فلسطينيو البقاع والشمال يرفعون الصوت في ذكرى
النكبة

الإثنين، 23 أيار، 2016
تمر ذكرى «النكبة» على اللاجئين الفلسطينيين
في لبنان هذا العام مثقلة بهموم سياسية ومعيشية واقتصادية كبيرة، ضاعفت منها موجات
النزوح من مخيمات سوريا وتداعيات تقليص «الاونروا» لخدماتها، حتى تحولت المناسبة إلى
فرصة لرفع الصوت وتسليط الضوء على معاناتهم.
غزة، القدس، يافا، حيفا وغيرها من المدن
الفلسطينية، شعارات لطالما رفعها أبناء مخيَّمي «البارد» و «البداوي» (طرابلس - عمر
ابراهيم) وتفننوا برسمها على الجدران، إحياءً لذكرى «النكبة» وللتذكير بحقهم في العودة
إلى فلسطين، لكنهم أضافوا إليها هذا العام اسم مخيم «اليرموك» في دمشق، والذي بات حق
العودة إليه مع مخيم «نهر البارد» المُدمَّر مطلبين أساسيين.
واعتبر المشاركون في المناسبة أن العودة
للمخيمين قضية لا بد منها للعودة الى فلسطين، في مؤشر واضح ربما على حجم اليأس الذي
ينتابهم عموماً من مصير دولتهم المجهول، خاصة في ظل ما تعيشه منطقتنا العربية من حروب
أثَّرت بشكل مباشر على القضية الفلسطينية، وهذا ما ترجمه بعض الأطفال الذين رفعوا لافتات
كتب عليها: «كل رصاصة تطلق في وطننا العربي تصيب فلسطين بالصميم».
فاطمة، ابنة الأربع سنوات خرجت أمس لتشارك
للمرة الأولى بإحياء الذكرى، رافعة بيدها قصاصة ورق كتب عليها كلمة «حيفا». ومع أنها
قد لا تعرف معنى المناسبة او موقع المدينة وأسباب النزوح منها، لكنها شاركت مع أقرانها
بالاعتصام الذي نُفذ وسط شارع مخيم «البداوي».
وعلى الرغم من تراجع حجم النشاطات المواكبة
لهذه المناسبة، إلا ان وجود خيمة الاعتصام في مخيم «البداوي» الرافضة لسياسة منظمة
«الاونروا» بتقليص الخدمات، ساهم في دمج ذكرى «النكبة» بالتحركات الاحتجاجية، وبالتالي
تحويل المطالب المعيشية الى عناوين سياسية، ومنها ربط تلك المساعدات بحق العودة، واعتبارها
نكبة جديدة أصابت اللاجئين.
وكانت جمعية «النجدة الاجتماعية» أحيت ذكرى
«النكبة» بكرنفال للأطفال في مخيم البداوي، حضره ممثلو الفصائل واللجان الشعبية والمؤسسات
والاندية والفرق الكشفية ورياض الاطفال.
وألقت رنا زيد كلمة باسم جمعية «النجدة»،
شددت فيها على حق الشعب الفلسطيني بالعودة الى وطنه، داعية «الاونروا» للتراجع عن قرار
تقليص خدماتها للاجئين، وطالبت الدولة اللبنانية بتشريع قوانين العمل.
وأكد مسؤول «الجبهة الديموقراطية» عاطف
خليل لـ «السفير» ان «مناسبة ذكرى «النكبة»، هي للتأكيد على ان اللاجئين متمسكون بحقهم
بالعودة الى ديارهم وممتلكاتهم، تطبيقا للقرار الدولي 194، وعلى هذه القاعدة متمسكون
في النضال والمقاومة حتى تحقيق هذا الحق الفلسطيني».
وفي البقاع الأوسط (سامر الحسيني)، اختارت
المنظمات والفصائل الفسلطينية الذكرى الـ68 للنكبة، من اجل المطالبة بحقوق شعبها المدنية
والإنسانية.
واعتصم الفلسطينيون بشكل رمزي أمام «المركز
الثقافي الفلسطيني» في سعدنايل، وتلا الاعتصام ندوة ثقافية حول «نكبة فلسطين الكبرى».
وشدد عضو اللجنة المركزية لـ «الجبهة الديموقراطية
لتحرير فلسطين» عبدالله كامل على تمسك الشعب الفلسطيني بخياراته الاستراتيجية وبنضاله
وكفاحه لاستعادة حقوقه المسلوبة، من خلال الانتفاضات المتتالية، منوهاً بما تشهده الأراضي
المحتلة من هبة جماهيرية فلسطينية.
وأكد أن المجازر والحروب المتتالية التي
تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وما حملته من مآسٍ وويلات طالت نسيجه الاجتماعي
وشردته في بلدان اللجوء والشتات، لن تؤدي إلى ثني هذا الشعب عن التمسك بكامل حقوقه
وأهمها حق العودة.
وطالب كامل السلطة الفلسطينية بحماية الانتفاضة
وتأمين وسائل دعمها، من خلال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماع المجلس المركزي بدورته
الأخيرة، ووقف التنسيق الأمني والتنصل من اتفاق باريس الاقتصادي، بالإضافة إلى إنجاز
المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية عبر انتخابات على أساس التمثيل النسبي
الكامل، إتاحة في المجال للفلسطينيين كافة ليكونوا شركاء في صنع القرار الوطني.
المصدر: السفير