القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

في مخيم برج البراجنة "سعيد نصّار" يودّع البطالة ببيع القهوة

في مخيم برج البراجنة "سعيد نصّار" يودّع البطالة ببيع القهوة


الخميس، 12 نيسان، 2018

في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لا تكاد تخلو منطقةً فيها من بائعي القهوة في "بسطاتٍ" صغيرةٍ تضمّ أنواعاً متعددة من "القهوة والشاي والنسكافيه"، في محاولةٍ منهم للخروج من دائرة البطالة الآخذة بالاتساع يوماً بعد آخر.

وفي إحدى أزقّة مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في العاصمة بيروت، يقف الشاب العشريني سعيد نصّار أمام قهوته الصغيرة "قهوة سعيد" يلبّي طلبات المارّة الذين يبتاعون القهوة ليحتسونها مع "سيجارة"، ظنّاً منهم أنّ مع كلّ نفخةٍ منها تنجلي هموم الحياة وهموم اللجوء والمخيم..

يقول سعيد لشبكة العودة الإخبارية «كغيري الآلاف من الشباب الفلسطيني في مخيمات لبنان، وجدتُ نفسي رهن البطالة التي تجتاح مخيماتنا بلا رحمة بسبب فقداننا لحقوقنا كبشر في هذه البلاد، ومع التضييقات التي تنتهجها الدول اللبنانية على الفلسطينيين. فقرّرتُ أن افتتح قهوة صغيرة في أحد شوارع المخيم حتى لا أكون في عداد العاطلين عن العمل».

فقد أدّت سياسات التضييق التي تتبعها الدولة اللبنانية اتجاه الفلسطينيين؛ بحجة رفض التوطين والحفاظ على حق العودة، إلى تضييقٍ شديد على ممارسة العمل، إذ تصل أعداد المهن التي يُمنع على الفلسطيني العمل بها 72 مهنة، الأمر الذي دفع بالآلاف من فلسطينيي لبنان للهجرة إلى بلدان الخليج والدول الغربية، وإلى تنامي البطالة خصوصاً بين المتعلمين وخرّيجي الجامعات.

ويضيف سعيد لشبكتنا «حرماننا من عشرات المهن من قبل الدولة اللبنانية لم يكن إلاّ عائقاً أمام استكمال دراستي الجامعية، فحتى لو تعلّمت وحملتُ شهادتي ففي النهاية لن أجد وظيفةً أؤمّن بها مستقبلي، وسأكون وقتها في عداد العاطلين عن العمل. فقرّرتُ أن أخرج من المدرسة وأجد لنفسي مهنة بسيطة أستطيع أن أعمل بها وأستنفع من خلالها».

وفي دراسةٍ أجرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت العام الماضي، أظهرت أنّ 56% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان القادرين على العمل يعانون من البطالة.

وأشارت الدراسة إلى أنّ ثلثي اللاجئين يقبلون العمل بوظائف بسيطة كبائعين متجولين أو مزارعين أو عاملي بناء، حيث يصنفون ضمن لائحة الفقراء.

لذلك يحاول الشباب في المخيمات الفلسطينية في لبنان بكافة السبل والأفكار الممكنة إيجاد فرص عملٍ لهم حتى وإن كانت مؤقّتة، علّها تخفف من حجم اليأس والمعاناة التي يعيشونها..

المصدر: شبكة العودة الإخبارية