القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«فتح»: لن نسمح بإلغائنا في عين الحلوة

«فتح»: لن نسمح بإلغائنا في عين الحلوة


الأربعاء، 24 حزيران، 2015

ما زالت تداعيات الاشتباكات الاخيرة في عين الحلوة تلقي بثقلها داخل المخيم وخارجه. وتؤكّد المعطيات السياسية والأمنية أنّ ما حصل كان أشبه بمناورة ميدانية بالذخيرة واللحم الحي من قبل القوى الاسلامية السلفية المتشددة للسيطرة على أيّة بقعة في المخيم وفرض أمرتها على الجميع، بمن فيهم «الحركة الإسلامية المجاهدة» و «عصبة الأنصار». في حين كان لافتاً للانتباه انخراط الجميع من سلفيين متشددين باطلاق النار الكثيف والاستخدام المفرط للنيران مع القذائف الصاروخية والرشاشات الخفيفة والمتوسطة للسيطرة على مركز «فتح» في الحي.

واذا كانت جولة الاشتباكات في عين الحلوة قد توقفت، فإن التداعيات السياسية لتلك المعركة لم تنته. فحتى اليوم، «لم تهضم» حركة «فتح» نتائج ما حصل، وأصدرت بياناً استخدمت فيه عبارة «لجوء البعض الى سياسة الحسم السياسي والامني وتحويلها الى مربعات امنية والهيمنة عليها، واغلاقها لتحويل المخيم الى جزر امنية متصارعة».

واكدت «فتح» أنّه «رغم شراسة الهجوم، ومن عدة محاور ومشاركة جهات اخرى في محاولة السيطرة والتخلص من وجود هذا المقر الفتحاوي، الا أن العدد المحدد منهم قاوموا الاعتداء وصدوا الهجوم رغم الضحايا التي سقطت».

واعتبرت أن «هدف الاطراف التي شنت الهجوم على مقر الحركة في طيطبا ـ البركسات تهدف إلى تنظيفه من وجود حركة فتح، وتحويله الى مربع خاص بتنظيم اسلامي معيّن»، واصفةً الأمر بأنّه «خطير جدا، ونحن نقرع ناقوس الخطر على مسمع الجميع، لأن هذه سياسة تدميرية ونحن في حركة فتح لن نسمح بتدمير وتكريس هذه السياسات التي تُعرِّض المخيم للخطر».

وبالأمس، انتقل ملف الوضعين السياسي والامني الفلسطيني من عين الحلوة الى صيدا بعد الصرخة الاستنكارية التي كان قد اطلقها أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد. حيث عقد، أمس، «اللقاء السياسي اللبناني الفلسطيني» اجتماعاً وصف بـ «الاستثنائي» في «مركز معروف سعد الثقافي» برئاسة سعد.

وأشارت مصادر المجتمعين إلى أنّ سعد عبّر عن استيائه مما جرى ويجري في المخيم و «ان هناك من اضاع الطريق واضاع البوصلة ويريد اخذ الجميع الى المجهول».

وقد أكّد المجتمعون، في البيان الصادر عنهم، أنّ «الاشتباكات التي جرت تستهدف الأمن والاستقرار داخل المخيم وجواره»، داعياً القوى السياسية الفلسطينية إلى تفعيل دورها الوطني والقوة الأمنية الفلسطينية داخل المخيم إلى تعزيز حضورها وتفعيل دور القوة الأمنية المشتركة ودعمها لاتخاذ إجراءات رادعة بحق أي شخص أو جهة تحاول العبث بأمن المخيم.

الى ذلك، أثيرت أمس تساؤلات عدة في عين الحلوة عن الاسباب التي تمنع انتشار «القوة الامنية المشتركة» في الحي حتى اليوم بغية طمأنة الاهالي ومنع اي توتير جديد، بالإضافة إلى غياب المبادرة من قبل الفصائل لإجراء مسح للاضرار بغية التعويض على المتضررين، فيما لا زالت آثار الاشتباك في حي طيطبا موجودة في الشارع الذي بقي مقفلا بالسيارات المحترقة والمتضررة جراء الاشتباك. علماً ان عشرات الشبان من الجمعيات الاهلية الفلسطينية قد تطوعوا ورفعوا ما استطاعوا نقله من الانقاض والركام وبقايا اثات المنازل التي احترقت.

المصدر: السفير