كلمة ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة في المؤتمر الصحفي الذي أقامته حماس في بيروت

الخميس، 12 كانون الثاني، 2012

خاص/ لاجئ نت

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجميعن.

الاخوة والاخوات / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نلتقي اليوم في بيروت وفي السنة الرابعة والستين لنكبة فلسطين لنؤكد أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية سياسية بامتياز ولها أبعاد انسانية واجتماعية وقانونية وأمنية وهذه القضية ناتجة عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 وأن العدو الصهيوني هو المسؤول الاول عن نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وممتلكاته إلى بلاد المنافي والمخيمات وذلك بفعل المجازر الوحشية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية المدعومة من بعض الدول الغربية وخصوصا بريطانيا العظمى. وإن الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين هو حل واحد لا ثانٍ له ألا وهو عودة اللاجئين إلى ديارهم الاصلية في فلسطين والتعويض عليهم. وأي حل آخر مرفوض جملة وتفصيلا سواء كان توطينا أو تهجيرا أو إعادة توطين.

ونقول للعالم أجمع ولهيئة الامم المتحدة وأمينها العام السيد بان كي مون الذي يصل غدا إلى بيروت إن الشعب الفلسطيني في لبنان متمسك بحق العودة إلى دياره الأصلية في فلسطين , ويرفض التهجير والتوطين والوطن البديل , ونطالبكم بالعمل على تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُخرجوا منها بالقوة عام 1948. ونؤكد أن حق العودة حق فردي وجماعي للشعب الفلسطيني ولا تملك أي جهة أو هيئة في العالم سواء كانت فلسطينية أو عربية أو دولية إسقاط حق العودة المقدس أو التنازل عنه أو المساومة عليه أو مقايضته بأي شيء.

وريثما تتحقق العودة فإننا نطالب هيئة الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية بتأمين العيش الكريم للاجئين الفلسطينيين المقيمين قصرا في لبنان. فمن غير المقبول أن يبقى أكثر من 425 ألف نسمة من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في وكالة الاونروا وفي وزارة الداخلية اللبنانية وأضف إليهم 25 ألف نسمة ليس لهم أوراق ثبوتية يعيشون أوضاعا قاسية ومأساوية نتيجة تراجع خدمات الاونروا لهم من جهة وحرمانهم حقوقهم المدنية والانسانية من قبل الدولة اللبنانية المضيفة من جهة أخرى، أضف إلى ذلك معاناة بل مأساة مخيم نهر البارد المستمرة حيث المخيم دُمر عام 2007 وهُجِّر سكانه وعددهم 35 ألف نسمة ومازالوا مهجرين ويعيشون أوضاعا لا تليق بالعيش الآدمي.

الأخوة الأخوات:

إن استمرار حرمان اللاجئين الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الانسانية وخصوصا حقي العمل والتملك واستمرار الاجراءات الامنية حول المخيمات وعلى مداخلها وعدم معالجة قضية المطلوبين والموقوفين ومنع إدخال مواد البناء إلى المخيمات، كل ذلك يساعد على نمو جيل متطرف من أبناء اللاجئين الفلسطينيين ويؤسس بيئة غير متسامحة ولا تقبل الحوار، امام هذا الواقع فإننا نطالب الحكومة اللبنانية العمل على تلبية مطالب اللاجئين الفلسطينيين ومعالجة قضاياهم بكل جوانبها السياسية والانسانية والاجتماعية والامنية والقانونية وعدم مقاربة الملف الفلسطيني في لبنان من الزاوية الامنية فقط.

إننا في حركة حماس ورغم الاوضاع القاسية التي يعيشها شعبنا في لبنان نؤكد حرصنا على السلم الاهلي في لبنان وعلى أمن المخيمات واستقرارها ونرفض استخدام المخيمات من أي جهة للاساءة لأمن لبنان واستقراره، كما ندعو الحكومة اللبنانية إلى إطلاق حوار لبناني – فلسطيني حول مجمل الاوضاع الفلسطينية في لبنان يؤسس إلى بناء علاقات أخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في إطار احترام سيادة لبنان وإقرار حقوق اللاجئين الفلسطينيين والتمسك بحق العودة ورفض مشاريع التوطين والتهجير.

ونبشركم أننا بدأنا الخطوات الاولى على طريق تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة في لبنان تتولى الحوار مع الحكومة اللبنانية وتعمل على ضبط الاوضاع في المخيمات بالتنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية , وشكلنا لذلك لجنة للحوار الداخلي من فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية وانطلق الحوار الفلسطيني في لبنان في نهاية السنة الماضية , ونأمل أن يتم تشكيل المرجعية الموحدة في شهر شباط المقبل مستفيدين من أجواء المصالحة الفلسطينية وقناعة جميع الفصائل في لبنان بضرورة توحيد الجهود الفلسطينية مدعومين طبعا من الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية الذين بذلوا معنا الجهود ومازالوا من أجل ترتيب الأوضاع الفلسطينية في لبنان وتشكيل مرجعية فلسطينية موحدة.