارج سرب حركة فتح - على حد وصفه ستترجم
الى قرارات عملية، وفق ما اوحت اوساط مقربة من الأحمد بتجميد مهمات اللينو وبفصل
او تجميد ضباط آخرين من الحركة على خلفية ما جرى.
الا ان هذه الأجواء، قابلها على
المستويين الفلسطيني واللبناني، مخاوف من ان تؤدي اية قرارات غير مدروسة تتخذها
قيادة فتح بحق اللينو الى توتير امني في مخيم عين الحلوة وانطلاقاً منه الى باقي
المخيمات، وعبرها الى الساحة اللبنانية، ما جعل المساعي في هذا السياق تنشط لا
سيما لبنانياً على خط تطويق ذيول الأزمة الفتحاوية، والوصول بحسب مصادر فلسطينة
مطلعة الى معالجة هادئة لهذه الأزمة قطعاً للطريق على اية تداعيات على الوضع
الأمني في المخيمات سواء انطلاقاً من الساحة الفتحاوية، او من اية ثغرة في هذا
الجانب يمكن ان يستغلها طرف ثالث او طابور خامس لتوتير الوضع وتفجيره. وبالتالي
انعكاس كل ذلك على لبنان الذي يكفيه ما يعيشه من تداعيات ما يدور حوله من احداث
ولأن الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من الملفات التفجيرية.
وعلمت "المستقبل" ان
هذه الأجواء تبلغها الأحمد في لقاءاته في بيروت وصيدا، كما اللينو عبر اتصالات
اجريت معه من اكثر من جهة لبنانية وفلسطينية.
وافيد في هذا الاطار عن وساطة
قام بها مسؤول امني لبناني بتكليف من جهة سياسية عليا من اجل اجراء مصالحة بين
الأحمد واللينو. لكن تمسك كل منهما بموقفه لم يسهم في تحقيق هذا الأمر. وبناء عليه
فان الأحمد يصر على ان اي مشكلة داخل البيت الفتحاوي تعالج ضمن القنوات والأطر
التنظيمية، وليس بالاثارة الاعلامية وبكيل التهم والافتراءات والاهانات الشخصية
جزافاً، وبالتالي فان اللينو أخطأ في طريقة تعاطيه مع قيادته من خارج الأطر
التنظيمية، وان عليه ان يتراجع عن البيان الذي اصدره باسم الضباط المعترضين وبشكل
علني وفي مؤتمر صحافي، بينما يرفض الأخير ذلك ويصر على ضرورة فتح تحقيق داخلي في
المعلومات التي تضمنها البيان الذي اصدره مع ضابط آخرين، واذا تبين نتيجة التحقيق
انه اي اللينو على خطأ، فهو مستعد للمساءلة والمحاسبة، على حد ما ذكرت مصادر قريبة
منه.
لكن وحسب المصادر نفسها، فان
نقطة الافتراق بين الأحمد واللينو تمثلت في اشتراط الأخير اقصاء كل من سفير فلسطين
اشرف دبور وامين سر قيادة الساحة في حركة فتح فتحي ابو العردات عن منصبيهما والفصل
بين السفارة وقيادة الساحة، قبل الحديث عن أي أمر آخر ، وهو الأمر الذي رفضه الأحمد
جملة وتفصيلاً.
وفي سياق متصل يتوقع أن يستثنى
من القرارات الفتحاوية المرتقبة، امين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في منظمة
التحرير في لبنان وعضو قيادة اقليم لبنان أبو اياد شعلان الذي شارك في اجتماع عزام
الأحمد مع قيادة الاقليم في سفارة فلسطين وأكد التزامه قرار القيادة الفلسطينية
والفتحاوية، موضحاً موقفه من بيان الضباط الفتحاويين وخلفية ما اتهم به شعلان
وغيره من الضباط من انهم يتلقون أموالاً من محمد دحلان تحت عنوان مساعدات من مؤسسة
اماراتية للنازحين في المخيمات الفلسطينية، فاشار شعلان الى انه وبصفته مسؤولاً
للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان كان من الطبيعي أن يتواصل مع الجهات التي تقدم
مساعدات لإيصالها لمستحقيها، وانه أبلغ قيادة إقليم لبنان بهذا الأمر وحاز
موافقتها على قبول مثل هذه المساعدات.
المصدر: المستقبل