«فتح» تنسّق مع الجيش لوأد الفتنة وكشف مفتعليها
الجمعة، 22 حزيران، 2012
تصرّ حركة "فتح"، الفصيل الابرز في منظمة التحرير الفلسطينية، وقوى الفصائل الفلسطينية على رفض النتوءات والدفرسوارات" داخل مخيمات لبنان، بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها هذه المخيمات والتي ذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى.
وعلمت" المستقبل" ان قوى الامن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة "فتح" داخل المخيمات في لبنان، والتي حلت مكان "الكفاح المسلح" الفلسطيني، ستكثف من نشاطها الامني للسهر على امن المخيمات وتمنع اية فتنة قد تحصل، وتعالج الاسباب التي قد تكوّن ثغرات لإحداث هذه الفتن في لبنان.
وجاء التدبير بعدما تلقى المسؤولون الامنيون الفلسطينيون من الدوائر الفلسطينية المختصة في الداخل، الاوامر الصارمة بعدم السماح لأي كان داخل المخيمات بالعبث مع الجيش اللبناني، ومنع العابثين الذين يسعون إلى إشعال الفتنة التي ستنعكس وبالاً على المخيمات اولاً وأخيراً.
ويأتي الاتصال الذي أجراه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) برئيس الجمهورية ميشال سليمان ليؤكد اصرار القادة الفلسطينيين في الداخل والخارج على سحب اي فتيل يمكن ان يحول المخيمات الى بؤر أمنية قد تستغل في تفجير الوضع الداخلي اللبناني، معرباً عن "احترام الفلسطينيين والتزامهم القوانين اللبنانية وحرصهم على الامن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية في كل لبنان"، مبدياً استعداده "للمساعدة في مساعي التهدئة".
وتعمل حركة "فتح" بالتنسيق مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمعنيين والفعاليات اللبنانية لوضع حدّ لأي اقتتال قد يحصل "لأنه ليس من مصلحة اي فلسطيني او لبناني ان تحصل اية اشكالات، ويكفي المخيمات ما تعانيه من ازمات اجتماعية واقتصادية ومعيشية، يضاف اليها الوضع الامني، فهذا لا يحتمل حسب قول مصدر فلسطيني متابع".
ويقول أمين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير ابو عفش: "نحن في لبنان على الحياد الايجابي واذا استطعنا ان نكون جسراً للتفاهم بين القوى اللبنانية سنكون جاهزين، وبالنسبة إلينا ان الجيش اللبناني هو جيش وطني نتعامل معه على هذا الاساس وندين التعرض له، ولكن نتمنى على الجيش ان يعامل أهله وإخوته الفلسطينيين بحكمة وروية وبعدم استخدام الرصاص الحي لانه يسيء إلينا وإليه. من هنا لدينا موقف واضح في الفصائل الفلسطينية ان التهدئة يجب ان يُعمل عليها من كل الاطراف اللبنانية والفلسطينية والعربية".
بدوره، قال قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب في رسالة عبر "شبكة الاخبار الفلسطينية" لأبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات في لبنان: "أقول لأهلنا وشعبنا في جميع المخيمات الفلسطينية إن شاء الله ستبقى مخيماتنا آمنة ومستقرة وعصية على الفتنة وسنتجاوز كل المصائب لأنكم يا شعبنا العظيم تمتلكون درجة عالية من الوعي والقدرة على ضبط النفس وقد أثبتم ذلك بأن مصلحة المخيمات وأمنها فوق أي اعتبار". وكشف "عن اتصالات يومية بين القيادة الفلسطينية وقيادة الجيش اللبناني، وتم الاتفاق على لجنة تحقيق مشتركة لبنانية - فلسطينية لتظهر الحقيقة للجميع، وإننا وقيادة الجيش لن نسمح بأي تجاوزات تمس أمن لبنان وأمن المخيمات وأهلها".
وطمأن "أبناء شعبنا في كافة المخيمات، إلى أن قيادة الأمن الوطني وكافة القوى الفلسطينية تعمل ليلاً ونهاراً لوضع الحلول الجادة في حماية أمن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسلامتهم، ولن نسمح بأن تكون هناك أي فتنة بين الشعب الفلسطيني والإخوة في الجيش اللبناني وستبقى مخيماتنا كما كانت مثالاً للتنوع والاستقرار والمحبة للجميع لحين عودتنا إلى وطننا فلسطين".
ونوّه أبو عرب بأن "الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يتابع أحوال شعبنا في لبنان وقد أعطى تعليماته للقيادة في لبنان بمعالجة هذه الإشكالات الأخيرة لنزع فتيل الفتنة التي تحاك ضد المخيمات وأهلنا وهو على تواصل مستمر مع الأخوة في القيادة اللبنانية من أجل المصلحة العليا لشعبنا في لبنان".
المصدر: باسم سعد - المستقبل