لقاءات
فلسطينية لبنانية.. وخارطة طريق لتحصين الوضع في عين الحلوة وصيدا

الثلاثاء،
23 تموز، 2013
يساور
القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية الخوف من توتير أمني جديد في منطقة تعمير صيدا
بعدما تأكد لجوء الفنان المعتزل فضل شاكر اليه اثر الاشتباك الذي وقع في عبرا بين الجيش
اللبناني وانصار الشيخ احمد الاسير الذي بقي مجهول المصير مع تكهنات عن مكان وجود تنوعت
بين مخيم عين الحلوة.. نفسه ومنطقة صيدا والشمال وسورية، فيما تكثفت اللقاءات الفلسطينية
الداخلية والفلسطينية اللبنانية بهدف رسم خارطة طريق لتحصين الامن والاستقرار في المدينة
ومخمياتها قبل فوات الاوان.
حذرت
مصادر مطلعة لـ "صدى البلد"، من دقة الوضع الامني في تعمير صيدا ومنطقة الطوارىء
الملاصقين لمخيم عين الحلوة وهي منطقة تعيش الفراغ الامني الرسمي اللبناني والفصائلي
الفلسطيني رغم وجود الثقل الاسلامي فيها، مشيرة الى ان الخطير هو المعلومات التي تحدثت
عن حالة من التسلح وانتشار السلاح والاستعداد لـ "تصفية حسابات" في ظل الاجواء
المشحونة التي أرختها أحداث عبرا الاخيرة، مصحوبة بحملة من الاشاعات التي تهدف الى
ايقاع الفتنة في منطقة متداخلة لبنانيا وفلسطينيا ومذهبيا سنيا وشيعيا ووطنيا واسلاميا
ما يجعل السيطرة عليها في حال حصول اي اشكال حتى لو كان فرديا صعبا ومعقدا.
بمقابل
هذا القلق، اعلنت القوى السياسية الفلسطينية ما يشبه حالة الاستنفار السياسي لمنع الانزلاق
الى اي فتنة، وشهدت الساعات الماضية سيلا من اللقاءات تنوعت بين عين الحلوة ومدينة
صيدا وخلصت الى تجديد الموقف بالتزام جميع القوى الفلسطينية بالحياد الايجابي والانحياز
للسلم الأهلي والأمن والإستقرار في لبنان، وباعتماده سياسة مرسومة من قبل الفصائل الفلسطينية
والقوى الاسلامية في منطقة صيدا ومخيماتنا.
فقد
زار وفد موحد من الفصائل الفلسطينية برئاسة امين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية
في لبنان فتحي ابو العردات كلا من النائب بهية الحريري في مجدليون، رئيس بلدية صيدا
السابق الدكتور عبد الرحمن البزري ومحافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر على ان يلتقي اليوم
(الاثنين) الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد.
خارطة
طريق
وكشف
ابو العردات عن "خارطة طريق تم الاتفاق عليها بين مختلف القوى الفلسطينية بالتواصل
مع الأشقاء اللبنانيين لتحصين الوضع في مخيم عين الحلوة وفي صيدا في ظل ما يتردد من
شائعات حول اوضاع متوترة داخل منطقتي التعمير وحي الطوارىء وذلك من خلال فكفكة كل المشاكل
الموجودة لما فيه امن واستقرار المخيم والمدينة، تزامنامع استكمال بلسمة الجراح وتضميدها
بعد الاحداث المؤسفة الاخيرة في عبرا"، قائلا "اكدنا على السياسة الفلسطينية
المرسومة من قبل كل الفصائل الفلسطينية من خلال الوفد الموحد القائمة على الحياد الايجابي
والانحياز للسلم الاهلي والامن والاستقرار في هذا البلد، وان هذه سياسة مرسومة من قبل
الفصائل الفلسطينية والقوى الاسلامية في منطقة صيدا وفي مخيماتنا".
واوضح
ابو العردات ان وفدا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وصل الى لبنان
وسوريا للاطلاع على اوضاع النازحين، لأن مشكلة هؤلاء تتفاقم واصبح عددهم يناهز السبعين
الفاً، مشيرا الى ان هناك مساعدات تقدم لهم لكنها ليست كافية، وخاصة مع تقليص امكانيات
الاونروا فيما يتعلق بمخيم نهر البارد وطالبنا باستكمال وتكامل الجهود من اجل تامين
الدعم اللازم للنازحين من اجل حل كل قضاياهم على كافة المستويات.
بينما
دعا الدكتور البزري جميع القوى السياسية في صيدا الى اللقاء وبحث أمور المدينة بعيداً
عن الحزازيات السياسية والحسابات الخاصة والاستقطابات الداخلية والخارجية، معتبراً
أن صيدا دفعت ثمناً غالياً للأحداث وكانت خسائرها عظيمة في الأرواح والممتلكات وعلينا
جميعاً التعالي فوق المصالح السياسية الضيقة وإيجاد القواسم المشتركة لأن صيدا تجمعنا
وهي مفتاح السلم الأهلي أو الفتنة في لبنان، منوها بالقوى الفلسطينية الاسلامية والوطنية
ودورها الإيجابي في البحث عن الوفاق بين اللبنانيين ودعاهم الى مزيدٍ من العمل من أجل
تثبيت الأمن والاستقرار في المخيمات خصوصاً مخيم عين الحلوة.
اشاعات
مغرضة
واكدت
حركة "حماس" و"الجماعة الاسلامية" حرصهما على المحافظة على الامن
والاستقرار في صيدا ومخيماتها الفلسطينية، معتبرتين ذلك مصلحة مشتركة لبنانية – فلسطينية
ومحذرتين من الاشاعات المغرضة التي يراد منها توتير الاجواء.
زار
وفد من قيادة حركة "حماس" برئاسة ممثلها في لبنان علي بركة يرافقه الدكتور
احمد عبد الهادي وابو احمد فضل ايمن شناعة، مدينة صيدا والتقى المسؤول السياسي للجماعة
الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود في مركز الجماعة بحضور عضو قيادة الجماعة في
الجنوب حسن ابو زيد، حيث استعرض الجانبان الاوضاع العامة في المنطقة وآخر مستجدات القضية
الفلسطينية والاوضاع في مدينة صيدا ومخيماتها واصدروا بيانا اكدوا فيه رفض استئناف
المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني ونعتبر ذلك غطاء لجرائم الاحتلال
الصهيوني في فلسطين وخصوصاً استمرار الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس وتهجير
اهلنا في النقب وتشديد الحصار على قطاع غزة نؤكد على حق الشعب الفلسطيني بمواصلة الجهاد
والمقاومة حتى تحقيق اهدافه بالتحرير والعودة.
لقاء
تنسيق
وعقد
لقاء تنسيقي بين القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة ووفد يمثل هيئة العلماء المسلمين
في لبنان وذلك في مقر الحركة الإسلامية المجاهدة في المخيم وقد حضر اللقاء عن القوى
الإسلامية أمين سرها أمير الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، الناطق باسم
عصبة الانصار الاسلامية الشيخ أبو شريف عقل، وعن هيئة العلماء الشيخ خالد العارفي
(أبو عطاء)، الشيخ أحمد عمورة، الشيخ علي السبع أعين والشيخ علي اليوسف.
وتوقف
المجتمعون ملياً عند التطورات الأمنية الخطيرة التي يمر بها لبنان وتدارسوا كيفية تحصين
الساحة السنية من أي انزلاقات من المتوقع أن يمر بها لبنان، وتحصين المخيمات الفلسطينية
لما لها من تأثير على الساحة اللبنانية، إلى التطورات المستجدة في المنطقة لا سيما
ما حصل في مصر من انقلاب عسكري، وكذلك تطورات الأوضاع في سوريا والتصعيد الدموي من
قبل النظام وأعوانه ضد الأبرياء والمدنيين العزل في شهر رمضان المبارك.
توحيد
الرؤيا
كما
عقد اجتماع بين وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة مسؤول العلاقات السياسية في الحركة
شكيب العينا، وقائد قوات اﻷمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب وذلك في مقره في
في مخيم عين الحلوة، حيث كد العينا على أهمية التواصل مع جميع قوى شعبنا من أجل توحيد
الرؤيا في المرحلة المقبلة لمنع أية فتنة، قائلا"إن القوى الفلسطينية ما زالت
ثابتة على موقفها في الحياد الإيجابي في الملف اللبناني الداخلي، وضرورة توحيد المرجعية
السياسية الفلسطينية من أجل تعزيز مطالب شعبنا العادلة، كما دعا إلى تعزيز القوة اﻷمنية
في المخيم من أجل حماية مصالح شعبنا العليا من أية ارتدادات أمنية يمكن أن تحصل.
بدوره،
أكد اللواء أبو عرب أن حركة فتح والجهاد الإسلامي في موقف واحد مع كل القوى في شعبنا
في سبيل حماية أهلنا من أية مؤامرة يخطط لها اﻷعداء، داعيا القوى الفلسطينية إلى تعزيز
القوة اﻷمنية في المخيم، قائلا: "يدنا ممدودة للجميع من أجل إنجاح تلك القوة التي
ستحمل على عاتقها حماية اﻷمن والاستقرار في المخيم"، مثنيا على الجهود التي بذلت
من مختلف القوى الوطنية والإسلامية لمنع امتداد الفتنة التي حصلت في صيدا والجوار.
اشكالات
فردية
وشهد
مخيم عين الحلوة توترا امنيا، اذ وقعت ثلاثة اشكالات فردية وعائلية في اوقات مختلفة
وتخللها اطلاق نار دون وقوع اصابات وذكرت مصادر فلسطينية، ان الاشكال الاول وقع في
الشارع التحتاني بين عائلتي عوض والراعي على خلفية مشكلة سابقة وتخلله اطلاق نار، اما
المشكلة الثانية فوقعت في منطقة البركسات بين شخصين من ال جبر وحجازي وتخللها اطلاق
نار ايضا دون وثقوع اصابات، اما المشكلة الثالثة فوقعت في الشارع التحتاني بين احد
افراد عائلة السعدي وشبان من حي المنشية، عملت القوى الفلسطينية ولجنة المتابعة على
لجمها وتطويقها سريعا دون تفاقمها.
المصدر:
البلد | محمد دهشة