مآسي العائلات التي تسكن في البركسات!
الإثنين، 05 آذار، 2012
أغلب العائلات القاطنة في بيوت الإيواء المؤقت (البراكسات) في مخيم نهر البارد، يسهرون واللحف على اكتافهم خلال أمسيات الشتاء الحالي، لبثّ قليل من الدفء في أجسادهم المرتجفة، يدلّ على جانب من واقع يصيب من يتصوره بالقشعريرة
تعيش العائلات المقيمة في البراكسات معاناتها يومياً
فإلى جانب اهتراء القسم الأكبر من شبكة الصرف الصحي، والشكاوى التي تقدّمها العائلات المقيمة في البراكسات إلى الأونروا بشكل شبه يومي، من غير أن تجد حلاً جذرياً لها، بعدما أصبح كل مؤقت دائماً في حياة الفلسطينيين، يعود مشهد صعوبة الحياة ومشقتها خلال فصل الشتاء في «صناديق الحديد» هذه إلى الواجهة مجدداً.
وكما في كل شتاء، تبرز أمراض الإنفلونزا والرشح بين سكان البراكسات بشكل لافت، أكثر مما هي موجودة بين المقيمين في بقية أنحاء المخيم، فضلاً عن المعاناة المضاعفة للمصابين بمرض الروماتيزم على وجه التحديد
أن «ما يصيب سكان مخيم نهر البارد من أمراض موسمية في مثل هذه الأيام، من إنفلونزا ونزلات برد وغيرها، يصيب سكان البراكسات أكثر من المقيمين خارجها بمعدل الضعف تقريباً».
أن بيوت الإيواء المؤقت هذه قد تحولت بسبب وضعها غير الملائم صحياً، إلى بؤرة لانتشار الأمراض التي تنتشر خلال فصل الشتاء أو فصل الصيف على حد سواء
هذه المنازل التي هي عبارة عن صناديق حديدية، تتحول في الشتاء إلى ما يشبه غرف التبريد، وفي الصيف إلى أفران، ما يؤدي إلى انعكاسات صحية يتعرض لها أغلب قاطنيها، خصوصاً الأطفال منهم وكبار السن، وهو ما يتبين من خلال حاجة المريض في البراكسات إلى فترة أطول من العلاج التي يحتاج إليها المقيم خارجها، وإلى عناية صحية أفضل». لكن هذه العناية التي يحتاج إليها مرضى البراكسات «غير متوافرة كما يجب»
أن «سكان البراكسات لا يمكنهم بسبب وضعهم المالي والمعيشي الصعب، تأمين وسائل تدفئة مكلفة لهم مادياً (وسائل تدفئة على المازوت أو الغاز مثلاً)، وعليه يمكن أن نعرف مقدار المعاناة التي يرزح تحتها أهالي المخيم
لا تقتصر معاناة العائلات في البراكسات على فصل الشتاء فقط، ففي فصل الصيف يواجهون ظروفاً لا تقلّ صعوبة. ذلك أن ارتفاع درجات الحرارة بين جدران «الغرف الحديدية» يُحوّل الحياة إلى جحيم لا يُطاق بكل معنى الكلمة، ما يسهم في انتشار أمراض الإسهال والاستفراغ وغيرها. ولا يقتصر الأمر عند هذا الحدّ، بل إن وضع البراكسات صيفاً يساعد على نحو كبير في انتشار القوارض والحشرات السامة والأفاعي، في داخل هذه البيوت وخارجها، ما يؤدي بدوره إلى ظهور أمراض وعوارض صحية لا يكاد يسلم منها أحد من المقيمين في البراكسات.
المصدر: موقع نهر البارد