القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لاجئ فلسطيني في لبنان: ثوب عمتي المطرز بنقوش حمراء صنع قضيتي


الخميس، 27 أيار، 2021

وفاء، إنه اسم عمتي، ولا يسعني أن أذكرها من دون أن أتذكر ثوبها الفلسطيني الأسود المطرز بنقوش حمراء، والذي كانت ترتديه في كل مناسبة. كنت طفلا لا أعلم الكثير لكنني اكتشفت في ما بعد أنها تحفر إرثا في ذاكرتي كالنقوش التي حُفرت على ثوبها، ويا له من قدر أن يكون اسمها رمزا لقضيتها الإنسانية المحقة؛ لتصبح في ما بعد قضيتي التي ورثتها من لحظة ولادتي.

هكذا يسترجع الشاب الناشط الفلسطيني عمر موسى ذكرياته الفلسطينية، من قلب العاصمة بيروت، ضمن أجواء المسيرات المتضامنة مع قضيته الفلسطينية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على فلسطين، وحتى إعلان وقف إطلاق النار، وتحقيق "الانتصار" في غزة.

عمتي وفاء

ولعمتي أقول لا ثوب آخر يليق بك، ولأبناء شعبي أقول سلاحنا العلم والبندقية في وجه الاحتلال، من طفل يواجه السلاح في الداخل لطفل يعيش داخل مخيم في الشتات، أقل ما يقال عنه غير صالح للحياة ينشد الحرية التي لن تكون سوى على أرضه العربية من النهر إلى البحر، فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

قصص جدي اللاجئ

وعمر واحد من الشباب الفلسطينيين البعيدين عن موطنهم، لكنه يلعب دورا مهما في نصرة قضية فلسطين، ويقول الشاب للجزيرة نت "جدي لا يزال حيّا يرزق، وهو من مواليد 1936 ويخبرني الآن عن ذكرياته في بحيرة طبريا، وكيف سُلبت أرضه سرًّا تحت وطأة السلاح".

ويتابع عمر بحزم وصدق وثقة "أسعى إلى توثيق قصص جدي عبر فيلم وثائقي بعد أن أنهيت دراستي الجامعية مرورا بالمرحلة الابتدائية في مدرستي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التي تشكل دليلا لا يمكن محوه من تاريخ العالم الحديث، عن حقي في العودة إلى أرضي وأرض أجدادي التي تحمل أسماء مدن فلسطين بير زيت وبيت جالا، وغيرها كثير، وكلها حافز لي ولكل فرد من أبناء شعبي للاستمرار والبقاء".

التراث مسألة وجود

ويؤكد عمر أن التراث ذاكرة الشعوب، فهو كل ما قدمه القدماء، ولكن مع الشعب الفلسطيني التراث هو مسألة وجود، حرب يخوضها أبناء هذا الشعب يوميا في الداخل الفلسطيني وفي دول الشتات ضد الاحتلال الذي حاول ويحاول جاهدا إخفاءه لأنه وبكل بساطة لا يملكه.

ويضيف "أن ما يحصل الآن في الداخل الفلسطيني وقود يشعل ما في داخل كل إنسان، وهي مسألة لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، ولا أستطيع قول غير ذلك".

وهذه الهوية لن تضيع ما دام هنالك فلسطيني يتوق للعودة إلى أرضه كما قال غسان كنفاني في "عائد إلى حيفا"، فنحن لا نحيي التراث فقط بل ما زلنا نصنعه من خلال الفن بجميع أشكاله، وننشره على أوسع نطاق، وصولا إلى ترشيحات جوائز الأوسكار عام 2020 مع الفيلم القصير "الهدية" للمخرجة الفلسطينية فرح نابلسي.

المصدر: لاريسا معصراني- الجزيرة