القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

كل الأطراف الفلسطينية لا تعترف بالمجموعات المتشددة

كل الأطراف الفلسطينية لا تعترف بالمجموعات المتشددة


الثلاثاء، 08 كانون الأول، 2015

طرحت سرعة توجيه الإتهامات إلى فلسطينيين من أبناء المخيمات في لبنان بعد التفجير الإرهابي الذي ضرب محلّة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني عشر من تشرين الثاني الماضي، والذي أدى إلى سقوط نحو أربعين ضحية وأكثر من مئتي جريح وتبنّاه تنظيم "داعش”، تساؤلات حول إذا كانت المخيمات بيئة حاضنة للإرهاب و”الجماعات التكفيرية” حتى باتت "مُتهَمة” قبل انقشاع الغبار وبدء التحقيقات الرسمية.

وتؤكد مصادر فلسطينية لصحيفة "الراي” الكويتية، أن اتهام المخيمات ليس بالأمر الجديد، وهو بدأ مع التغيّر الأيديولوجي الذي شهدته انطلاقاً من "عين الحلوة” الذي يمثل مركز وثقل القرار الفلسطيني، وضعف حركة "فتح” بسبب الخلافات والانشقاقات، وتوقيع اتفاق أوسلو وحصارها من النفوذ السوري، واعتقال وتقييد لحركة مسؤوليها انتقاماً من التفرد في التسوية، وتشكيل "تحالف القوى الفلسطينية”، ثم بروز نجم "عصبة الأنصار الإسلامية” التي أسسها الشيخ شريدي في منتصف التسعينات من القرن الماضي بعد اغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية ـ الاحباش في لبنان الشيخ نزار الحلبي، وتوارى أميرها أحمد عبد الكريم السعدي (أبو محجن)، مضيفة: "قويت شوكة الإسلاميين مع نفوذ (الحركة الاسلامية المجاهدة) التي يترأسها الشيخ جمال خطاب، تزامناً مع بروز نجم حركة (حماس) على ساحة المخيمات، مستفيدة من انتصار مقاومتها في فلسطين”.

ومع انفتاح "القوى الإسلامية” ودخولها المعترك السياسي العام والانخراط في لجنة المتابعة التي تُعنى بشؤون مخيم عين الحلوة السياسية والأمنية والاجتماعية ومدّ جسور التواصل مع القوى الأمنية والسياسية الوطنية والإسلامية اللبنانية، ظهرت مجموعات إسلامية متشددة تعترض على ذلك، وانشقت عن "العصبة” وشكلت أطراً لمجموعات محدودة بدءاً بالمسؤول العسكري عماد ياسين، مروراً بنجل مؤسس "العصبة” عبد الله شريدي الذي اغتيل على يد "فتح”، فخرج من رحمها قيصرياً "عصبة النور”، ثم "جند الشام” التي تلاقت مع حركة "فتح الإسلام” في الشمال في معركتها ضد الجيش اللبناني صيف العام 2007، وكلها أسماء لحركات إسلامية متشددة أرادت عدم الانفتاح والتزام التشدد معياراً للتعامل مع كافة القضايا السياسية والأمنية والحياتية، لتبلغ الذروة مع الحرب في سوريا وبروز "جبهة النصرة” وتنظيم "داعش” حيث غادر المخيم العشرات للقتال إلى جانبهما قبل عودة الكثير منهم ومقتل آخرين.

ووفق مصادر فلسطينية، فإن كل الأطراف الفلسطينية لم تعترف بهذه المجموعات المتشددة رسمياً وهي لم تدخل الأطر السياسية والأمنية الفلسطينية ولا تُدعى إلى الاجتماعات ويتم التواصل معها بواسطة "القوى الإسلامية”، التي نجحت في تغيير صورتها من "مطلوبة” للعدالة اللبنانية إلى "معتدلة” اليوم و”منفتحة” أمام هؤلاء المتشددين الذين لا يتجاوز عددهم المئتين في أحسن الأحوال.

وتؤكد مصادر فلسطينية لـ”الراي”، أن كل هذه الاتهامات لـ "المخيمات الفلسطينية” تبقى مجرد "شكوك” و”مخاوف أمنية”، اذ لم يثبت في كل التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية والسفارة الإيرانية والهرمل (البقاع) وجبل محسن (الشمال)، سواء بالسيارات المفخخة أو الانتحاريين أن أي فلسطيني متورط بها من أبناء المخيمات.

المصدر: وكالات