الممثلة الخاصة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح: أحداث "اليرموك" مثال على الفظائع اليومية في سوريا
الأربعاء، 19 كانون الأول، 2012
وصلت إلى بيروت، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح ليلى زروقي، آتية من زيارة رسمية الى سوريا استغرقت أربعة أيام، أجرت خلالها محادثات مع مسؤولي النظام الحكوميين والمعارضة المسلحة بشأن تأمين حماية أفضل للأطفال.
ولفتت زروقي الى ان "أحداث يوم الأحد في مخيم اليرموك في دمشق، التي أسفرت عن مقتل وإصابة أطفال فلسطينيين، هي مجرد مثال واحد على الفظائع التي لا يزال الأطفال يواجهونها كل يوم في سوريا". ولفتت الى انها اعربت خلال محادثاتها مع السلطات السورية عن قلقها الشديد إزاء القتال الدائر وأثره على الأطفال، وتحديدا، إزاء استخدام الأسلحة الثقيلة وقصف المناطق المأهولة بالسكان، داعية الى الحماية الاستباقية للمدارس ومنع استخدامها لأغراض عسكرية من قبل القوات الحكومية السورية والمعارضة في القتال المستمر".
ورحبت زروقي بـ"الالتزام الذي قطعته السلطات السورية بالسماح للأمم المتحدة ببدء التحقق المستقل من الانتهاكات المزعوم ارتكابها في حق الأطفال في الصراع الدائر باعتبار أن ذلك جهد أولي للتصدي لانتهاكات حقوق الأطفال، معتبرة ان ذلك سيسمح بإجراء رصد وإبلاغ أفضل حول الانتهاكات الخطيرة المرتكبة ضد الأطفال كي نتمكن من اتخاذ إجراءات مباشرة مع الجناة لوقف هذه الانتهاكات، موضحة ان هذا ما قام به مجلس الأمن بتفويضي وتفويض الأمم المتحدة للقيام به نيابة عن الأطفال المتضررين من الحرب.
ولفت بيان مكتب زروقي الى انه في نيسان الماضي، تم لأول مرة إدراج القوات الحكومية السورية في لائحة العار التابعة للأمين العام، بسبب قتل وتشويه الأطفال وشن الاعتداءات على المدارس والمستشفيات. وتلقت الأمم المتحدة أيضا تقارير عن استخدام المعارضة السورية المسلحة للأطفال كجواسيس وحمالين وفي أغراض أخرى في عملياتها. وعلى الرغم من أن الوضع الراهن لم يسمح للممثلة الخاصة للأمين العام بمقابلة ممثلي المعارضة المسلحة شخصيا، إلا أنها اتصلت باثنين من قادة المعارضة المسلحة لإثارة قضية الإدعات بإلحاق الأطفال بالمعارضة ولشجب أساليب الإرهاب التي تمارسها وحدات معينة قتلت مدنيين أبرياء، ومنهم أطفال، خلال الأشهر الماضية. وقالت زروقي: عيوننا ستبقى تراقب المعارضة لترى ما إذا كانت جادة في الإلتزام الذي قطعته بحماية الفتيات والفتيان.
والتقت زروقي خلال زيارتها سوريا الأطفال المشردين داخليا واللاجئين في دمشق ومخيم اليرموك وحمص، الذين هم في حاجة ماسة إلى الحماية، وكذلك إلى الطعام والأدوية والملجأ خلال أشهر الشتاء المقبلة. ورأت ان الإنهاء الفوري للعنف وإقامة سلام شامل للجميع، هما الخياران الوحيدان القابلان للتطبيق إذا أردنا الحفاظ على الجيل الصاعد من أطفال سوريا.
المصدر: المستقبل