لجنة المتابعة الفلسطينية
توافق على نشر قوة لتطبيق وقف اطلاق النار في عين الحلوة

الأربعاء، 13 آذار،
2013
عاد الهدوء الحذر الى مخيم
عين الحلوة بعد اصابة 13 فلسطينياً نتيجة الاشتباكات التي دارت قبل ظهر أمس (الثلاثاء)
بين "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"جماعة بلال بدر" في الشارع
الفوقاني في مخيم عين الحلوة، والتي استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، بعد
الاشتباك الأول بين بدر وعناصر من حركة "فتح"..
وتوصلت "لجنة المتابعة
الفلسطينية" الى التوافق بين الطرفين على وقف النار، حيث اتخذت تدابير احترازية
لمنع الظهور المسلح، وذلك من خلال عملية انتشار عناصر من القوة الأمنية المشتركة في
الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة في مكان وقوع الاشتباك المسلح، حيث قام عناصر من
"عصبة الانصار الاسلامية" و"الحركة الاسلامية" وحركتي "حماس"
و"الجهاد الاسلامي" و"أنصار الله" بالانتشار عند مفرق سوق الخضار
باتجاه جامع الشهداء شمالاً، فيما قامت عناصر اخرى من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"
بالانتشار من مفرق سوق الخضار باتجاه "مستشفى النداء الانساني" جنوباً، لتثبيت
وقف اطلاق النار.
وجرى تشييع القتيل خالد
المصري الى مقبرة درب السيم.
كما تعرضت مسيرة سلمية
كانت تسير في المخيم احتجاجاً على الاقتتال لإطلاق نار من قبل مجهولين.
وأعلنت القوى الإسلامية
الفلسطينية والوطنية في المخيم الاستنفار السياسي، واجتمعت في مركز النور الإسلامي
لتطويق ذيول الاشتباك الذي شهده المخيم.
وطالبت جميع العناصر عدم
الانجرار إلى أي فتنة وعدم الظهور المسلح والتزام مراكزهم.
لقاءات لجنة المتابعة
هذا وقام وفد من لجنة المتابعة
بزيارة كل من الشيخ اسامة الشهابي والناشط الاسلامي بلال بدر والعميد محمود عبد الحميد
عيسى "اللينو" للتأكيد على وقف النار، فيما كانت لجنة المتابعة عقدت اجتماعاً
لها في "مركز النور" في عين الحلوة، أصدرت في اعقابه بياناً تلاه عبد مقدح
"ابو بسام" جاء فيه: "على أثر الحادث الفردي الذي وقع في مخيم عين الحلوة
ومقتل شخص واصابة أخرين عقدت لجنة المتابعة اجتماعاً في "مركز النور" في
عين الحلوة، وأكدت على الآتي:
-
إن الحادث المؤسف هو حادث فردي ليس له أي ابعاد سياسية، ولجنة المتابعة بكل اطرافها
أكدت حرص الجميع على أمن واستقرار المخيم والتصدي للفعل وردة الفعل.
-
تدعو لجنة المتابعة أبناء المخيم الى تجنب كافة المظاهر المسلحة وعودة الحياة الى طبيعتها
وعدم الانجرار الى الفتنة
-
تتوجه اللجنة بنداء الى الجميع بأن هذا المخيم من مقيمين ووافدين هو امانة في اعناقنا.
وجاء تجدد الاشتباكت بعد
يوم واحد من قيام مجهول بإطلاق النار أمس الأول (الاثنين) على الناشط الاسلامي بلال
بدر، مما ادى الى جرحه وشقيقه كمال وطفل يدعى عمر كروم وامرأة مجهولة الهوية، اضافة
الى مقتل الفلسطيني خالد احمد المصري الذي صودف مروره في المنطقة.
بالمقابل، نظم أهالي المخيم
مسيرة حاشدة للمطالبة بوقف الاقتتال بين مسلحي التنظيمات الفلسطينية والتي اسفرت عن
تضرر عدد من المنازل والمحال التجارية في المخيم.
وكان محافظ الجنوب نقولا
أبو ضاهر قد أجرى سلسلة من الاتصالات مع القادة الأمنيين في صيدا والفاعليات السياسية،
اثر الاشتباكات التي حصلت داخل مخيم عين الحلوة، طالباً منهم العمل على تهدئة الوضع
واعادة الهدوء الى المخيم، داعياً الجميع الى التهدئة من اجل الحفاظ على القضية الكبرى،
ووضع حد لهذا النزيف الدموي في ما بين الاخوة".
"الجماعة
الإسلامية"
*
بدورها دعت "الجماعة الإسلامية" في صيدا "جميع القوى والأحزاب في مخيم
عين الحلوة للعمل السريع والجاد والمسؤول لاعادة الاستقرار وضبط الوضع الأمني المتأزم
حفظاً لأرواح المواطنين وممتلكاتهم، وقبل ذلك رفضاً لأي مشروع يهدف إلى إحداث فتنة
داخل المخيم".
وتخوفت الجماعة "من
أن يكون ما حصل ليس مجرد حادث فردي إنما هو حلقة ضمن مسلسل يهدف إلى ضرب المخيم من
الداخل في ظل حالة التشنج والتوتر الذي يعيشه لبنان والمنطقة".
وطالبت"الجميع بتحمل
مسؤولياتهم ورفض الانجرار إلى الفتنة باي شكل من الأشكال وتغليب لغة العقل والحوار
بدل لغة السلاح لأن الجميع خاسر وأول الخاسرين القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وكان المسؤول السياسي للجماعة
في الجنوب الدكتور بسام حمود أجرى اتصالات مع مختلف القوى الاسلامية والوطنية داخل
مخيم عين الحلوة وتباحث معهم بالأوضاع وآليات الحل لاعادة الأمن والاستقرار الى المخيم.
البزري
*
أجرى الدكتور عبد الرحمن البزري عدة اتصالات مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية
والإسلامية خصوصاً مع أمين سر "منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي أبو العردات،
وأمين سر "القوى الاسلامية" الشيخ جمال خطاب، والقيادي في "عصبة الأنصار
الإسلامية" الشيخ أبو طارق السعدي وذلك متابعة للأحداث الأمنية وللجهود الآيلة
لمعالجتها.
كما أدلى بتصريحٍ ناشد
فيه "الجميع على مختلف توجهاتهم ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في مخيم عين
الحلوة ووقف الاشتباكات المسلحة معتبراً "أن أي خلل أمني في هذا المخيم الهام
والكبير سينعكس سلباً على الفلسطينيين أنفسهم وعلى أهالي صيدا التي تُعاني هي بدورها
من التوتر والترقب وعدم الاستقرار وانخفاض مستوى الحركة التجارية فيها الى مستوى يُهدد
المواطن في عيشه وفي قدرته على إعالة عائلته".
وأضاف: نتطلع دائماً الى
القوى الفلسطينية الإسلامية والوطنية للمساعدة في الحفاظ على الأمن والهدوء والسلم
الأهلي في صيدا، ونحنُ نتطلع إليها اليوم للقيام بهذا الدور الحيوي داخل مخيم عين الحلوة
رحمة بالمواطن الفلسطيني المقيم داخل المخيم في ظل ظروفٍ صعبة وضيقة، ورحمة بالفلسطينيين
القادمين من سوريا هرباً من الحرب، وابتغاءً للهدوء والسكينة".
وأمل البزري "أن تتمكن
لجنة المتابعة الفلسطينية من استيعاب هذا الحدث الفردي وتطويق ذيوله، ومنع تحويله الى
إشكال كبير بين فصائل كبرى خصوصاً وان البلاد تعيش في ظل حكومة فاقدة للتوازن منتهية
الصلاحية غير قادرة على الحفاظ على وحدتها وأمن مواطنيها وسلامة عناصرها. فكيف لها
أن تحفظ أمن الضيوف واللاجئين؟".
وختم مبدياً ارتياحه لما
سمعه خلال اتصالاته مع مختلف القوى الفلسطينية الإسلامية والوطنية "من رغبة جادة
في عدم تكرار الاشتباكات، وتثبيت الهدوء والاستقرار، مثنياً على التحركات الشعبية داخل
المخيم التي تُطالب بمنع وقوع المزيد من الاشتباكات المسلحة".
المصدر: سامر زعيتر - اللواء