فلسطينيو سوريا أمـام «الأونروا»: لـم يصلنـا شـيء

الجمعة، 15 آذار، 2013
لم تكن العجوز أم حسن تتوقّع أن يأتي يوم تجد نفسها فيه
في الشارع، وهي التي كانت تعيش حياة هادئة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في
سوريا. أجبرت الظروف الأمنية في سوريا أم حسن على النزوح إلى لبنان، وقد انضمت إلى
مجموعة من النازحين الفلسطينيين نصبوا أمس خيمة أمام مقر «الأونروا» في بئر حسن للاعتصام
فيها إلى أن تتأمن مطالبهم، وأهمّها السكن والطبابة.
ويتوزّع النازحون الفلسطينيون إلى لبنان بين مخيمي شاتيلا
وبرج البراجنة، اللذين يشهدان اكتظاظاً سكانياً كبيراً سابقاً على النزوح من سوريا،
ولم تعد لديهما القدرة على استقبال أعداد إضافية.
جلست النساء وأطفالهنّ داخل الخيمة، بعدما قرروا النوم
فيها، وعدم فكّ اعتصامهم. أما في الخارج فأضرب الرجال عن الطعام، رافضين «التفريط بحقوقهم».
تصرخ أم جلال بحرقة: «سنبقى هنا حتى ولو استغرق الأمر
سنة كاملة»، وتعجب لـ«حال الذلّ التي يعيشها الفلسطيني في لبنان». وتسأل عن مصير المساعدات
التي قدّمتها الدول المانحة للنازحين، و«لم نتلق منها شيئاً».
في ظل هذ الوضع، ترفض أم جلال العودة إلى سوريا، فهذه
المرّة لن تعود إلا إلى أرض فلسطين المحتلة «حيث يحتل الصهيوني أجمل منازلنا وأراضينا».
تلتزم الصمت للحظات قبل أن تدمع عيناها وتقول «يقع اللوم على أهالينا وأجدادنا الذين
هجروا أرضهم، فليتنا بقينا فيها واستشهدنا».
تؤكد أم جلال أن الأطفال النازحين مرضوا، «ولم تستقبلنا
عيادات الأونروا إلا يومي الإثنين والأربعاء، وبالرغم من ذلك لا نجد الدواء الكافي
للعلاج». حاولت أم جلال وعدد كبير من النازحين التوجه إلى الجمعيات التي تساعد النازحين
السوريين فجاء الردّ «إنتوا الأونروا بتساعدكن».
بدوره، لفت النازح الفلسطيني مازن حزينة إلى أن «الأونروا،
منذ نزوح الفلسطينيين من سوريا، قدّمت المساعدات مرتين فحسب. ففي المرة الأولى أعطت
أربعين دولاراً أميركياً لكل فرد، وخمسة وعشرين دولاراً بدل طعام. أما في المرة الثانية
فاقتصرت المساعدات على 220 ألف ليرة لكل عائلة، وثلاثين ألف ليرة بدل طعام». وأكّد
حزينة أنّ «معظم العائلات جمعت المال واستغنت عن الطعام، لتأمين بدل سكنها»، وأشار
إلى أن أحد مسؤولي «الأونروا» أبلغه أنه لن يتمّ درس مطالبهم قبل أيار المقبل، بانتظار
استجابة الدول المانحة لهذه المطالب.
من جهة ثانية، شرح مصدر في «الأونروا» كيفية توزيع المساعدات،
مشيراً إلى أنّ «الوكالة كانت قد وزّعت القسم الأول في كانون الأول الماضي، والجزء
الثاني في شباط الماضي، على أن تقدمّ الجزء الثالث قريباً».
ونفى تحديد أيار المقبل لدراسة المطالب، ولفت إلى أن
«مسألة المساعات تبقى رهينة هبات الدول المانحة».
أضاف أنه «تسلّم مذكرة من المعتصمين، وهو يحاول المساعدة
على قدر التمويل المتوافر. ونضع مسألة الإيواء أولوية».
من جهته، أكد أمين سر اللجان الشعبية في المخيمات أحمد
مصطفى أن «الأونروا تغطي نسبة خمسين في المئة فحسب، من علاج النازحين». واتهم «الأونروا»
بالتقصير.
المصدر: زينة برجاوي - السفير