لماذا أحرق اللاجئ زين الدين نفسه في
لبنان؟

الأربعاء، 18 تشرين الثاني،
2015
"مش راح نعمل لك محضر ضبط، راح
نعملك 40 محضر ضبط"، بهذه العبارة سخر الشرطي اللبناني من اللاجئ الفلسطيني
أمين زين الدين (43 عاماً)، أثناء توقيف مركبته التي يعمل عليها في منطقة جسر سليم
سلام في العاصمة اللبنانية بيروت.
العبارة السابقة لم تنهِ موقف اللاجئ
الذي يعمل على سيارة التاكسي ليجمع شيئاً من المال ليقوتَ به أطفاله الثلاثة والذي
يبلغ أصغرهم شهرين، إلا أن السيارة أصبحت في خبر كان، بفعل إحراق زين الدين لنفسه،
بسبب ممنوعات الحكومة اللبنانية المفروضة على اللاجئ الفلسطيني.
وأقدم اللاجئ الفلسطيني أمين صلاح
زين الدين (مواليد 1972) يوم الاثنين (16-11)، على إحراق نفسه وسيارته من نوع
نيسان، والتي تحمل لوحة عمومية على مدخل نفق سليم سلام.
تفاصيل الحكاية
مراسل "المركز الفلسطيني
للإعلام" حاور زوجة اللاجئ زين الدين، لتحدثه عن تفاصيل الحادث المؤسف الذي
أدى بزين الدين لإحراق نفسه وسيارة التاكسي الخاصة به.
وقالت الزوجة، إن حاجزاً لقوى الأمن
الداخلي أوقف زوجها، وطلب منه الجنود الأوراق الثبوتية وأوراق السيارة، فتبين أنه
نظامي بعد أن أخرجها لضابط الدورية قائلاً له: "أنا فلسطيني".
وتتابع الأربعينية وبصوت يشوبه الألم
الحزن: "الضابط رد على زوجي (مش راح نعمل لك محضر ضبط، راح نعملك 40 محضر
ضبط)"، كنوع من السخرية والاستهزاء على زوجها وعمله.
العبارات السابقة التي لم يتحملها
السائق، بسبب ظروفه المعيشية الصعبة أجبرت اللاجئ زين الدين إلى صبّ البنزين على
جسده وعلى سيارة التاكسي التي يعمل عليها وإضرام النار.
وامتزج صوت المرأة الذي ضاعف الحزن
من رقته، مع آهات الألم من حالة زوجها الذي يمكث في العناية المركزة، والذي وصف
الأطباء درجة حروقه بالثانية والثالثة.
وخلال حديث مراسل "المركز
الفلسطيني للإعلام" مع زوجة اللاجئ، قالت وبصوت ضجِر: إن قوات الشرطة التي
أوقفت زوجها هربت من المكان، ولم يقدموا له أدنى مقومات الإسعاف الأولي.
وتابعت: "على الفور تم التدخل
لمنعه مِن مَن وُجد بالمكان، وتم نقله إلى المستشفى وإخماد النار في السيارة، وقد
أصيب بحروق ليرقد في العناية المركزة".
واقع مرير
وعلى مر الأعوام لم يطلب اللاجئ
الفلسطيني في لبنان حق التوطين من أي من الحكومات المتعاقبة، كونه متمسكًا بحق
العودة إلى أرضه ووطنه الذي شرد منه.
إلا أن اللاجئ الفلسطيني يطلب من
الدول التي يعيش فيها معاملة إنسانية عادلة غير مرتبطة بإعطائهم الجنسية أو الحقوق
السياسية الخاصة بأقرانهم اللبنانيين.
ويعدّ 66.4% من اللاجئين الفلسطينيين
في لبنان فقراء، أي أنهم عاجزون عن تلبية الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية وغير
الغذائية الضرورية (مقابل 35% في أوساط اللبنانيين)، حسب دراسة أعدتها وكالة غوث
وتشغيل اللاجئين.
ووصلت نسبة الفلسطينيين العاطلين عن
العمل إلى 56%، و38% من السكان في سن العمل يعملون.
وأوضحت الدراسة أن ثلثي الفلسطينيين
الذين يعملون في وظائف بسيطة (بائعين متجولين وعمال بناء ومزارعين) هم فقراء، وأن
63% يعانون فقدان الأمن الغذائي إلى حد ما.
وتعدّ مخيمات اللاجئين في لبنان من
أكبر المخيمات التي تستوعب اللاجئين المسجلين في مناطق عمليات الأونروا الخمس.
ويعاني اللاجئون في لبنان من الحرمان
من عدة حقوق مدنية، ومن حق العمل في الكثير من المهن، ومن حق التملك.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام