القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لاجئو المخيمات لـ"القدس للأنباء": "نعيش في رمضان كل يوم بيومه" نتيجة أوضاعنا الصعبة

شكوا من المحسوبيات في توزيع المساعدات
لاجئو المخيمات لـ"القدس للأنباء": "نعيش في رمضان كل يوم بيومه" نتيجة أوضاعنا الصعبة


 

السبت، 04 حزيران، 2016

يطل شهر رمضان المبارك على سكان المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ثقيلاً هذا العام، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وازدياد البطالة، وارتفاع الأسعار، غير أن التكافل الإجتماعي ومساعدات بعض الأيادي البيضاء تخفف أحياناً العبء عن كاهل عدد من العائلات الفقيرة.

كيف يستعد أهالي المخيمات لهذا الشهر الفضيل، ماذا يحضرون له، وما دور المؤسسات والجمعيات الخيرية في تقديم المساعدات، ما الصعوبات التي يعانون منها، وما هي مطالبهم؟

للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، جالت "وكالة القدس للأنباء" على المخيمات، والتقت المواطنين والتجار والنازحين من سوريا، فشكى معظمهم من الأزمات المعيشية الخانقة، منتقدين المحسوبيات التي تتم من خلال توزيع بعض المساعدات، بينما لجأ بعضهم إلى تشكيل مجموعات لتقديم العون بحجم الامكانات المتوافرة.

ويقول عبد المجيد الشريف وهو من سكان مخيم نهر البارد أنه" لا يمكن تحديد موازنة خاصة لشهر رمضان خصوصاً أنني أملك محلاً تجارياً، ولا يمكن لأي عامل أيضاً أن يحدد مصروفاً لهذا الشهر في ظل الوضع الإقتصادي الصعب جداً في المخيم، وإنتشار البطالة وقلة العمل".

وأشار الشريف إلى أن "المساعدات من المؤسسات تأتي قليلة جداً وتوزع محسوبيات ولا يحصل على المساعدة الناس المحتاجة".

وقال:" بسبب التقصير من المؤسسات والجمعيات أقوم أنا وبعض الشباب في المخيم بمشروع "إطعام فقير" من خلال جمع بعض الأموال من أهل الخير، لافتاً إلى أن " هذه الفكرة بدأت العام الماضي حيث وزعنا 250حصة إفطار، ونسعى هذا العام لتوزيع عدد أكبر، ويد الخير تمددت أكتر فأكتر".

ووصف الحاج منير بدر أن "شهر رمضان هو شهر الصبر والعطاء والخير، والوضع الاقتصادي صعب والأمور من سيء إلى أسوأ على أهالي المخيم، فنحن نحضر ونجهز من الموجود في هذا الوضع الصعب".

واعتبر بدر أن" هناك تمييزاً وتحيزاً والمساعدات لا تصل للمحتاجين ".

الدعوة للتكاتف في ظل الأزمات

ورأى بشار النصار أن "شهر رمضان الشهر الذي أنزل فيه القرآن، شهر الانتصارات للمسلمين، فيا ليتها تعود الأيام الخوالي التي كان بها المسلمون ينتصرون، وأن نكون يداً واحدة ونرص الصفوف لتحرير المسجد الاقصى".

وأضاف:" الوضع الاقتصادي والمعيشي صعب في المخيم (عايشين كل يوم بيومه)، وفي النهاية المؤسسات تقدم بونات المساعدات على محسوبيات من خلال إختيار من المساعد أو محل صرف هذه المساعدة".

ويقول أبو النور الفلسطيني النازح من سوريا إلى مخيم البرج الشمالي، أنه بدأ يحضر نفسه لرمضان بصيام يومي الاثنين والخميس، وبدأ يفكر بمصروف رمضان من الآن بسبب الغلاء المعيشي، ووجود مصاريف فرضتها عليه الهجرة من إيجار المنزل المرتفع، ومع ذلك تستعد العائلة له قدر الامكان.

أما أم يوسف فتستقبل رمضان بالمسامحة والتقرب من الله وتقول :" نعيش رمضان كل يوم بيومه، ولا يوجد مساعدات تكفي الجميع، ولا توزع بعدل حسب من يستحقها أكثر، ومع هذا ننتظر رمضان الذي لا يخلو من الجلسات العائلية الجميلة ".

وتستقبل الحاجة أم عبيدة رمضان بالفرحة والدعاء والاحتفالات وتوزيع الحلوى، ووضع برامج منوعة من مسابقات قرآنية وأحاديث نبوية وحلقات ذكر، وافطارات للصغار والكبار في مركز "النقاء".

أما صاحب محل الأجبان والألبان محمد العلي فأكد أن:" الاستعداد لرمضان يتم بتموين المواد للمحل، وحتى الآن الأسعار مقبولة ونتمنى عدم إرتفاعها في شهررمضان".

وهذا ما توافق مع إجابة ياسين نوح صاحب محل المواد الغذائية الذي قال: " بدأت الاستعداد لرمضان باحضار المواد الاكثر استهلاكاً من اجبان والبان والمربة، والشراب المفضل " الجلاب ".اما الاسعار فنتمنى ارتفاعها وهي حتى الآن مقبولة".

وقالت رشا الصالح من سكان مخيم عين الحلوة وهي ربة أسرة مكونة من ٧ أفراد، أن زوجها خالد ليس له مردود مالي ثابت حيث تقوم في فصل الشتاء بالذهاب معه إلى المرتفعات لجمع البقلة والخبيزة والعلت لبيعها.

وتابعت:" ننتظر أوقات المدارس ليقوم زوجي بعرض بسطة للتلاميذ من السكاكر والبطاطس والألعاب البسيطة، وهذا عمل مقرون بالوضع الأمني السيء الذي يحصل ببن الحين والأخر في المخيم، حيث تغلق المدارس لعدة أيام ونفقد معها المردود المالي البسيط".

وأضافت الصالح :" مع بداية الشهر الفضيل ستكون المدارس في عطلة الصيف، وسيقوم زوجي بجمع علب التنك والبلاستيك من حاويات النفايات، وهذه أرزاق يتسابق عليها عشرات الأسر في المخيم".

ورأت أن "الأمور المعيشية تزداد صعوبة هذا العام بسبب قرارات "وكالة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" من تقليص للخدمات الطبية والإجتماعية والخدماتية، ولا نملك أي مبلغ مالي ثابت بمنزلنا، ولا يوجد مؤسسات خيرية أو اجتماعية تقدم لنا أي مساعدة عينية أو مالية مع تدفق مئات الأسر النازحة من أهلنا القادمين من سوريا ومخيماتها".

وقالت:"أما أهلنا وجيراننا بارك الله بهم على ما يقدمون لنا من أطعمة على الرغم من امكانياتهم المحدودة جعل الله أعمالهم في ميزان حسناتهم".

التكافل الإجتماعي ومساعدة الفقراء

ويقول الحاج أبوجمال من مخيم الرشيدية، حول التكافل الإجتماعي في هذا الشهرالكريم من كل عام، بأنه يقوم بدوره الإنساني لإرضاء الخالق أولاً ثم لتخفيف العبء عن كثير من العائلات المحتاجة من الأرامل والأيتام والفقراء والعجز بما يستطيع، بغض النظر عن القيمة التي يقدمها, ويشير بأنه من خلال ذلك يستطيع أن يدخل الفرحة والبسمة في قلوب هذه العائلات البسيطة، ليتحقق بهذا العمل الألفة والمحبة.

ورأت الحاجة عليا اليوسف، من سكان مخيم الرشيدية، أن "هذا الشهر هو شهر الخير والبركة تجتمع فيه العائلات على المحبة والألفة والعبادة , ويتم إعداد المأكولات الشعبية مثل المنسف والمقلوبة والفتوش وغيرها" .

وأشارت إلى أنه رغم ارتفاع الأسعار خاصة في شهر رمضان من كل عام، وقبل بداية الشهر الكريم، يتسابق التجار إلى رفع الأسعار الخضار والفواكه لكثرة الطلب عليها ولحاجتهم الملحة لطلبها، فالأولى عليهم خفض الأسعار كرامة لهذا الشهر الفضيل، لأنه شهر الخير والبركة والرحمة".

وعادت الحاجة أم بلال بالذاكرة إلى أيام زمان : "قديماً كان هناك تآلف ومحبة بين الكثير من العائلات والجيران، وكان الناس يتناوبون على إرسال أطباق الطعام لبعضهم البعض، حيث كانت العائلة تصنع نوعاً واحداً من الطعام، ومن خلال تبادل أطباق الطعام بين العائلات والجيران تصبح المائدة مليئة بفضل البركة والتعاون ، ولكن في هذه الايام انعدم الكثير من العادات الحميدة التي كان يتمتع بها الجيل القديم ".

وأشار النازح الفلسطيني من سوريا إلى مخيم برج البراجنة، أمجد يرموك، إلى أنه يعاني من ضائقة مالية وشهر رمضان على الأبواب، ولا يستطيع العمل خارج المخيم خوفاً من الملاحقة لعدم قدرته على تجديد إقامته منذ اكثر من عام، وقد تنقل في عدة بيوت في المخيم بسبب عدم قدرته على دفع الإيجار و"الأونروا" أوقفت دفع بدل إيواء للنازحين الفلسطينيين، وقال:"أصبحت مكبلاً أريد تأمين رغيف الخبز لأطفالي وأعمل قليلاً وصاحب البيت لا يصبر عليَ في حال قصرت بدفع الإيجار".

وطالب النازح الفلسطيني من سوريا إلى مخيم برج البراجنة، ربحي سخنيني الدولة اللبنانية و"الأونروا" الرأفة في حالنا وترحمنا وتساعدنا في هذا الشهر الفضيل، فقد تولدت حالة من اليأس والإحباط لدى عائلتي بسبب حالة النزوح وصعوبة الحياة في لبنان".

وأسف النازح الفلسطيني من مخيم اليرموك إلى مخيم شاتيلا، فتحي شمبور أنه "صرلي خمس سنوات في لبنان نستقبل رمضان بوضع تعيس وظروف صعبة للغاية، لأنه حالة النزوح صعبة جداً، وإيجار البيوت مرتفعة والمعيشة كتير غالية، وأنا ما عم بشتغل بشغلتي الأصلية الدهان، فاضطريت إنه أشتغل بجمع النفايات وبأجر خمسين دولار بالجمعة، حتى أقدر أوقف شوي على إجري".

وأضاف:"أنا مهدد أنا وعائلتي بأنه أنصير بالشارع إذا ما دفعت المكسور عليَ من أجار البيت، أما من الناحية المأكل والمشرب وتحضير وجبات الطعام الرماضانية فما تسأل، لأنه قربنا ننساها، وأنا عايش جو رمضان من خمس سنين لأنه دايماً كنت أصوم عن الأكل لفترات طويلة، لحتى أقدر اوفر أجار البيت ، اليوم بشتغل وبكرا الله يعلم إذا بكمل المشروع أو لا والمصاري اللي بطلعها يا دوب تكفينا".

أما النازح الفلسطيني من سوريا إلى مخيم شاتيلا، يوسف أبو زرد فقال:"بدأنا نفكر كيف بدنا نقضي أيام رمضان ونحن في شح وفقر وتعتير، وأنا عاطل عن العمل، يعني بعد ما كنا نتصدق بربطة الخبز صار بدنا مين يتصدق علينا، وأنا قاعد بغرفة أنا وثلاثة أطفال ننام على فرشة مهترية لا تصلح للنوم ".

وأوضحت صفية محمود أبو داوود أن" رمضان جاي علينا هالسنة كتير قاسي بالنسبة للظروف المعيشية وزوجي بيوخد أدوية وعندي أولاد بيتعلموا بدفعلهن للدراسة ".

وقالت أم محمد خشان من مخيم شاتيلا:" نعاني ظروف معيشية صعبة في المخيم، عندك دفعات للمياه المالحة اللي بتسبب أمراض، وكمان منعاني من إنقطاع متكرر للكهرباء وخاصة بشهر رمضان، فبطلب من اللجنة الشعبية بالمخيم إنه ترحم العالم وتهتم بهالموضوع لأنه رمضان شهر رحمة".

واعتبر حسن أبو تركي، وهو صاحب دكانة سمانة في مخيم شاتيلا، أن "ظروف أهالي المخيم مأساوية، فكثير من الناس يلجؤن إلى المحل ويضطرون بأن يشتروا أغراض شهر رمضان بالدين، ونتمنى بأن تنفرج الأحوال وتتحسن على أهالي المخيم في هذا الشهر الفضيل".

وأكد فوزي الفرا، وهو صاحب بسطة خضار في سوق صبرا، أن "حركة البيع والشراء هي دون الوسط في السوق والأسعار مقبولة إلى حد ما، ونتمنى من تجار الخضار عدم استغلال الشهر الفضيل برفع الأسعار، لأنه قد يتسبب بكارثة على وضع الأهالي وعلى بائعي الخضار على حد سواء".

المصدر: القدس للأنباء