القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ليلى خالد لـ"ياصور": انا مستمرة بنضالي حتى الرمق الاخير

ليلى خالد لـ"ياصور": انا مستمرة بنضالي حتى الرمق الاخير


السبت، 17 آب، 2013

هي من سطرت بتاريخ المقاومة فصولاً من نور وكرامة، هي ليست كأي إمرأة، هي من توجت عرش الأنوثة برشاش على خاصرتها ، ولأنها ولدت في وطن سليب أبت إلا أن تدافع عنه ببسالة.

إنها ليلى خالد شخصية فلسطينية مناضلة ضد الإحتلال الإسرائيلي .

من مواليد مدينة حيفا شمال فلسطين العام 1944 وعضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين,

وما زال العالم يذكر إلى اليوم تلك الشابة السمراء التي نالت إعجاب الحلفاء، وأثارت قلق ومخاوف الأعداء، بعملية جريئة في 28 آب 1969 خطفت خلالها طائرة أمريكية، لتحلق بها فوق سماء تل أبيب، وتتجول على علو منخفض فوق مسقط رأسها مدينة "حيفا" التي طردت منها وهي في الرابعة من عمرها، مما جعل قضية ليلى خالد تتحول إلى أسطورة راسخة في الأذهان ؛ ولأن جرأتها لم تقتصر فقط على تلك العملية الأولى، فبعد عام واحد عاودت الكرة، وحاولت خطف طائرة أخرى تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية ولم تأبه بكون صورتها باتت معروفة واسمها مطلوبا لدى كافة أجهزة الأمن عبر العالم، فقامت بإجراء جراحة تجميلية غيرت خلالها ملامحها واستخدمت جواز سفر هندوراسي وبذلك استطاعت أن تخدع الأمن الإسرائيلي بمطار "أمستردام"، وتمكنت من الصعود إلى طائرة "العال" وتخطفها، إلا أن النجاح لم يحالف تلك العملية الثانية، حيث قتل رفيقها في العملية، وأصيبت هي بجراح، وسُجنت في لندن.

موقع ياصور كان قد التقى واياها خلال زيارتها الأخيرة للبنان فدار الحوار التالي:

ليلى خالد الرعيل الأول في النضال ما الفرق بين المقاومة القديمة والمقاومة الآن؟

إن إنطلاقة الثورة جاءت رداً على هزيمة عام 1967 وهذا إعلى شكل من أشكال المقاومة ألا وهو الكفاح المسلح ، إنتقل هذا العمل بعد عام 1982 إلى الداخل الفلسطيني ، إنطلقت الإنتفاضة و هي تعتبر نقلة مختلفة عن المرحلة السابقة بمعنى أن الشعب خرج بصدوره العارية ليواجه المحتل مباشرة ، نحن كنا نقطع الحدود العربية من اجل أن نقاتل هذا العدو الصهيوني.

ومن ثم جاءت إنتفاضة الأقصى، الآن ما بعد عام 1982 تراج العمل العسكري لصالح الإنتفاضة الشعبية للأسف ما حصل أنه لم تستثمر هذه الإنتفاضة لتتحول إلى هذا الشكل من المقاومة حتى تتحقق أهداف الإنتفاضة التي رفعت فيها شعار الحرية والإستقلال كان العالم قابلاً لهذه المسألة لأن الإنتفاضة كشفت عن الوجه الفاشي و العنصري الإسرائيلي وللأسف القيادة الفلسطينية ذهبت في هذا الوقت للمفاوضات في ظروف ليست لصالحنا وأيضاً في هذا الوقت انهار الإتحاد السوفياتي وإندلعت الحرب في الخليج وتم إحتلال العراق وكانت كل هذه العوامل فرصة مناسبة للسيد الأمريكي ليطرح مبادرة مؤتمر "مدريد" وخدع العرب في هذا المؤتمر ولذلك إنتهت الإنتفاضة ولم تحقق أهدافها .

الكفاح المسلح في تلك المرحلة رفع شعار تحرير فلسطين ولكن أيضاً أصبحت هناك رزمة من التنازلات تحت عناوين مختلفة وقدم العديد بل الآلاف من الشهداء لكن لم يتحقق النصر ولم يتحقق حق العودة ولا تقرير المصير ولا إقامة الدولة الفلسطينية وهذا يدل على أنه كان يجب على القيادة الفلسطينية وعلى كل مكونات العشب الفلسطيني أن تراجع سياسة إتخذناها حتى نقول لماذا لم نصل إلى أهدافنا.

وجاءت أوسلو لتقسم ظهر الفلسطيني ومما زاد في الطين بلة الإنقسام الفلسطيني الآن ، نرى أن إسرائيل مازالت مستمرة في تحقيق أهدافها وتحقيق المشروع الصهيوني هذا المشروع الذي لا يستهدف فلسطين فقط ولكن يستهدف المنطقة العربية بأكملها ، الفروقات الآن في مرحلة الكفاح المسلح أي كانت القيادة تستجيب لنبض الشعب الفلسطيني الآن القيادة لا تستجيب لنبض الشارع الفلسطيني ولكن تستجيب لأهداف خاصة بها وليست هي لمصلحة الشعب الفلسطيني.

2_ ليلى خالد المخضرمة في العمل النضالي هل ترى مكاناً للقضية الفلسطينية في الحراك الذي تشهده المنطقة العربية؟

ان القضية الفلسطينية وبالرغم من كل ما يحدث في المنطقة العربية ومن كل الانظمة القمعية في المنطقة العربية، وخاصة المحيطة بفلسطين والتي كانت تحاول بإستمرار أن تطمس القضية الفلسطينية، لكن الجماهير العربية مازالت تخرج الى الشوارع في مظاهراتها وحراكها رافعة العلم الفلسطيني وتهتف لفلسطين.

هم يريدون أن نلتهي بقضايانا المحلية ، لكن الجماهير العربية والفلسطينية تعيش في القلب ولذلك حتى لو لاحظنا بعض الأحيان أن الحراكات الشعبية نجدها مهتمة فيما يتصل بواقعنا إلا أنها تعتبر القضية الفلسطينية هي قضيتها الوطنية ، ولقد رأينا هذا في 15 أيار الجماهير العربية كيف خرجت وتظاهرت رافعة العلم الفلسطيني وتردد "فلسطين عربية" وكنا قد شاهدنا ذلك خلال وسائل الإعلام.

الهدف للمشروع الصهيوني هو محو ذاكرتنا الوطنية والقومية بمعنى "بدو تمشوا زي ما هم بدهم " وهكذا الجماهير العربية وأن هذه المحاولات جارية ، والدليل على ذلك هو ما يجري الآن في سوريا وما جرى في العراق من إحتلال وما جرى في مصر وتونس والبحرين واليمن كلها تدلل على أنه هناك محاولة لعزل القضية الفلسطينية عن بعدها العربي وهذا مستحيل.

3_ كيف تنظرين إلى معركة الأمعاء الخاوية التي خاضعها و يخوضها اسرانا في السجون الإسرائيلة وما تأثيرها في ظل خواء الموقف العربي؟

لا شك أن الحركة الفلسطينية الأسيرة سجلت في تاريخنا نضالات وبطولات أمام السجان الإسرائيلي العنصري الفاشي ، بالرغم من كل التعذيب والعزل وأن سجل هؤلاء الأبطال أنهم ومنذ اليوم الأول ولم يكن لديهم أي شيء سوى أمعائهم بالإضراب عن الطعام وهذا تاريخ الحركة الأسيرة في فلسطين، والحالة التي لا مثيل لها هي حالة الأسير سامر العيساوي إذ أضرب عن الطعام 270 يوماً ورفض أن يأخذ الدواء أو الماء .

كما ان هناك حوالي 175 شهيداً إستشهدوا في السجون الإسرائيلية منهم الشهيد ميسرة أبوحمدية لأنه لم يتلقَ العلاج وغيره الكثيرون وهناك أيضاً الأسيرات من النساء أضربن عن الطعام وبهذا الإضراب رضخ العدو للأمر الواقع.

ليلى خالد إسطورة النضال العربي كيف تناضل الآن ؟

أنا لست أسطورة أنا بنت شعب يشعر بالظلم والإضطهاد لذلك نحن نقوم بواجبنا ، فالبطولة هي للشهداء الذين قدموا أرواحهم ، وأنا ما زلت أعيش إذن استطيع أن أقوم بواجبي إتجاه قضيتي ، وهناك الكثير من النساء والرجال وحتى هذه اللحظات متمسكين بالمباديء والثوابت الفلسطينية ويناضلون بالأساليب المختلفة، بمعنى أنا الآن لا أستطيع أن أحمل البندقية الفلسطينية وأقاتل ولكن أستطيع ان أتكلم وأذهب الى كل العالم كي أشرح لهم قضيتي الفلسطينية وهذا يكسبنا مزيداً من التضامن العالمي لصالح قضيتنا الفلسطينية ، أنا شخصياً مارست كل أنواع العمل النضالي سواءً بالكفاح المسلح او بالمظاهرات أو بالإعتصامات أو من خلال الكتابة وحتى بالتمريض كل هذا أنا أعتبره جزء من المهام النضالية.

المصدر: ياصور