القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«كـي لا ننسـى صبـرا وشاتيـلا»: كـي لا ننسـى قـانـا الأولـى والثانيـة

«كـي لا ننسـى صبـرا وشاتيـلا»: كـي لا ننسـى قـانـا الأولـى والثانيـة
 

الجمعة، 21 أيلول، 2012

نورة واليسيو وزينة وآخرين انضموا هذه السنة إلى وفد «كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا «، فكان دافعهم المشترك القضية الفلسطينية والعدالة، وإظهار همجية إسرائيل للرأي العام العالمي.

ترك الثلاثة الآتون من أميركا وهولندا واسبانيا أعمالهم وانضموا إلى الوفد الذي يزور لبنان ويضم أكثر من ستين شخصا من جنسيات يابانية وماليزية وفنلندية وسويدية وايطالية وأميركية وغيرها.

عند أضرحة شهداء مجزرة قانا الثانية، التي ارتكبتها إسرائيل في التاسع والعشرين من تموز العام 2006 وذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين فردا معظمهم من الأطفال والنساء، راح أعضاء الوفد الذين رافقهم مدير «مؤسسة بيت أطفال الصمود» الفلسطينية قاسم عينة يستفسرون عن المجزرة وأدواتها، بعدما تحلقوا طويلا حول صور الشهداء المنتشرة على جدران المقبرة. استمع الوفد من أحد الذين عايشوا المجزرة إلى شرح مفصل عن لحظاتها ونتائجها، فيما كانت عيون الكثيرين منهم تحدق في القبور وأسماء الشهداء من عائلتي شلهوب وهاشم، في حين لفّت بعض المشاركات على أعناقهن علم حزب الله، كتعبير عن تبني قضية المقاومة في وجه إسرائيل.

سمعت الشابة الهولندية نورة ستل من والدها الكثير عن القضية الفلسطينية، وما يعانيه هذا الشعب من لجوء وعدوان، ما دفعها إلى الالتحاق هذه السنة ضمن الوفد. تقول ستل: « كان والدي يعيش إلى جانب الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر في العام 1975، وكان ملتزما بالقضية الفلسطينية كونها قضية محقة وعادلة، وانا سمعت منه الكثير».

تضيف: «إن زيارتي الأولى إلى لبنان والمشاركة في هذا الوفد، هي للوقوف عن قرب والاستماع إلى شهادات من عايش تلك المجازر (صبرا وشاتيلا وقانا وسواها )»، معبرة عن تأثرها مما شاهدت وسمعت «وكونت فكرة عما جرى لإكمال بحثي عن هذه القضية».

سبق لسيلفانا بيزي العضو السابق في البرلمان الايطالي أن شاركت بزيارة ضمن الوفد للاستفسار عن ظروف مجزرة قانا، وعن الأسلحة المستخدمة ولا سيما المحرمة منها مثل «اليورانيوم» بعدما علمت أن أحد أبناء أصدقائها في لبنان عانى بعد عدوان تموز من مشاكل صحية، يعتقد أنها ناجمة عن وجوده ضمن منطقة عمليات عسكرية استخدمت فيها أسلحة محرّمة.

زينة عزام فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية وتعيش في الولايات المتحدة تعتبر نفسها من أهل البيت، وهي بالتالي متضامنة مع نفسها. تقول إن «الشعب الأميركي لا يعرف هذه المجازر ولا يسمع عنها نتيجة تغييب الإعلام الأميركي لتلك المجازر التي ترتكبها إسرائيل»، مؤكدة بأنها ستعد مقالة لنشرها في «جامعة جورج واشنطن» تعرّف فيها عن هذا الواقع.

كان» أليسيو» وهو مواطن ايطالي يعيش في اسبانيا يسمع عن مجزرة صبرا وشاتيلا من خلال قراءة صحيفة «مانيفستو» الإيطالية. يضيف: «في كل مرة كنت اشعر بالغضب والحزن على ما جرى من زهق للأرواح البريئة إلى أن قررت المشاركة هذه السنة مع الوفد، حتى أرى الواقع وأتمسك بالدفاع عن القضية الفلسطينية ورفع الظلم عن هذا الشعب».

من قانا انتقل الوفد إلى مخيم البص للاجئين الفلسطينيين، حيث كانت المحطة الثانية في «مركز الإرشاد الأسري» التابع لـ«مؤسسة بيت أطفال الصمود». استقبل الوفد بحفاوة من قبل مديري المركز، بعدها استمع من المديرة خولة خلف إلى عرض حول عمل المركز والدور الذي يقوم به، كونه المركز الوحيد في منطقة الجنوب الذي يعنى بالصحة النفسية. وبعد تناول طعام الغداء، توجه الوفد إلى مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين برفقة مدير «مركز بيت أطفال الصمود» في المخيم محمود الجمعة، حيث وضع أعضاء الوفد إكليلا من الزهر على أضرحة شهداء مجزرة نادي الحولة التي ارتكبتها إسرائيل إبان عدوانها على لبنان في العام 1982 وذهب ضحيتها أكثر من مئة وعشرين شهيدا.

وقدم كمال حسن مصطفى أحد الناجين من المجزرة شروحا عن المجزرة والشهداء، الذين كانوا قد احتموا في المركز بعد اشتداد القصف على المخيم. وأبدى أعضاء الوفد تأثرهم الشديد لما سمعوه من فظائع ارتكبتها إسرائيل بحق الآمنين.

واختتمت جولة الوفد بالاستمتاع مع الفلكلور واللوحات التراثية الفلسطينية التي جرى عرضها في «بيت أطفال الصمود» في مخيم البرج الشمالي.

المصدر: حسين سعد - السفير