القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فلسطينيو لبنان يهددون بانتفاضة في وجه "من يظلمنا"

فلسطينيو لبنان يهددون بانتفاضة في وجه "من يظلمنا"


السبت، 16 كانون الثاني، 2016

أمام أعين موظفي "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، في وطى المصيطبة في بيروت، إعتصمت الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية واللجان الشعبية، الجمعة، حاملة مطالب الاحتجاجات التي رُفعت في المخيمات، على مدار الأيام السابقة، نتيجة تقليص الوكالة لخدماتها الصحية.

على أن المشهد المتكرر للاحتجاج، وغلبة ألوان العلم الفلسطيني، التي بدت هذه المرة كأنها تعبير مضاعف عن معاناة وخوف هؤلاء اللاجئين، ظهرا كأنهما صراخ في الهواء، اذ أن الاحتجاج على هذا التقليص بالذات، سبقته احتجاجات على تقليصات سابقة لم تصل إلى نتيجة، طالما أن "الأونروا" مصرة على الاستمرار في سياساتها التقشفية.

وتقول أمل مراد، احدى المشاركات في الاعتصام، إن "اللاجئين يواجهون مشكلتين أساسيتين في المخيمات، الأولى والأساسية هي مشكلة الطبابة والثانية هي التعليم". غير أن مشكلة الطبابة، وفق مراد، "أصبحت مشكلة خطيرة جداَ، فأطفالنا يمرضون، ولا نستطيع إدخالهم إلى المستشفيات، ونحن لن نسرق لنؤمن لهم الطبابة، وإن بدا لنا أنه خيارنا الأخير"، متحسرة على الشاب المصاب بمرض "التلاسيميا" والذي حاول إحراق نفسه، في مخيم البرج الشمالي، الثلاثاء، بعدما عجز عن دفع تكاليف علاجه.

تقاطع فاديا، وهي إحدى المعتصمات، مراد لتخبر أن الطبابة "أصبحت شبه معدومة في المخيمات، فهي لا تتجاوز نسبة الـ1% من التقديمات السابقة، فلا تحويلات إلى المستشفيات ولا علاج لعدد من الأمراض ولا أدوية أو تقديمات كافية". وهي تعتبر تقشف "الأونروا" "إنسحاباً أو تخلياً عن اللاجئ الفلسطيني، الذي أصيب بالإحباط نتيجة هذا القهر، وهذا سيولد عندنا إنتفاضة في وجه من يظلمنا، فلا بد أن نأخذ حقنا".

والشكوى من "الأونروا" لا تقتصر على الخدمات الصحية، التي حركت في الراهن هذه الاحتجاجات، بل يمكن لمراد أن تؤكد أن "الأونروا تقلص جميع خدماتها، فحتى الإعاشات صارت لا تكفي نصف الشهر على الأكثر، بينما صارت التقديمات الأخرى سيئة جداً". وهذا ما يشمل التعليم أيضاً، اذ إن "مدارس الأونروا أصبحت تستقبل في الصف الواحد أكثر من 50 تلميذاً، ما يُصعِّب عملية الفهم على التلاميذ، بالإضافة الى تقليص ساعات الدراسة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، في حين كانت في السابق حتى الرابعة بعد الظهر، فكيف يمكن للتلميذ أن يكتسب جميع المعلومات والأفكار في هذا الوقت المحدود؟". على أن الحل يبقى في العودة إلى فلسطين، "ما بدنا شي منهن، رجعونا على فلسطين... وإحنا مندبّر بعض".

وحول مذكرة المطالب التي قدمتها الفصائل الى الوكالة، يشرح القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان محفوظ منوّر لـ"المدن" أن "الطبابة تأتي في مقدمة المطالب، ذلك أن الأونروا تراجعت كثيراً في تقديمها الخدمات الطبيّة، مع العلم أن الأمراض في ازدياد، فالمطلوب اليوم أن تُقدّم الطبابة الجيدة للفلسطيني الموجود في لبنان، الذي يُحرم من أبسط الحقوق". على أن إقرار "الأونروا" تقليصها للخدمات بشكل عام، والصحية خصوصاً، "ستجعل الفلسطيني معرضاً للموت على أبواب المستشفيات أو متسوّلاً في الساحات العامة لتأمين مصاريف طبابته". أما هذا الاعتصام فهو "دعوة للوكالة الى العودة عن هذا القرار الجائر الذي يظلم اللاجئ الفلسطيني".

الإعتصام الذي لم يستمر وقتاً طويلاً، إنتهى بوعد من الفصائل الفلسطينية والمعتصمين بأن الإعتصامات والإضرابات مستمرة، على أن يكون الحشد الأكبر في اعتصام الثلاثاء المقبل، أمام المقر الرئيسي لـ"الأونروا" في بئر حسن، الذي ستشارك فيه جميع مخيمات لبنان.