القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 31 كانون الأول 2025

كرينبول يطالب لبنان بإعادة النظر بالإجراءات ضدّ فلسطينيي سورية

كرينبول يطالب لبنان بإعادة النظر بالإجراءات ضدّ فلسطينيي سورية


الإثنين، 19 أيار، 2014

لم يتمكن المفوض العام الجديد «لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) بيار كرينبول من دخول مخيم اليرموك، فالقصف والقنص حالا دون ذلك. لكنّه تمكن، من مدخله، معاينة حجم الدمار فيه وصعوبة العيش فيه. لم يلتق بفلسطيني على بابه «لأن الوقت لم يكن وقت توزيع المعونات»، يقول لـ«السفير». ذهب إليهم إلى حيث لجأوا في جرمانا والشام وحمص، وفي ذهنه قوّة الخراب الذي أتى على منازلهم ومراكز أعمالهم، بل على حياتهم في المجمل. أخبروه كيف خسروا أهلاً وأقارب لهم، كيف جرحوا وكيف اختفى بعضهم. وقد بقي في اليرموك نحو 18 ألف نازح فلسطيني من أصل 160 ألفاً كانوا يعيشون فيه. لفتته نظراتهم «كأنهم يحدّقون في فراغ». رووا له معاناتهم، مثل المرأة التي مات زوجها وهي أم لثلاثة أطفال، فبقيت من دون معيل.

وقال إن فكرة اختبار التهجير مرة أخرى هي أكثر ما يؤلمهم: «ها هي التجربة تتكرر من جيل إلى جيل، وكما في كل مرّة تجلب معها اليأس والمعاناة. وهم ليسوا بحاجة إلى الغذاء والتقديمات الصحيّة فحسب بل إلى الدعم المعنوي والنفسي أيضاً، خصوصاً أن معظمهم لاجئون للمرة الثانية وأكثر».

حمل كرينبول مشاهداته وانطباعاته من سورية إلى لبنان، وبرأيه أن الحالة الإنسانية التي يعيشها فلسطينيو سورية وأبناؤها أنفسهم تستدعي ليس أبواباً مفتوحة فحسب، بل صدوراً مفتوحة. فزار رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام ووزيري الداخلية والخارجية نهاد المشنوق وجبران باسيل. هدف إلى التعارف كمفوض استلم مهماته منذ شهر ونصف الشهر، ولكن أيضاً إلى نقل مشاهداته. شكرهم على الانفتاح الذي قابل فيه لبنان النازحين من سورية، لكنّه أيضاً أعرب عن قلقه من الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة إزاء النازحين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان.

وأشار إلى أن الوكالة تتابع عن كثب هذا الموضوع، وأنه طالب بإعادة النظر بتلك الإجراءات والأخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني لهؤلاء اللاجئين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان التي تفرض مساعدتهم، لا سيما أنه تمّ احتجاز بعضهم: «ليس لوقت طويل وليسوا بعدد كبير»، فيما علق بعضهم في المنطقة التي تقع بين الحدود اللبنانية والسورية.

وقدّم المفوض الجديد ما يملكه من أرقام في شأن حركة الفلسطينيين على أثر الأزمة السورية، وانطلق من أن عددهم بلغ 540 ألفاً، كان 80 في المئة منهم يقطنون في المخيمات المحيطة بالشام ليتوزع الباقي على مناطق أخرى كحمص وحماه ودرعا. ووفق التقديرات اضطر نحو 50 في المئة من الفلسطينيين إلى اللجوء مرة ثانية، فدخل نحو 53 ألفاً منهم إلى الأراضي اللبنانية ونحو 13 ألفاً إلى الأردن، لتتوزّع غالبية البقية ضمن الأراضي السورية، مع الإشارة إلى أن منهم من هُجّر من مكان إقامته أكثر من مرّة.

المصدر: السفير