اشتباكات عنيفة بين «فتح» و«جند الشام» في عين الحلوة
قتيل وجرحى بمعارك استخدمت فيها قذائف الهاون للمرة الأولى

الثلاثاء، 25 آب، 2015
إنهار أمس، اتفاق وقف اطلاق النار بين حركتي «فتح» و«جند
الشام» اثر الاشتباكات التي اندلعت السبت الماضي، حيث تجددت الإشتباكات على كافة محاور
مخيم عين الحلوة،ليل أمس، وجديدها استخدام قذاف الهاون والقنابل المضيئة للمرة الاولى،
بالاضافة الى القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة اثر محاولة تقدم مسلحين باتجاه مواقع
«لفتح» بالبركسات ما أدى الى اشتباكهم مع الامن الوطني في «حركة فتح»، وسقط على اثرها
قتيل وهو الضابط في «حركة فتح» فادي خضير نقلت جثته الى مستشفى الراعي، وجرح عدد من
الأشخاص من بينهم ابن شقيقة المسؤول في جند الشام محمد الشعبي، كما احترق عدد من المنازل
نتيجة الاشتباكات على محاور البركسات وحي الطوارىء وحطين، وافيد عن احراق منزل الفلسطيني
الملقب «بأبي الطربوش»،وفيما تردد نبأ اصابة قائد القوة الامنية المشتركة في لبنان
اللواء منير المقدح، نفت مصادر فلسطينية الخبر.
وسقطت قذيفة في منطقة الفوار في مدينة صيدا واخرى عند مستديرة
الاميركان فيما طاول رصاص القنص الاطراف المحيطة بالمخيم من شدة الاشتباك، فيما سمعت
اصوات القذائف في اجواء مدينة صيدا، وسجل نزوح كثيف لسكان المخيم.
وفيما طلبت القوى الامنية من المواطنين عدم سلوك جميع الطرقات
المحيطة بمخيم عين الحلوة والمحاذية له وتجنب الوقوف على الشرفات المواجهة، قام الجيش
باتخاذ تدابير احترازية في جميع مراكزه العسكربة المحيطة بالمخيم واقفال الطريق المؤدية
اليه حفاظا على حياة المواطنين بعد سقوط عدد من القذائف في محيط منطقة الاميركان وتحديدا
بين مشاريع الهبة والفوار وهي مناطق بعيدة نسبيا عن مسرح الاشتباك.
وجرت اتصالات لبنانية – فلسطينية كان محورها سفير دولة فلسطين
في لبنان اشرف دبور من اجل العمل على تهدئة الوضع من اجل تطويق الأحداث وعدم وتوسعها
في المخيم.
تشييع الصالح
وكانت حركة «فتح» شيّعت في المخيّم جثمان الشاب مصطفى الصالح الذي قتل في الاشتباك
الأخير بين حركة «فتح» والإسلاميين عصر أمس الاثنين، من مسجد صلاح الدين في حي حطين
إلى مقبرة عين الحلوة الجديدة في درب السيم، وتزامن مع وصول الجثمان إطلاق نار في الهواء.
من جهتها، أكدت القيادة السياسية الموحّدة للفصائل والقوى
الإسلامية والوطنية الفلسطينية في لبنان «حرصها على السلم الأهلي في لبنان والمخيّمات
الفلسطينية»، مجدّدة «تمسكنا بالمبادرة الفلسطينية الموحّدة لحماية الوجود الفلسطيني
في لبنان ولتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية»، ومقدرة «الجهود اللبنانية
وحرصها على المخيّمات»، معلنة «الوقوف بحزم ضد عمليات الاغتيال اي كان مصدرها ومحاسبة
مرتكبيها».
فقد عقدت القيادة السياسية الموحّدة للفصائل والقوى الإسلامية
والوطنية الفلسطينية في لبنان اجتماعاً طارئاً برئاسة أمين سر فصائل منظّمة التحرير
الفلسطينية فتحي ابو العردات، في مقر سفارة فلسطين بيروت وناقشت الأوضاع الأمنية في
مخيّم عين الحلوة.
وفي هذا الإطار، أفاد مكتب «اللواء» في صيدا، بأن عدداً من
أهالي مخيّم عين الحلوة قاموا صباح أمس، بقطع الطريق عند الشارع التحتاني لمدخل مخيّم
عين الحلوة بالسيارات المتضررة بالقرب من حاجز «القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة»
للمطالبة بالتعويض عن الخسائر الفادحة الناتجة عن الاشتباكات الأخيرة.
من جهته، رأى رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير
السابق الدكتور حسن منيمنة «أن تكرار الأحداث الأمنية وأعمال الاغتيال وغيرها في مخيّم
عين الحلوة بات يصيب المصلحتين الوطنية اللبنانية والفلسطينية في الصميم، ويهدّد حياة
حوالى 80 ألف فلسطيني يعيشون في المخيّم، كما يهدد مدينة صيدا وسكانها»، داعياً «سفارة
فلسطين والفصائل كافة لعقد مؤتمر وطني لمناقشة الوضع الأمني للمخيّم بصراحة وشفافية
لإيجاد الحلول التي تضمن عبور المخيّم ومعه الشعبين الفلسطيني واللبناني هذه المرحلة
السوداء التي تكاد تطيح بكل المكتسبات التي تحققت».
وقال منيمنة في تصريح علّق فيه على الاشتباكات التي إندلعت
في مخيّم عين الحلوة: «في الوقت الذي كانت فيه جهود الحكومة اللبنانية ووكالة «الاونروا»
والسلطة الفلسطينية والفاعليات الشعبية تعمل على دعم حق الفلسطينيين في استمرار الخدمات
التي تقدمها لهم الوكالة، عبر حث الدول المانحة على تأمين العجز الذي تعانيه موازنة
الوكالة ، والذي نجح بتأمين مبلغ 80 مليون دولار بما يكفل فتح مدارس «الأونروا» أمام
أبنائنا في موعدها الطبيعي ومواصلة الخدمات الطبية والإغاثية ، فوجئنا كما فوجئ الجميع
بتحول مخيّم عين الحلوة الى مسرح اشتباكات ضارية سرعان ما توسع نطاقها من الأحياء الداخلية
للمخيّم لتطال مواقع الجيش اللبناني والقوى الامنية وأحياء وشوارع مدينة صيدا، وقد
اضطرت حالة الفلتان مع ما تخللها من رصاص قنص وانفجارات عشرات العائلات الى النزوح
بأطفالها من المخيّم باتجاه مناطق أكثر أمناً في أحياء التعمير والفيلات وصيدا، وعلى الرغم من النجاح في نزع فتيل التفجير الذي
ساهمت في الوصول اليه فاعليات المخيّم والمدينة والقوى الأمنية».
المصدر: اللواء