لا خيط رمادي في امن صيدا والمخيمات؟

الإثنين،
13 تشرين الثاني، 2017
"لم يعد هناك من خيط رمادي في الامن , ولم يعد مسموحا اللعب على
اي وتر مهما كان نوعه او حجمه لاشعال الساحة في المخيمات ولا في جوراها في عاصمة الجنوب
صيدا , بعد ان بلغت الامور السياسية في لبنان حدا غير مسبوقا على الاطلاق, وبالتالي
لم يعد ممكنا الاستهانة باية هفوة امنية من هنا او هناك"..هذا الكلام سمعه قيادي
فلسطيني خلال لقاءاته مع عدد من المسؤولين اللبنانيين في الايام القليلة الماضية .وقام
بنقله الى قيادة الفصائل الفلسطينية .
في المقابل تشير "مصادر" فلسطينية الى ان "عين الحلوة
ما زال يشكل محور متابعة امنية و"العين" حاليا مصوبة على عين الحلوة اكثر
من اي وقت مضى بهدف استمالة واغراء بعض المجموعات المتفلته للقيام بعمل ما لتوتير الوضع
الامني او لاشغال الاجهزة الامنية اللبنانية وتحديدا الجيش اللبناني باعمال امنية وباطلاق
الشائعات لاحداث خرق او اكثر يربك الدولة اللبنانية ويزيد من حال الاضطراب السياسي
التي يعاني منها لبنان منذ تقديم الرئيس سعد الحريري استقالته المتلفزة من السعودية".
كما نبهت "المصادر" الى "احتمال تحريك وايقاظ بعض المجموعات
والخلايا النائمة المتواجدة خارج المخيمات في محاولة لاعادة استخدامها وفقا لاجندات
خارجية لذات الاهداف الامنية فوق الاراضي اللبنانية".
الا ان "المصادر" الفلسطينية تشدد على "ان مجمل القيادات
والفصائل الوطنية والاسلامية بما فيها بعض المجموعات السلفية اكدت وتؤكد بانها لن تنجر
الى اي صراع داخلي لبناني ولن تلتزم باية اوامر خارجية ولا باية اجندة قد تصلها لاحداث
فتنة في لبنان, وان الاولوية اليوم في عين الحلوة وفي سائر المخيمات هي للحفاظ على
امن المخيم لاقبل اي شيء اخر , ومنع تسرب اية اعمال امنية يكون منطلقها عين الحلوة
وذلك من اجل الحفاظ على امن الجوار" ..
وتشير المصادر الى ان جولة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، في مخيم
عين الحلوة تاتي في هذا الاطار خاصة انه كان قد اجتمع في الساعات الماضية مع المدير
العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم في بيروت. كما كان قد التقى الرئيس
الفلسطيني محمود عباس في الاردن.
وتؤكد "المصادر" بان "السفير دبور باشر بعقد لقاءات مع
مختلف القوى والفصائل الفلسطينية الاسلامية والوطنية اضافة الى لقائه مع قيادة حركة
فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة الامن الوطني".
وتلفت الى "ان السفير دبور ركز خلال اجتماعاته ولقاءاته في المخيم
على اولوية الحفاظ على الامن والاستقرار في عين الحلوة وبقائه بمنأى عن اية تداعيات
وتجاذبات لها علاقة بالوضع السياسي المستجد في لبنان"... علما ان السفير دبور
لم يقم بزيارة عين الحلوة منذ فترة بعيدة من الزمن .
الحريري ..والفصائل
في المقابل جاء الموقف الفلسطيني الحاسم لجهة عدم التدخل في الشان اللبناني
خلال الاجتماع الذي عقدته النائب بهية الحريري في دارتها في مجدليون بحضور قائد منطقة
الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي في الجنوب العميد سمير شحادة مع وفد فلسطيني
من "فصائل منظمة التحرير والقوى الاسلامية وأنصار الله".
حيث أكد أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات
"وقوف الفلسطينيين في لبنان خلف الاجماع والتضامن الداخلي اللبناني في قضية الرئيس
سعد الحريري وهذا موضوع وطني لبناني عبر عنه رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب,
ولن نتدخل في اي شأن داخلي لبناني ونحن ننحاز الى الأمن والاستقرار والسلم الأهلي ولأن
المخيمات جزء من الأمن اللبناني وبالتالي نتعاون مع اشقائنا في لبنان من اجل ان تبقى
المخيمات آمنة مستقرة ومتضامنة مع جوارها" .
لقاء ثكنة الجيش
وياتي في هذا الاطار الاجتماع الذي عقد في مكتب رئيس فرع مخابرات الجيش
اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادي في ثكنة الجيش في صيدا بحضور مسؤول منطقة صيدا
في مخابرات الجيش اللبناني العميد ممدوح صعب ومسؤول فرع "مسؤول الأمن القومي"
في الجنوب العقيد سهيل حرب، مع لجنة "غرفة العمليات العسكرية الفلسطينية"
برئاسة قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب.
وعلم ان "اللقاء ركز على ضرورة لجم وفكفكة مفاعيل أي امر أمني في
مهده وقبل استفحاله مهما كان داخل عين الحلوة خاصة على ضوء الشائعات التي تطلق كل لحظة
منذ الاعلان عن استقالة الرئيس الحريري".
سعد..ومجمع عزام.
وفي هذا السياق ياتي الاتفاق و"توقيع العقد" الذي رعاه وعمل
لانجاحه "الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري" الدكتور اسامة سعد المتعلق
ب"مجمع منصور عزام الرياضي" الذي يقع في اخر حي حطين جنوب المخيم بعد ان
كان لغطا كبيرا اثير بشانه لجهة اما ابقائه داخل مخيم عين الحلوة واحاطته ب"الجدار"
الذي يقيمه الجيش اللبناني حاليا, او جعله خارج عين الحلوة وبالتالي يفصله الجدار عن
المخيم. خاصة ان هذه المسالة كانت محور متابعات يومية بين الجيش اللبناني والفصائل
الفلسطينية والقوى اللبنانية .
وقد شارك في حفل التوقيع صاحب "المجمع" الفلسطيني منصور عزام
من جهة وعائلة جرادي ممثلين بالدكتورين محمد وأسامة جرادي من جهة ثانية ,بحضور القيادي
في "التنظيم" يوسف حنين" أبو عبدو" و رئيس "لجنة لوبية"
الحاج ابو وائل زعيتر، ورئيس الهيئة الإدارية ل"لجنة حطين" الحاج علي أصلان.
وكان الدكتور سعد قد بذل جهودا كبيرة بين الطرفين لتذليل العقبات في سبيل
الوصول الى نتيجة مرضية خاصة أن الأرض موضوع النزاع مقام عليها منشآت رياضية وصالة
أفراح وملاعب لكرة القدم وملاهي للأطفال، إضافة إلى مرآب للسيارات وتعتبر متنفسا للمخيم،
وقد أنشأها عزام على أرض تملكها عائلة جرادي بموجب عقود واتفاقات سابقة بين الطرفين.
ونص الاتفاق على تجديد عقد استثمار الأرض لصالح منصور عزام لمدة ثلاث
سنوات إضافية تجدد بموجب اتفاق بين الطرفين.
وشكر عزام الدكتور سعد على مساعيه الحميدة والجهود التي بذلها من أجل
الوصول الى هذا الاتفاق , كما ثمّنت لجنتا لوبية وحطين، الدور والجهد الكبيرين الذي
بذله الدكتور سعد الذي نجح في تذليل العقبات بين الطرفين وصولا إلى الاتفاق على توقيع
العقد.
المصدر : محمد صالح - الاتجاه