القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فرقة براعم الكوفية.. صاروخ فلسطيني آخر موجّه من بيروت

فرقة براعم الكوفية.. صاروخ فلسطيني آخر موجّه من بيروت


الثلاثاء، 02 تموز، 2013

من رحم المعاناة يولد الإبداع،ومن عمق المأساة يولد الامل، وعلى ايقاع الجرح الفلسطيني النازف منذ النكبة، خرج صوت فلسطيني من بيروت متشحاً بالكوفية وممتزج بآهات سنين طويلة من التشرد والعذاب،حاملا اسم فرقة الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني.

فرقة الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني، هي فرقة تستلهم التراث الفني الإنساني عموماً والتراث الشعبي الفلسطيني خصوصاً، لبناء أعمال فنية فلكلورية معاصرة تعبر عن مشاعر وأحاسيس مبدعيها وتساهم في إحداث التغيير في الإنسان والمجتمع.

ومنذ ولادتها، حرصت "الكوفية" على الجمع بين الأصالة والمعاصرة من خلال مزيج من الرقص المستوحى من الفلكلور الفلسطيني، فجاءت أعمال الفرقة معبرة عن روح التراث الشعبي وعن الثقافة الفلسطينية الحاضرة، على أن يحوي سجلّ الفرقة أنماط الرقص التراثي(الدبكة)، بالإضافة إلى أشكال متنوعة من الرقص، تعكس في تصميمها رؤية الفرقة الخاصة للرقص الفلسطيني المعاصر.

وفرقة الكوفية تعتبر عضواً في الشبكة الوطنية الفلسطينية لأندية اليونسكو المعتمدة في فلسطين، ويحق لها ممارسة الانشطة التربوية والثقافية والعلمية في إطار اهتمامات اللجنة الوطنية التي تستند في عملها الى اهداف المنظمات الدولية والعربية والاسلامية، خاصة منظمة اليونسكو التي تعتمد على زرع السلام في عقول البشر بدلاً من الحروب وكذلك اعتمادها على ثقافة السلام.

اهداف عامة

وتهدف الفرقة الى الحفاظ على تراث الآباء والأجداد والمساهمة في إظهار الوجه الحضاري للشعب الفلسطيني أمام العالم، وتعميق الهوية الفلسطينية من خلال الربط بين التراث الحضاري والواقع المعيشي، وخلق جيل واع لأهمية التراث وقادر على إبراز الوجه الحقيقي للتراث الفلسطيني، وتدوين التراث الشعبي الفلسطيني من خلال لوحات فنية فلكلورية والمشاركة في إحياء حفلات ومناسبات وطنية تربوية وثقافية، والعمل على الارتقاء بالمستوى الفني من خلال تطوير الفرقة وإنتاج عمل فني للمشاركة في المهرجانات الدولية والعالمية لإبراز دور وأهمية عمل الشباب المبدع في مجال الفن الشعبي والثقافي واكتشاف مواهب الأطفال وتنميتها من خلال التفاعل المباشر مع المجتمع وظروف الحياة وتنمية المهارات العقلية والجسدية وإعداد فرقة فنية فلكلورية شعبية، وبناء وتطوير القدرات الإبداعية الثقافية والفكرية لأعضاء الفرقة.

تأسست فرقة الكوفية للتراث الشعبي الفلسطيني في بداية العام 1992 بمجموعة من أطفال مخيمات الشتات للاجئين الفلسطينيين في لبنان(مخيم عين الحلوة)، واخذت على عاتقها حمل رسالة استنطاق البعد الفني للتراث الشعبي الفلسطيني والمحافظة عليه، والتراث الذي تتشكل في طياته تفاصيل الهوية الفلسطينية التي سعى الاحتلال ولا يزال يسعى جاهداً لطمسها ليؤكد خرافته القائلة بأن فلسطين الجغرافيا هي أرض بلا شعب.

عملـت فرقة الكوفية على تقـديم أشكال الفن الشعبي الفلسطيني من موسيقى ورقص بأسلوب مميز، وتتألف الفرقة من عدد من الأطفال والشباب والشابات، وقد شاركوا بعدد من الرقصات واللوحات الفنية التي ترسم معاناة الشعب الفلسطيني في بقاع الارض، وإحياء التراث الشعبي والحفاظ على خصائصه الفنية وإظهار أصالته شرط أساسي من شروط تخليد آثار الحضارة العريقة، فالفن القومي لأي أمة من الامم مظهر لثقافة الشعب عبر الزمان والمكان، ولتعزيز الهوية الثقافية ولمواجهة تحديات التهميش الذي يعاني منه جيل الشباب الفلسطيني من خلال تقديم رقصات تعبر عن روح التراث الشعبي وعن الثقافة الحاضرة وتحدي القمع والممارسات الإسرائيلية الممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية.

والاطفال والشباب يعيشون في المخيمات الفلسطينية ضمن أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة يزيد من حدتها الانعكاسات السياسية والامنية على حياة الاطفال والشباب الذين لا يملكون متسعاً للعب والترفيه عن انفسهم واكتشاف مواهبهم وحمايتهم من العنف والاستغلال، ومن هنا فإن الشباب والاطفال يحظون بفرصة مشاركتهم بالانشطة التراثية، والفرقة تساهم بدعم قدراتهم واعطائهم نماذج للتماهي وتعزيز مفاهيم القيم والسلوكيات والضوابط الاجتماعية، فهناك نسبة كبيرة من الاطفال المتسربين تترواح اعمارهم مابين 9-12 سنة، وليس هناك مراكز مهنية لتعليم هذه الشريحة والاهتمام بهم، فهم يعيشون حالة اقتصادية صعبة والتي تقف عائقاً امام قدرة الاهالي على شراء ابسط المستلزمات ولو كانت بسيطة، نظراً لاهمية الانشطة والندوات والتثقيف وتأثيرها على تنمية المهارات وارتباطها الوثيق بالحياة اليومية، لذا تسعى الفرقة من اجل التحسين والتطوير.

إن الحياة اليومية للطفل الفلسطيني وما يصاحبها من معاناة في البعدين الإنساني والاجتماعي، تلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني بجميع فئاته وتُحدث تشويهات كبيرة في البناء الشخصي لكل فرد من أفراده، ويحظى الأطفال والشباب بقدر أكبر من هذا التشويه نظراً لتدني إمكانياتهم وقدراتهم إذا ما قيست بإمكانيات الكبار وقدراتهم، فيما يتعلق باستيعاب واقع هذه المعاناة وتفاقمها اليومي والتكيف القسري معها من منطلق ضرورة التوافق الفردي مع المحيط كشرط لا بد منه للبقاء والاستمرار.

تبعاً لذلك، وكنتيجة طبيعية لمقدمات تتمثل في ظروف التمييز والحرمان عند الطفل الفلسطيني نتيجة لعدم حصوله على حقوقه الانسانية والاجتماعية، ستكون معدلات النمو في الجوانب الشخصية لديه غير مرتفعة وتعاني من ضعف وتراجع وانحراف في حالات كثيرة، وتأخر في التعلم والتحصيل العلمي، وتدني في المواهب الشخصية ومظاهر الإبداع والتميز، ووقوع في الاضطرابات النفسية والمشكلات والانحرافات السلوكية.

لكن وبالرغم من النظرة القاتمة لحال الطفل والشاب الفلسطيني والمعاناة الإنسانية الصعبة ومشاهد الفقر والبؤس الحرمان فلا يزال يفوح من زواريب المخيمات ونوافذها وحاراتها حب فلسطين والعودة إلى فلسطين ونشيد العودة الذي يصدح كل صباح، والحفاظ على الموروث من العادات والتقاليد والثقافة السائدة في المجتمع الفلسطيني.

وتهدف الفرقة للعمل على تغيير اتجاهات الشباب والاطفال نحو العنف، ومحاولة تثقيفهم على تحمل واحترام الآخرين بغض النظر عن المعتقدات والأفكار وديمقراطية التعليم والتربية من أجل السلام ضروري لبناء اطفال وشباب متسامحة وقادرة على التفاعل الإيجابي مع بيئتهم ومع البيئة الخارجية، وضرورة الاسهام في الحد من معاناة الشباب والاطفال من خلال تقديم حلول عملية لتلك المشاكل اليومية وتمكينهم من التغلب على الاستغلال والانحراف، والأهم من ذلك، فإنه سيتم تزويدهم ببيئة ثقافية توعوية صحية وتفاعلية.

تتكون فرقة الكوفية من 80 عضوا منهم الاستعراضي والفنان والإداري، مؤلفين من ثلاث فرق: البراعم من عمر 6-12 سنة، والناشئين من 12-18 سنة، والكبار من 18-26 سنة، والهدف هو تربيتهم على الحضارة الفلسطينية من أجل تعزيز انتمائهم للفرقة، وهم حالات معينة كالتالي: الصغار الذين خرجوا من المدارس باكراً، ومن هويتيم الأب أو الأم، ومن يعاني حالات فقر داخل الأسرة، والمتسربين من المدارس حيث يتماختيار الحالات الاجتماعية، لأن من رحم المعاناة يولد الابداع.

مشاركات محلية ودولية

شاركت فرقة الكوفية في عدة جولات بالخارج، ومن أهم الجولات الخارجية للفرقة هي المشاركة في مهرجان جزيرة سردينيا في إيطاليا عام 2002 كما أحيت عدة حفلات في اسبانيا عام 2003 وفي مهرجانات عجائب قطر عام 2003 ومهرجان سيدي بلعباس في الجزائر عام 2009، وزيارة فلسطين لثلاث مرات متتالية 2010-2011-2012ضمن فعاليات الملتقى التربوي الفلسطيني بدعوة من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وعام 2011 شاركت الفرقة في مهرجان القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية في الأردن، ومهرجان تيمقاد الدولي في الجزائر 2011، ومهرجان مسقط عمان 2012، وآخر الجولات العربية كانت في مملكة البحرين عام 2011 و 2012 مهرجان مدينة نخول.

كما أحيت فرقة الكوفية العديد من الاحتفالات الوطنية والمهرجانات الثقافية والمناسبات القروية اللبنانية، ومن اهمها: العرس الجماعي اللبناني الفلسطيني، الماراتون، قصر الاونسكو، المركز الثقافي، الحولة، الهبارية، الزرارية، شحيم، كفر شوبا، الجية، طيردبا، عدلون.

انواع الانشطة و العروضات: قامت منهجية النشاطات في السابق على اساس تصنيف الاطفال والشباب الى مجموعات وفق فئات عمرية متناسبة، فتحت مجالات الاختيار امام الاطفال والشباب من خلال الانشطة المفتوحة في المشاركة من مختلف الاعمار، مما سهل من سير عملية التفاعل والعلاقات ومنهجيات العمل الثقافي على سبيل المثال، ومن بعض ابواب النشاطات المفتوحة: نشاط المسرح، والدبكة،والفلكلور،والتدريب على حملات التوعية، وكتابة الشعر والخواطر، وإلقاء الشعر، والغناء، وبناء القدرات وحل النزاعات،ورحلات ترفيهية تساهم في تخفيف الضغط النفسي.

المصدر: معاً