"مؤسسة الحرية" احيت يوم الاسير باعتصام أمام الإسكوا
بكداش: اسرانا يبدأون غدا اضرابا عن الطعام في معركة الامعاء الخاوية
الثلاثاء، 17 نيسان، 2012
أحيت "مؤسسة الحرية"، يوم الاسير الفلسطيني والعربي، باعتصام أقيم عند السادسة من مساء اليوم، في حديقة جبران مقابل مبنى الأمم المتحدة، من أجل "حرية الاسرى والاسيرات الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال".
شارك في الاعتصام ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية وناشطون وناشطات حملوا صور الاسرى ولافتات تطالب بحريتهم وتساند اضرابهم المفتوح عن الطعام من أجل تحسين ظروف العيش الانسانية داخل الاسر. وبينهم الأسرى القدامى ورموز المقاومة والقيادات السياسية: مروان البرغوثي، أحمد سعدات، كريم يونس، الدكتور عزيز دويك، بلال ذياب، صدقي المقت، فؤاد الشوبكي، عاهد أبو غلمة، حسن سلامة، وليد الدقة، امير مخول، خضر عدنان، وعبد الله البرغوثي، والاسير اللبناني المفقود يحي سكاف والاسير اللبناني في السجون الفرنسية جورج عبد الله. ورفعت في الاعتصام لافتة كتب عليها "حريتهم واجبنا".
والقى امين سر مؤسسة الحرية هادي بكداش كلمة باسم المعتصمين شدد فيها على أن السابع عشر من نيسان هو يوم الوفاء للأسرى وتضحياتهم، يوم لشحذ الهمم وتوحيد الجهود لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يوما لتكريمهم و للوقوف الى جانب ذويهم، يوما للوفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة ولكل من انتمى اليها.
واضاف: " حينما نتحدث عن الأسرى، فان حديثنا لا يقتصر على بضعة آلاف يقبعون في سجون الاحتلال، منهم الأطفال والشيوخ، أمهات وقاصرات، نواب وقادة سياسيين، مرضى وجرحى، وإنما نقصد قضية وانتماء، ونتحدث عن تاريخ عريق ورافد أساسي للثورة، نتحدث عن تجارب من الصمود والتضحيات وفصول من المعاناة والانتهاكات والجرائم مورست واقترفت بحقهم من قبل السجان الإسرائيلي".
وتابع: "نعتصم اليوم في بيروت معلنين تضامننا مع اسرانا الابطال في سجون الاحتلال الصهيوني الذين يبدأون غدا اضرابا مفتوحا عن الطعام استنادا الى وثيقة "العهد والوفاء" التي صاغها الأسرى الفلسطينيون والعرب لخوض معركة الحرية والأمعاء الخاوية، معلنين وقوفنا الى جانب الاسرى في معركتهم الإنسانية لانتزاع حقوقهم التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية".
ولفت بكداش الى "ان مؤسسة الحرية التي انطلقت عام 2009 استكمالا لنضال عوائل الاسرى في سجون الاحتلال تؤكد اليوم على ضرورة توفير إسناد حقيقي للأسرى في معركتهم مع الاحتلال في ظل معركة الحرية والكرامة والأمعاء الخاوية التي تطالب بإلغاء قرار حرمان أسرى قطاع غزة وكافة الأسرى من الزيارة والمستمر منذ سنوات طويلة، وإلغاء سياسة العزل والعزل الإنفرادي والتفتيش الليلي والاعتقال الإداري وتجديده، ومنع الأسرى من لقاء المحامين والغرامات الباهظة، إضافة لإلغاء قرار منع الأسرى من التواصل مع العالم الخارجي ومشاهدة التلفاز والسماح لهم الاتصال بذويهم وصولا لكافة حقوقهم الإنسانية في العلاج والتعليم الجامعي".
واضاف: "ان هذه المعركة المفتوحة مع الاحتلال ستكون انتفاضة ستقلب جميع الموازين في داخل السجون وخارجه، ونحن نؤكد من بيروت اننا سنواكب هذه المعركة بكل الوسائل المتاحة وصولا الى اعلان الاضراب المفتوح والانضمام الى الحركة الاسيرة في معركتها النضالية الاستثنائية. ويتعرض الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال لمنظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية والانتهاكات الفاضحة لكافة المواثيق والأعراف الدولية، في إطار سياسة ممنهجة، والأخطر من ذلك بأن سلطات الاحتلال قد أقرت قوانين للتضييق على الأسرى وشرعنة الانتهاكات والجرائم بمشاركة ومباركة كافة مركبات النظام السياسي في الكيان الصهيوني بدافع الإنتقام من الأسرى وذويهم. وهذا ما منح مقترفيها الحصانة القضائية والغطاء القانوني وفتح الباب على مصراعيه لاقتراف مزيدا من الجرائم، وهذا ما يفسر تزايد الانتهاكات بحق الأسرى مثل الإفراط في استخدام القوة والاعتداء على الأسرى وانتهاك حقوقهم الشخصية من خلال مراقبتهم الدائمة ومصادرة أبسط حقوقهم التي انتزعوها عبر نضالاتهم وتضحياتهم السابقة وعزل العشرات منهم في زنازين انفرادية وحرمانهم الآلاف من ذويهم من زيارتهم بشكل جماعي كما هو حاصل مع أسرى قطاع غزة أو تحت حجة "المنع الأمني كما هو حاصل في الضفة الغربية، والإهمال الطبي".
وختم بكداش: "يعيش الأسرى ظروف مأساوية ولا إنسانية، ويتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة، وانتهاكات جسيمة تصل لدرجة الجرائم وفقا للتوصيف الدولي، وهذا ما دفع الأسرى الى البدء بالتحرك النضالي ردا على مجمل الإنتهاكات والجرائم والتي لم تعد تطاق، كما لم يعد بالإمكان تحملها أو الصبر والصمت ازائها، وأن هذه الحركة المتصاعدة بدأت منذ اسابيع عدة ومن خلال الإضرابات الفردية وتتطور وتتصاعد تدريجيا وصولا الى الإضراب الجماعي والشامل، مما يستدعي توحيد الجهود وتوسيع دائرة التضامن مع الأسرى ومساندتهم في اضرابهم ودعم حقهم بالعيش بكرامة على طريق تحريرهم جميعا".
يشار إلى أن "مؤسسة الحرية" هي مؤسسة دولية مقرها بيروت تشكل عائلات الأسرى والمفقودين والشهداء النواة الأساسية فيها، يعاونهم عدد من الناشطين والمتطوعين في لبنان وفلسطين وعدد آخر من الدول العربية والأوروبية.
كما يشار إلى أن السلطات الاسرائيلية تحتجز قرابة 4700 أسير يقبعون في سجون ومعتقلات بينهم 9 أسيرات وتعتبر الأسيرة لينا الجربوني من المناطق المحتلة عام 1948، أقدمهن في الإعتقال، و190 طفلا، و27 نائبا وعدد من القيادات السياسية، و320 معتقلا إداريا، إضافة الى ثلاثة وزراء سابقين. ومن بين الأسرى 120 أسيرا معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من آيار عام 1994 وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى" على اعتبار أنهم أقدم الأسرى وقد مضى على أقل واحد منهم 18 عاما وما يزيد، ويعتبر الأسير كريم يونس من المناطق المحتلة عام 1948 والمعتقل منذ يناير 1983 هو عميد الأسرى وأقدمهم جميعا. ومن بين هؤلاء 59 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما ويطلق عليها مصطلح "عمداء الأسرى"، فيما من مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد من هؤلاء سيصل عددهم إلى 23 أسيرا وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "جنرالات الصبر".
المصدر: موقع وزارة الإعلام اللبنانية