فلسطينيو سوريا.. تمييز مضاعف وإغاثة معدومة والمعاناة تزداد يوماً بعد يوم بقاعاً
الثلاثاء، 29 كانون الثاني، 2013
«وجعنا واحد، فبيوتنا دُمرت وشردنا سوية ومعاناتنا واحدة» هذه عبارات تحكيها أم حسن إحدى النازحات الفلسطينيات، لتسأل عن سبب التمييز الفاضح في توزيع المساعدات بين النازحين الفلسطينيين والسوريين، كأنّ الهوية الفلسطينية سبب لإقفال باب الإغاثة في وجه حاملها، أمّا الحجة فهي دائماً أن إغاثة فلسطينيي سوريا هي من اختصاص «الأونروا» التي تتلكأ في القيام بواجباتها، وترفض تقديم أي إعانة تذكر لهؤلاء.
«التمييز وصل إلى حد إهمالنا من وفد جامعة الدول العربية الذي مر أمامنا في سعدنايل من دون أن يسأل عن حالنا التي تبكي الحجر»، كلمات ينطق بها كامل ابن الخمسين الذي يجاهد منذ أشهر في التفتيش عن مأوى مناسب ينتقل إليه وعائلته من غرفته في جوار مكب نفايات برالياس.
لا نريد من الخيرين سوى «إرحموا عزيز قوم ذل»، يصرخ محسن، ويقول: «استقبلنا في اليرموك إخواننا العراقيين واستقبلنا لبنانيين واحتضنا بالرغم من مأساتنا إخواننا السوريين، ولكن من يغيثنا اليوم».
على أبواب «المركز الثقافي الفلسطيني» في سعدنايل، وعلى مدخل «النجدة الشعبية» في تعلبايا عشرات العائلات الفلسطينية تبكي حالها وتشرح مأساتها التي ترويها دموع أمهات، واحدة منهنّ تفتش عن رعاية صحية لابنتها التي تحتاج إلى علاج فوري في فمها، بعدما زارت مراراً عيادة «الأونروا» من دون جدوى. ونازحة أخرى تبكي لحاجتها إلى مأوى لها ولابنتها التي تبلغ الثامنة عشرة من العمر.
أمس شرحت بعض العائلات الفسطينية لـ«السفير» عن يومياتها المنكوبة، وفق وصف ابتسام التي تقول إننا نُعامل مثل النكرة، الكل يرفض مساعدتنا سواء المؤسسات الدولية أو المحلية.
«نعيش في مساكن تؤوي عائلاتنا وأطفالنا، وهي لا تصلح لتكون زرائب للحيوانات»، وفق النازحات اللواتي يبكين وضع عائلاتهنّ التي اضطرت للسكن داخل غرف مهجورة بعيدة كل البعد عن أدنى المواصفات المطلوبة لأي مأوى».
أمّا الطامة الكبرى فهي ما يشير إليه بعض النازحين من فساد في المواد الغذائية ومواد التنظيف، وكذلك الفساد في عملية توزيع بعض المعونات، وخصوصا القسائم موضوع التعاقد بين الجمعيات المانحة ومؤسسات تجارية كبيرة.
مأساة الفلسطينيين النازحين تطول، فهم بلا عمل وبلا مأوى وبلا مساعدات، مع الإشارة إلى أن البعض تحدث عن كارثة ارتفاع بدلات الإيجار للشقق التي تضاعفت في الفترة الأخيرة، بسبب زيادة الطلب على الغرف والشقق، وحتى مآرب السيارات تحولت غرف منامة.
طفح الكيل مع أكثر من 110 عائلات فلسطينية سورية نازحة وموزعة بين البقاعين الأوسط والغربي، ولم يعد أمام هذه العائلات سوى الاعتصام المفتوح أمام مراكز ومؤسسات «الأونروا» والمكوث فيها، وفق عضو اللجنة المركزية في «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عبد الله كامل.
المؤسسات الدولية كلها تلقت تقارير وكتباً عن أحوال العائلات الفلسطينية النازحة، الا أنّ أحدا لم يتحرك على الرغم من مأسوية الوضع، وفق كامل، الذي يشير إلى أن العائلات ستباشر بتحرك تصاعدي بدءا من الجمعة المقبل، فـ«الاموال متوفرة في الاونروا ولكنها تحجم عن مد يد العون للفلسطينيين».
المصدر: سامر الحسيني - السفير