القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لمصلحة من كل هذا التحريض على الفلسطينيين؟

لمصلحة من كل هذا التحريض على الفلسطينيين؟


الثلاثاء، 06 آب، 2019

يبدو أن بعض الأشخاص الذين يتخذون من الكتابة مهنة، في زمن انتشار المواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، مصابون بأمراض وعاهات نفسية، وسوء رؤية، تجعلهم في كثير من الأحيان يتخبطون في متاهات المواقف والمفاهيم تبعا للأشخاص والمجموعات البشرية المستهدفة في هذا الوقت أو ذاك. والأمثلة على ذلك كثيرة، ولا فرق عندهم بين النازح السوري واللاجئ الفلسطيني وحتى المستخدمين من جنسيات مختلفة، وبين فئات لبنانية بعينها، ذاقت الأمرين من تلك الأقلام الصفراء، التي لم تترك مناسبة إلا واستثمرتها، دسا وتحريضا، كان ولا يزال بفعل التوجيهات الأمريكية المباشرة والمعلنة.

فهذا البعض يدعي الوطنية، لكنه لم يطلق رصاصة واحدة باتجاه الاحتلال الصهيوني المستمر منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان خطابه الدائم تبريري، مرة بسبب الوجود الفلسطيني المسلح، ومرة بسبب وجود المقاومة الوطنية.. والإسلامية، في تغطية شاملة للعملاء الذين خدموا العدو ونكلوا باللبنانيين قبل الفلسطينيين، ونفذوا المجازر في صبرا وشاتيلا وغيرها، وفروا مع جيش الاحتلال الصهيوني المهزوم...

وكذلك يدعي السيادة، لكن رمشه وقلمه لم يهتزا ولو مرة واحدة بوجه العدو الصهيوني الذي يدنس الأرض والمياه والأجواء اللبنانية، ويعتدي على اللبنانيين ويختطف بعضهم، ويستخدم الأجواء اللبنانية لضرب بلد عربي شقيق... وطائراته الحربية الأمريكية الصنع (الصديقة لهذا البعض من الكتبة) لا تترك الأجواء اللبنانية، لا ليلا ولا نهارا.

وهذا النفر، يدعي الحرية، والديمقراطية ويتبنى شعارات حقوق الانسان، تماما كما يتبنى سياسات حماية البيئة والرفق بالحيوان، لكن جميع هذا الشعارات تسقط عندما يتعلق الأمر بالسوري النازح أو الفلسطيني اللاجئ. وحجته في ذلك ان هاتين الفئتين تهددان الديموغرافيا اللبنانية المقدسة، علما أن الفلسطيني اللاجئ غلى لبنان مع نكبة فلسطين في العام 1948، مصر على رفض كل مشاريع التهجير والتوطين والتجنيس ومتمسك بحق العودة، وهو الذي أسقط عشرات المشاريع الأمريكية والغربية منذ ستينيات القرن الماضي.. وهو اليوم الذي يقف بوجه صفقة ترامب... أما النازح السوري فممنوع عليه العودة بفعل الأوامر الدولية..

وبدل أن يقف هذا النفر أو ذاك ضد أصحاب مشاريع التوطين الذين يعملون لخدمة كيان العدو الصهيوني، ويسعون لتصفية وكالة الأونروا وتجفيف منابع الخدمات للاجئين الفلسطينيين، نراهم يسنون سيوف حقدهم ضد الضحية من أبناء فلسطين، الذين يطالبون بأبسط الحقوق المدنية والانسانية، في مشهد يفضح كل شعاراتهم وتبجحاتهم..

أما الحديث الممجوج عن السلاح الفلسطيني المتفلت، فيوحي بأن الكاتب يعيش بسويسرا وليس في لبنان الذي تشهد العديد من مدنه وقراه اشتباكات، ولاسباب مختلفة آخرها اشتباك سقط فيه 4 قتلى بسبب موال، ولن نخوض أكثر في هذا المجال بخاصة وان معظم المسؤولين اللبنانيين يعترفون بوجود السلاح في كل بيت من البيوت اللبنانية...

ان الملف الفلسطيني بنظر هذا البعض من الكتاب محصور بـ"السلاح"، فلا حقوق للفلسطيني بتحصيل

مطالب إنسانية محقة، تعترف بها كل الدول ومنها لبنان، الموقعة على المواثيق الدولية التي تكفل حقوق الانسان...

لذلك فهذا البعض المتخم بالعنصرية لم ير الحراك الفلسطيني السلمي الحضاري الذي دخل أسبوعه الثالث، ولم يكتب عنه إلا من باب التحريض والشحن العنصري الفاشي المقيت، وهو لم يسأل نفسه لماذا توحدت كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية.. ولماذا تستمر في حراكها، ولم يبحث عن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل تراجع خدمات الأونروا لحدود الصفر، بضغط من الإدارة الأمريكية، واستمرار منع الفلسطيني من العمل بنحو 70 مهنة، لتأتي ملاحقة وزارة العمل للعمال الفلسطينيين كالشرارة التي اشعلت حقول الغضب والقهر والمعاناة التي يتخبط بها الفلسطينيون، والتي تزامنت مع دعوة البيت الأبيض الأمريكي لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي يقيمون فيها واسقاط حق العودة... لكن هذا البعض استنفر أقلامه وكاميراته ووسائله الإعلامية عند الحادث الفتنة الذي وقع في مخيم عين الحلوة، وانتهى خلال ساعات.

وبدل أن يقفوا جنبا الى جنب مع الفلسطيني لاسقاط "صفقة القرن" يقفون مع الجلاد ضد الضحة...

فلمصلحة من كل هذا التحريض العنصري الفاشي ضد الفلسطينيين؟

المصدر: القدس للأنباء